الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرعية تضرب إرهاب «القاعدة» و«الإخوان»

الشرعية تضرب إرهاب «القاعدة» و«الإخوان»
20 أغسطس 2016 20:03
حسن أنور (أبوظبي) كشفت النجاحات الكبيرة التي حققتها الشرعية في المناطق المحررة ضد معاقل الإرهاب، عن وجود دلائل جديدة تؤكد التعاون المشبوه بين جماعة «الإخوان» والجماعات الإرهابية التي تعمل على ضرب الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن الذي تعمل سلطات الشرعية على تحقيقها في هذه المناطق بعد شهور من المعاناة، نتيجة الانقلاب من قبل الحوثيين والمخلوع صالح. فقد تم خلال مداهمة أحد أوكار «القاعدة» بمنطقة جعولة في المدينة المحررة، اكتشاف أكبر مصنع للتنظيم لصناعة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة. وقد تم اعتقال عدد من الإرهابيين في الموقع الذي عثر فيه على سيارتين مفخختين جاهزتين للتفجير، وكذلك عشرات العبوات الناسفة والمتفجرات، إضافة إلى وثائق ومنشورات وأقراص مدمجة لمواد تحريضية ضد السلطات. ووضح من الوثائق تورط قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان» بالمصنع، حيث تم العثور على هوية خاصة بحمل السلاح تابعة للرئيس السابق للحزب في أبين، ناصر عبدالله محمد البجيري، ضمن الملفات المضبوطة. وبطبيعة الحال، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إثبات تورط قيادات «الإخوان» بالتنظيمات الإرهابية، إذ خلال الفترة الماضية تم ضبط قيادي آخر للحزب متورط بالهجوم على دار العجزة يدعى محمد سلام. وعثرت قوات الأمن على مخزنين آخرين للمتفجرات والأسلحة تابعين لـ «القاعدة» في مدينتي يافع وتبن بمحافظة لحج، حيث عثر على المخزن الأول في أحد منازل منطقة دار المناصرة في تبن جنوب شرق الحوطة، ويجري حالياً تعقب مالك المنزل والعناصر الإرهابية التي كانت متمركزة بداخله. وتم العثور على المخزن الثاني في يافع أثناء دهم منزل مهجور بالقرب من معسكر العر الاستراتيجي، وبداخله كميات من المتفجرات تزن أكثر من 100 كيلوجرام معدة للتفجير. وفي ضربة قاصمة لجماعات الإرهاب، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، نجحت قوات الشرعية اليمنية في فرض سيطرتها الكاملة على محافظة أبين جنوب البلاد، وطرد التنظيم منها، حيث تمكنت قوات الجيش والأمن من استعادة مديريات لودر والوضيع ومودية وأحور، وسط أبين، بعد فرار عناصر التنظيم باتجاه مناطق نائية محاذية لمحافظتي شبوة والبيضاء، وذلك في إطار الحملة العسكرية التي تم إطلاقها مطلع الأسبوع الماضي بمساندة قوات التحالف العربي من أجل مكافحة الإرهاب في المنطقة. وقد تزامن ذلك مع تطبيق خطة أمنية متكاملة لفرض الأمن والاستقرار واستئناف نشاط السلطة المحلية والمرافق والمؤسسات الخدماتية من أجل تطبيع الأوضاع بشكل تدريجي، وتحديداً في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. ولقيت هذه الخطوة ترحيباً كبيراً من أهالي المديريات الذين وقفوا على جانب الطريق يرحبون بقوات الجيش، ويقدمون التحية للجنود الذين انتشروا في أرجاء متفرقة من تلك المدن. يأتي ذلك فيما شددت أجهزة الأمن في مدينة عدن جنوب البلاد، من إجراءاتها حول مدينة كريتر القديمة، في إطار الحملة الأمنية لتعقب عناصر مسلحة خارجة عن النظام والقانون، حيث تم تكثيف حملات المداهمات وتعقب العناصر الخارجة عن النظام والقانون في أحياء متفرقة من المدينة، فضلاً عن تشديد الإجراءات وأعمال التفتيش للسيارات الداخلة والخارجة من المدينة، وهو ما أدى إلى ضبط عناصر مسلحة ومتفجرات وذخائر متنوعة أثناء مداهمة عدد من المنازل في أحياء الطويلة والقاضي، فيما يجري تعقب عناصر أخرى. نجاحات استراتيجية نجحت قوات الشرعية بدعم من التحالف العربي في تحقيق نجاحات استراتيجية مهمة على