الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت المتنبي الذي كان..

بيت المتنبي الذي كان..
3 مايو 2014 23:06
فاطمة عطفة (أبوظبي) واصل الملتقى الأدبي المنعقد في إطار معرض أبوظبي الدولي للكتاب فعالياته، وتضمن أكثر من محور فكري وأدبي. فتحت عنوان «كيف نكتب عن تاريخ دولة الإمارات»، قدم كل من د. فراوكه هيرد - بيه وديفيد هيرد رؤيته وخبرته في هذا الموضوع المهم، منطلقين من حياتهما العملية في دولة الإمارات التي امتدت نحو خمسين سنة وما زال هذان الأستاذان الخبيران يعيشان في أبوظبي بعد التقاعد، خاصة أن د. فراوكه عملت ما يقارب 30 سنة في مركز الوثائق والبحوث بأبوظبي، كما أن زوجها المهندس ديفيد عمل في مجال البترول في شركة أبوظبي للموانئ. وهذه العلاقة التاريخية الوثيقة والحميمة مع أبوظبي أثمرت أكثر من كتاب، وعندما يتحدثان عن كتابة تاريخ الإمارات فهما ينطلقان أولاً من محبتهما لهذا البلد، إضافة إلى معرفتهما العميقة وخبرتهما الطويلة في تاريخ الإمارات وحياة شعبها. وهذا هو موضوع الجلسة الأولى، وقد أجاد الباحثان عرض أفكارهما بوضوح وخبرة. وفي الجلسة التالية، تناول الدكتور محمد شاهين في حديثه موضوع «الرواية العربية ورؤى المستقبل: على هامش الحراك العربي الراهن»، معلناً من البداية أنه ليس مؤرخاً ولا كاتب رواية، لكنه التقى كتاباً ومبدعين كباراً مثل إدوارد سعيد، ومحمود درويش، وحاورهما طويلاً، خاصة أن الباحث مترجم رائعة درويش في السرد الفني «في حضرة الغياب». وقد أشار إلى أن سعيد كان يفكر بكتابة رواية تاريخية عن فلسطين، لكنه لم ينجز تلك الفكرة. وقد أشار في معرض حديثه إلى أن الرواية العربية تستفيد من التاريخ، كما أن التاريخ يظل على صلة بها. أما في ما يتعلق بشأن الحراك العربي الراهن، فقد اعتذر الباحث عن الخوض فيه لأن طوفان الإعلام أغرقه في متاهات الفضائيات التي احتكرت الأقمار واحتلت البيوت. وتحدثت د. منى مكرم عبيد عن رواية «لحظة تاريخ» لمحمد منسي قنديل، مشيرة إلى أن قنديل يبحث في روايته عن جذور الشخصية العربية، هل هي قابلة للتطوير، معرجة على كتاب بلال فضل «شخصيات حية»، وقوله إنها رواية انكسار طويلة وهي تميل إلى فتح بطن التاريخ. وكان برنامج «الملتقى الأدبي»، قد عقد جلسة مع الناقد والكاتب المصري عبد الرشيد محمودي، تناولت روايته «بعد القهوة» التي فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع الآداب، من منشورات الدار العربية سنة 2013. والرواية تحكي عبر 40 عاما عايشها البطل بين جمال الريف وزحمة المدن وانبهاره بعواصم العالم الكبرى بحثاً عن أحلام لم تتحقق. وكان «الملتقى الأدبي» قد استضاف الفنان الإماراتي عبدالله السعدي، والكاتبة الجزائرية ديهية لويز، والشاعرة السعودية هيفاء العيد، وقد تحدث هؤلاء حول موضوع بعنوان: «تجربتي في الكتابة»، تناول كل منهم الكشف عن موهبته الإبداعية ومسار تجربته الفنية أو الكتابية. وفي الجلسة التالية، قدم الدكتور مأمون أمين زكي محاضرة بعنوان: «القصة والتاريخ وواقع الحياة»، تحدث فيها عن هذا الموضوع الأدبي المركب، مستلهماً تجربته الطويلة واختصاصه كأستاذ في علم الاجتماع والعلوم السياسية وحضارة الشرق الأوسط. وجاء دور الشعر في منتصف النهار، بحضور أسماء المطوع رئيسة الملتقى، وجمهور حاشد من عشاق هذا الفن العربي العريق. وأطل الشاعر البحريني الكبير علي عبدالله خليفة، وهو من رواد حركة الشعر الحديث في الخليج العربي، ليلقي وسط إعجاب الحاضرين باقة من قصائده، بدأها بقصيدة «منتهى» ويقول فيها: «لماذا يغرد صوتك في مسمعي/ ويمتد حقل الزنابق حتى المدى.../ لماذا تكونين من بين كل النساء/ شدى للورود/ وارجوحة للندى؟!/ وأن احتياجي إليك/ فضاء لطير شغوف الجناحين/ في حبسه مسهدا...» ونقتطف من قصيدة «لا أحد» هذه الأبيات: «عاصف ليلي ومن قلبي أرى/ في ما يرى النائم أني/ شجر في بلد/ وجذوري في بلد.../ وبأني رجفة الظبي، طريدا/ وأسى قلب صريع، قد همد...» وتابع الملتقى فعالياته مع الأستاذة رنا إدريس التي تحدثت حول «دار الآداب والرواية التاريخية»، مشيرة إلى حواراتها مع عدد من الروائيين وتجاربهم ومنهم: إلياس خوري، صنع الله إبراهيم، سحر خليفة، واسيني الأعرج، وسالم حميش. ومن الفعاليات التي قدمها الملتقى، محاضرة للباحث السوري الأستاذ محمد قجة بعنوان: «محطات في حياة المتنبي»، تناول فيها لمحات من سيرة هذا الشاعر العظيم وأسفاره وأهم الأعلام الذين التقاهم ومدحهم كسيف الدولة في حلب، وكافور في مصر، وعضد الدولة في شيراز. وقد أشار المحاضر إلى أن العمل في ترميم بيت المتنبي والمحافظة عليه متوقف حالياً بسبب الأحداث المؤسفة التي تجري في حلب الشهباء. جدير بالذكر، أن للأستاذ قجة فضلاً كبيراً في اكتشاف بيت المتنبي في حلب، إضافة إلى بحوثه الفكرية المعمقة في قضايا التاريخ والآثار والتراث الفني والأدبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©