الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرية

20 سبتمبر 2008 00:09
الحرية هي عكس العبودية وهي القدرة على التصرف في كل ما يتعلق بشؤون النفس والذات، دون اعتداء على نفس أو عرض أو مال أو مأوى أو أي حق من الحقوق· ومفهوم حرية المرأة في الإسلام يؤكد ذلك من خلال ما أولاه من أهمية للمرأة لمكانتها العظيمة في المجتمع سواء كانت ابنة أم أختا أم زوجة أم أما· وقد أعطاها حرية الاختيار في كل ما يتصل بها من اختيار الزوج والتعلم والرأي والحوار· جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تقول: إن أبي زوّجني من ابن أخيه؛ ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة· فدعا رسول الله أباها، وجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله قد أجـزت ما صنع أبي؛ ولكن أردت أن تعلم النساء أنْ ليس للآباء من الأمر شيء· رواه أحمد والنسائي· وهذا شاهد بسيط من الشواهد في التاريخ الإسلامي على الحرية المعطاة للمرأة· ولكن ما نراه الآن ما هو إلا فوضى وأقولها مجازا لما أولت بعض النسوة الحرية الشخصية من معنى عدم اللامبالاة بما هو خارج عن محيط الفرد· ضاربات عرض الحائط بكل القيم والحدود· إن التبعية العمياء للشعارات الغربية المسمومة لمفهوم الحرية والتي تعمد إلى تشويه الصورة السوية للمرأة المسلمة المحتشمة تكاد تنخر جدران بيوتنا وتذيب قلوبنا كمدا بسبب ما آلت إليه· أذكر أن إحدى بنات الرؤساء الغربيين وصفت اللباس العربي الإسلامي بأنه إرهابي و متخلف!! أيعقل أن ترتدي المرأة العربية ما لا ينطبق عليه أساس لباسها من ''ما لا يصف ولا يشف''؟ بحكم أنها الموضة والتطور؟ ألا تكفينا هذه الصورة ؟! ألا تكفينا هذه النظرة الماقتة والجاحدة على زينا؟ لماذا نرضى إذاً بأن نقلدهم ونرتدي ما يصممون لنا من موضة لا تمت لعروبتنا ولديننا بأية صلة ونتفاخر بها وهم يضعون أزياءنا في المقاعد الخلفية والمتخلفة ؟! لقد أنكر المجتمع الغربي إنسانية المرأة، بل نظر إليها نظرة ازدراء واحتقار وأهمل كثيراً من حقوقها· ففي هذه الدول والتي تطلق على نفسها المتطورة والعالم الأول لا تلقى المرأة أي اهتمام لديهم إنما تعتبر فقط سلعة وأداة للتسلية تنتهي مدتها الافتراضية بوقت محدد وأما لإنجاب الأولاد وتربيتهم فقط وليست لها أي قيمة ولا عمل إلا الخدمة وطاعة الأوامر، وأيضا وما استغربت له كثيرا أن أحد هذه المجتمعات يطبق به قانون وهو أن الزوجة لا تستحق أن ترث زوجها بعد وفاته !! لذلك كان عليها أن تثور لتسترد إنسانيتها وكرامتها وحقوقها وتبنت وأسست جمعيات تطالب بحريتها وبمساواتها مع الرجل وجاهدت وما تزال تجاهد وتبذل الكثير لأجل أن تصل إلى حل يرضيها ولكن كل هذه المحاولات لم تنجح نجاحا كاملا ومقنعا والدلائل كثيرة وواضحة لمن أراد أن يتأكد بنفسه· إن المنادي بتحرر المرأة في مجتمعنا ومساواتها بالمرأة الغربية ما هو إلا مطالب بأمور قد وفرها الدين الإسلامي للمرأة المسلمة حيث أقر بإنسانيتها وحقوقها وأهليتها لممارسة كثير من الأعمال والواجبات الدنيوية حيث خطت خطى كبيرة في مجالات كثيرة وصارت تشارك أخاها الرجل وتسانده في مجالات عدة وأن تفرض رأيها ويعمل به إذا كان لا يخل بعقيدتنا السمحة وبعادات مجتمعنا وقد كانت مسلوبة من كل هذا قبل الإسلام وخاصة في عصر الجاهلية· إننا نعترف بأن حيفاً قد أصاب المرأة المسلمة لكن هذا الحيف حدث نتيجة أمراض أصابت جسم الأمة بشكل عام، وإذا عوفيت الأمة فإنه يكون من السهل على المرأة نيل حقوقها المقررة لها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، هذا هو الفرق والذي تجاهله دعاة التحرر في اختلاف الواقعين· إن المرأة تعتبر ركيزة مهمة ونشطة وهي نصف مكمل للرجل فلا ينبغي لدولة تبني نفسها أن تبقي على المرأة غارقة في ظلام الجهل أسيرة لأغلال القهر مقعدة مشلولة الحركة· ما نراه اليوم في مجتمعنا الخليجي والعربي بشكل عام وفي دولة الإمارات بشكل خاص من مشاركات وإنجازات نسائية إنما هو دليل على أن المرأة في هذه البلاد تعتبر ركيزة مهمة وقد وفر لها الكثير وأعطيت حريتها في مجالات كثيرة والتي لم تنلها بسبب جمعية أو منظمة وبعد عراك مستمر إنما نالتها لأن ولاة أمورها ورؤساءها يقدرون ويعملون بفكر واعٍ ومتحضر ويعطون الحق لأهله· وأكبر دليل هنا في دولتنا الحبيبة ما وصلت إليه ابنة الإمارات من مكانة مرموقة وسمعة طيبة وكله بفضل الله والقيادة الحكيمة· خالد عبدالله المؤذن الشامسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©