الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد مندي : فن الخط بلا حدود

محمد مندي : فن الخط بلا حدود
3 مايو 2014 23:05
إبراهيم الملا (أبوظبي) يلفت نظر الزائر لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الجناح الذي يشغله الفنان والخطاط محمد مندي ضمن مشروع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لإذكاء روح الإبداع والترويج للمعارض الفنية التي ينتجها الفنانون الإماراتيون في إطار الحوار المتجدد بين الأدب والفن، وفي إطار التوليف بين العمل التشكيلي والكتاب، ومن هنا فإن الأعمال الحروفية والزخرفية التي يعرضها الفنان محمد مندي في معرض الكتاب، تتجلى فيها هذه الروح العالية والعارمة من ابتكارات اليد والمخيلة والتي تتعاضد مع هوية المكان ومع الاستلهامات العربية والإسلامية المبثوثة في فن الخط على وجه التحديد. «الاتحاد» التقت الفنان محمد مندي أثناء توقيعه على مدونة الجناح المشتملة على السيرة الذاتية والمهنية والإبداعية للفنان والمعززة بلوحات تعتمد تقنيات حروفية ولونية متعددة الأنماط والأنساق، وكذلك على مجسمات خطية منفذة على إحدى المآذن في ألمانيا، وعلق مندي على محتويات الجناح بأنها تضم سبعين بالمئة من أعماله على شكل جدارية تختصر المراحل الثلاث التي قطعها مندي حتى الآن خلال مسيرته الفنية الطويلة والمتشكلة ملامحها في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وهذه المراحل هي: مرحلة الخط الكلاسيكي، ومرحلة الخط واللون، وأخيرا مرحلة الخط والشكل. وأوضح مندي أن المرحلة الثالثة تضمنت تصميمه لعمل فني يعتز به كثيرا، لأنه ـ كما أشار ـ عمل يستعيد صورة الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي نفذها من خلال متواليات خطية متداخلة لاسم (زايد)، ونفذ التقنية ذاتها في صورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأشاد مندي بدور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي تتيح لزوار هذا الحدث الثقافي الكبير فرصة التعرف إلى سيرة الفنانين والمبدعين الإماراتيين ورصد البدايات المبكرة في مسيرتهم الإبداعية وصولاً إلى إنجازاتهم الأخيرة، كل في حقله وفي تخصصه. وعن المعارض الأخرى التي شارك بها قبل انطلاق معرض الكتاب، قال مندي إنه شارك في عدة معارض في الآونة الأخيرة مثل معرض عيد الاتحاد الذي أقيم بجامعة السوربون بأبوظبي الذي استمر مدة شهرين ونصف، وأوضح أن المعرض القادم له في السوربون سيكون بمشاركة أربع من طالبات فن الخط اللاتي يشرف على أعمالهن في المرسم الحر بأبوظبي، حيث سيقدم في المعرض ستين عملاً من نتاجاته الجديدة، بجانب أربعين عملاً للطالبات بواقع عشرة أعمال لكل طالبة، بالإضافة إلى عرض جدارية تضم عملاً مشتركا بينه وبين الطالبات. وعن رأيه في وجود فعاليات فنية وتشكيلية وسط معرض يهتم أساسا بصناعة وتسويق الكتاب، أكد مندي أن الفصل الذهني أو التعريفي بين حقول الثقافة هي مجرد حدود وهمية، لأن العلاقة بين هذه الحقول - كما وصفها - هي علاقة متشابكة ومتداخلة، ودلل على ذلك بأن الكتب قديما كانت تسمى (المخطوطات) لأنها تعتمد في تدوينها على الخطاطين المحترفين خصوصاً بعد ازدهار فن الخط في العصور الإسلامية المتقدمة حضاريا مقارنة بالشعوب الأخرى، ومن هنا كما أوضح مندي فإن وجود أنشطة فنية في معرض للكتاب، هو أمر يترجم الهوى الثقافي الشامل للقائمين على المعرض. وتدعيما لهذا التوجه ذكر مندي أن سعادة جمعة القبيسي مدير إدارة المكتبة الوطنية بأبوظبي أكد مؤخراً ضرورة العودة للخط اليدوي إلى أغلفة الكتب من أجل الحفاظ على أصالة ورونق وأهمية الخط العربي المنفذ بجهد الخطاط، بعد غزو الخطوط الإلكترونية الجاهزة، واستطرد مندي أن هذا التوجه ترجم إلى أرض الواقع من خلال إصدار ثلاثين كتاباً جديداً من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وتحمل على أغلفتها عناوين نفذها بخط يده. وحول رؤيته لمستقبل فن الخط مقارنة بالتحديات الكبيرة التي يواجهها بعد سيطرة التقنيات الحديثة على الأنماط الفنية التقليدية، أوضح مندي أن فن الخط ليس فنا مقولباً أو جامداً، وهو فن تفاعلي يمكن استثماره في الفنون المعاصرة، وأضاف أن المسؤولين في الدولة يساهمون في إثراء هذا الفن من خلال اقتنائهم لوحات الخط الأصلية، ويدعمون فكرة الحفاظ على الموروث الفني والجمالي الذي يشكل فن الخط أحد دعاماته المهمة التي لا يمكن التخلي عنها رغم التطورات الهائلة التي يشهدها العالم اليوم وفي جميع المجالات، وكذلك من خلال المعارض والمهرجانات التخصصية التي تقام في الدولة، ومن خلال المجلات والدوريات المهتمة بهذا الجانب الثقافي العريق، ولأن فن الخط - كما قال - سيظل حاملاً لروح الفنان ولتجلياته الذاتية وسحر اللحظة الإبداعية التي يفتقر لها الخط الإلكتروني. ودلل مندي على هذا الدعم من خلال العمل الذي نفذه مؤخراً على مئذنة المنتدى الإسلامي الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مدينة بنزبرغ بألمانيا، حيث شمل التصميم كلمات الأذان بالخط الديواني والمحفورة بدقة وحرفية عالية على الواجهة الخارجية للمئذنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©