الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واقع الكتاب الإلكتروني العربي ينفتح على إشكالية الحداثة

واقع الكتاب الإلكتروني العربي ينفتح على إشكالية الحداثة
3 مايو 2014 23:09
رضاب نهار (أبوظبي) يشكل الكتاب الإلكتروني بوصفه دخيلاً جديداً على الثقافة العربية، إشكاليةً حقيقية، ألقت بظلالها على الدورة الرابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث تشابكت عناصرها واختلطت على القراء إيجابياتها وسلبياتها. في «ركن النشر الرقمي»، هناك حوالي 16 ناشراً إلكترونياً يعملون ضمن مجال الكتاب الإلكتروني والتسويق عبر الإنترنت. إلا أن عدداً كبيراً من دور النشر التي تعرض نتاجاتها الثقافية والعلمية المتنوعة على شكل كتب ورقية مطبوعة في المعرض، تملك المحتوى ذاته إلكترونياً. وتقول غيدا براج، مسؤولة التسويق في مؤسسة «نيل وفرات» في بيروت ومصر وهي اليوم أكبر مكتبة عربية على الإنترنت، إن الإقبال على النشر الإلكتروني في المعرض يزداد عاماً بعد عام، وترتبط الزيادة بنسبة انتشاره إعلامياً واجتماعياً، بالإضافة إلى أنه صار من النادر ألا يمتلك الزوار أجهزة الاتصال الذكية التي يتم تحميل الكتب الإلكترونية عليها. وتضيف: «يأتي زوار المعرض إلى جناحنا منجذبين إلى المكتبة، والتي تضم 5000 كتاب إلكتروني باللغة العربية. فنقوم بشرح آلية التنزيل والتحميل». أما السيد إسلام عبد الوهاب من interface فيبدي اهتمام مؤسسته بالناشرين أكثر من الزوار، لأنهم يوفرون خدمة البوابة الإلكترونية لأي ناشر على الأجهزة المحمولة، حتى أنهم قاموا بتصميم التطبيق الرسمي للمعرض وتحميله. ويقول: «جميع الزوار تقريباً لديهم الفضول للتعرف على ما نفعله هنا في ركن النشر الرقمي». بدوره يؤكد السيد محمد الدمرداش من دار «كلمات عربية للترجمة والنشر»، أن الاتجاه نحو النشر الإلكتروني في مؤسستهم بدأ منذ سنتين تقريباً. حيث 90 % من الكتب الورقية الموجودة لديهم، بات لها نسخ إلكترونية بالاتفاق مع الناشر الأساسي طبعاً. وذلك بلغتي الـ PDF ولغة EPUB. مشيراً إلى أن القراء مهتمون بالنوعين معاً. وحسب الإحصائيات التي أخبرنا بها الدمرداش، فإنه لو قرأ 100 شخص أي كتاب إلكتروني بموضوعٍ ما، فإن من 15 إلى 20 فقط سيشترون نسخته الورقية. أيضاً ومن خبرته الشخصية منذ عام 1993 في قطاع النشر والكتاب، يؤكد أن الكتاب الورقي وفي ظل كل هذا الانفتاح على النشر الإلكتروني عبر الإنترنت، لا زال بخير. ويقول: «في العام 1997 سادت مقولة تتنبأ باندثاره مع حلول الـ 2010، وها نحن وقد وصلنا إلى العام 2014 ولا زال مسيطراً في الأسواق». هذا التضاد بين الكتاب الورقي المطبوع وبين الإلكتروني منه، يمكن أن نقول إنه بات الموضوع الأكثر جدلاً وتداولاً في أوساط النشر وعلى لسان المهتمين بهذا المجال. خاصةً وأنه وفي حين هناك قسم لازال يؤمن بهيبة وسطوة الطباعة الورقية، ثمة من يشعر أنها مهددة بفعل التطور الحاصل في النشر الإلكتروني اليوم. من بينهم السيد طوني عبود، من دار نشر «الكتاب العربي» في لبنان، الذي يقول: «لا نتعامل أبداً بما يسمى الكتاب الإلكتروني. فبهذه الطريقة أحمي الكتاب المطبوع من الاندثار، والذي يعاني أصلاً من مرحلة تراجع حقيقية يمكن تلمسها بين القراء في الوطن العربي». بعيداً عن آراء الناشرين وأصحاب المؤسسات، فإن للزوار والقراء آراءهم المختلفة والمتشابهة حول هذه الإشكالية الكبيرة التي نقوم بتفكيك أبعادها، فبينما يظهر شخص يبدي اهتمامه نحو القراءة عن طريق الإنترنت والابتعاد عن الكتب المطبوعة، ثمة آخر ينأى بنفسه عن المطالعة الإلكترونية، اهتماماً منه وتعلقاً بحميمة العلاقة مع الكتاب المطبوع. وتقول مريم محمد، الطالبة في معهد التكنولوجيا التطبيقية، أنها تفضّل القراءة ممسكةً الكتاب بين يديها وتقوم بتصفح صفحاته واحدةً تلو الأخرى. مؤكدةً أن هذه الطريقة ترسخ المعلومات بذهنها أكثر، فضلاً عن كون الكتاب المطبوع أقرب إلى الروح والإنسان، مما لو أنه يقوم بالقراءة الإلكترونية، حيث الشاشة دائماً هي حاجز يقوم بفعل الفصل. تشارك مريم في رأيها، سميرة أبو عدس التي أخبرتنا حول تعلقها الشديد بأسلوب القراءة التقليدية: «بصراحة أنا لا أحب أبداً القراءة من خلال شاشة الكمبيوتر أو الآي باد، إلا حين أكون مضطرة لمرجع ما لا يمكنني توفيره ورقياً. كذلك أحياناً أقوم بطباعة المحتوى الإلكتروني لأشعر بالحالة الطبيعية للقراءة». لكن المحامي وسام حميدي له رأي مغاير، فيقول: «من وجهة نظري الخاصة، البحث الإلكتروني يؤمّن لي الكثير من المراجع لا يمكنني إيجادها في دور النشر على أرض الواقع. خاصةً وأنني أعتمد في قراءتي على اللغة الإنكليزية حول مواضيع القانون الدولي المتنوعة. ومنه فقد اعتدت البحث بهذه الطريقة، لكن هذا لا يعني أني لا أقرأ الكتاب المطبوع أبداً». ويعود السيد محمود الساعي المتخصص في مجال البرمجة، ليطمئننا عن واقع الكتاب الورقي في الزمن المعاصر، قائلاً: «على الرغم من أني أعتمد في عملي على الأجهزة الإلكترونية، وأدخل يومياً إلى العديد من مواقع الإنترنت التي تساعدني في دراستي بما تحتويه من معلومات ومراجع مهمة، إلا أني لا أنفصل عن القراءة الورقية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©