صعيد العديد من الجبهات. فقد حرر الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية مدعوماً بطائرات التحالف العربي، مناطق استراتيجية في تعز بعد معارك شرسة مع ميليشيات الحوثي وصالح، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين. فقد تم تحرير مناطق استراتيجية في غرب وجنوب غرب مدينة تعز، والتوغل في مناطق شرقية، حيث تتمركز ألوية قتالية موالية للمتمردين الحوثيين وتابعة للمخلوع صالح. وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من تطهير حدائق الصالح وتبتي الخزان وكامل وأجزاء من جبل هان في الضباب جنوب غرب مدينة تعز، كما تمت إعادة فتح طريق الضباب المؤدي إلى المدينة، وتواصل تقدمها لاستكمال تطهير جبل هان المُطل على وادي الضباب بعد أن حررت منطقة بيت الزعر القريبة وتلة غراب شمال شرق مقر قيادة اللواء 35 مدرع الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. كما توغلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في حي ثعبات شرق مدينة تعز وصولاً إلى منطقة حسنات. وبذلك تكون قوات الجيش والمقاومة مسنودة بطيران التحالف العربي قد استكملت المرحلة الأولى من مهمة فتح المنفذ الغربي لمدينة تعز، وتعمل على استمرار تقدم قوات الشرعية في اتجاه استكمال بقية المراحل للفتح النهائي للحصار من الجبهة الغربية في ?تعز. وفي السياق ذاته، شن طيران التحالف العربي عشرات الغارات على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في العاصمة صنعاء، ومحافظات أخرى، فيما استهدفت ضربات جوية أخرى تجمعات مسلحة للانقلابيين على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية. وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على التبة البيضاء في نهم بعد معركة عنيفة مع الانقلابيين، فيما تواصل التقدم لتحرير ما تبقى من المناطق في الطريق إلى العاصمة صنعاء. تحايل فاشل لحل مشكلة النقد تتفاقم الأوضاع المعيشية لليمنيين القابعين في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين يوماً بعد يوم، ولعل أبرز ما شهدته الأيام الأخيرة تصاعد وتيرة شكوى واحتجاجات من قبل عدد كبير من الموظفين اليمنيين الذين أبدوا شكواهم من أنه يتم صرف مرتباتهم على مدار الأشهر الماضية من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، وهي عبارة عن أوراق نقدية رثة لا يقبل التجار والصرافين تداولها. وتشير التقارير إلى أن الانقلابيين وفي ظل الأوضاع الحالية يعملون على سحب السيولة من السوق اليمنية منذ فترة في محاولة للقضاء على الاقتصاد اليمني. وبدا من الواضح أن الانقلابيين يقومون بالتحايل لمواجهة الأزمة المالية الطاحنة التي تسببوا فيها على صرف المرتبات بأوراق نقدية كانت مخزنة لإتلافها، وفي أغلبها غير صالح للتداول لكون أوراقها غير مكتملة وإنما أنصاف أو أنها مهترئة جداً. وتتزايد المخاوف من أن لا يستطيع البنك المركزي خلال الأسابيع القادمة عن توفير المرتبات كاملة، وهو ما يزيد من رعب قادة الانقلاب من أن يؤدي إلى ثورة موظفي الدولة الذين يقتاتون على مرتباتهم، وهو ما سينعكس على تسهيل مهمة المقاومة الشعبية والجيش الوطني في السيطرة على العاصمة. ولعل ما نشر عن حجم الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والخسائر الاقتصادية نتيجة الحرب التي فرضها الانقلابيون، تكشف إلى أي مدى بلغت الصعوبات التي يعيشها اليمنيون. فقد أظهر تقرير شارك في إعداده البنك الدولي والأمم المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية والاتحاد الأوروبي، الدمار الذي لحق بمنشآت تعليمية وصحية وسكنية، فضلاً عن منشآت الطاقة والبنى التحتية بقيمة إجمالية تتخطى حاجز الـ 14 مليار دولار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©