السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمرون يسعون للتركيز على المشترك بين الثقافات ونبذ ما يفرّق

مؤتمرون يسعون للتركيز على المشترك بين الثقافات ونبذ ما يفرّق
4 مايو 2014 14:40
افتتح مساء أمس الأول مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة لدورته الثالثة التي تقام تحت العنوان: «الهوية والتواصل الثقافي» ويستمر حتى مساء الغد، مؤكداً أهمية الدور الذي تلعبه الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب. يجيء المؤتمر بتنظيم من مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويُقام ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وقال جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب الوطنية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: «لقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطوراً كبيراً في مجال العمل الثقافي، وانطلقت من العاصمة أبوظبي العديد من المشاريع الثقافية العالمية تجسيداً لاستراتيجية ثقافية شاملة تطمح إلى تشجيع الشباب من أبناء الإمارات للمساهمة في رسم الثقافة العربية جنباً إلى جنب مع الثقافات المعاصرة الأخرى، وغرس مبادئ الفكر العلمي المنهجي وروح الابتكار في عقول الناشئة شباب الغد ورجال المستقبل». وأشار إلى أن الغاية الأساس من المؤتمر تتمثل في «تحقيق جودة وأسلوب الكتاب المترجم من الثقافات الأخرى، كهدف قيم وقيمة سامية واستراتيجية مُعلنة، تساهم في تطوير التبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات»، وختاماً، أشاد بدور حركة الترجمة في نهضة الشعوب وتفاعلها مع الآخر، وفي توفير نقاط التماس المشتركة وردم الهوة الفاصلة بين الثقافات، ونشر التقارب الحضاري بين الذات والآخر. ومن جهته أوضح الدكتور أحمد السقاف، مدير مشروع «كلمة» للترجمة، الدور الحيوي الذي يلعبه المشروع في تقوية وتعزيز التفاعل والتواصل بين الثقافة المحلية والعربية وثقافات الأمم الأخرى، وقال في افتتاح المؤتمر: «إن التحولات المتتابعة والمتسارعة في وسائل التواصل بكافة أنواعها تقتضي أن نكون مستعدين وقادرين على تطويع واستيعاب ظاهرة الحداثة بمعناها الواسع الكبير دون أن ينال ذلك من هويتنا الوطنية وخصوصيتنا الثقافية كي نمضي قدماً في مسيرة التقدم والرقي غير آبهين بدعوات تحنيط الثقافة ونداءات الانحباس في قفص الذات». وأضاف «إن هذا التواصل الحتمي يستوجب منا الاهتمام بالترجمة، فهي أداة التواصل بين البشر على اختلاف ألسنتهم ومصدر المعلومات عن الثقافات الأخرى، فمن خلالها نتعرف على إنجازات الثقافات المختلفة وتجارب المعاناة الفكرية النابضة والحية وأعمق جوانب الحضارة لدى الأمم الأخرى»، وشدد على أن مشروع كلمة للترجمة «يمضي بخطى واثقة باذلاً أقصى الجهود من أجل النهوض بحركة الترجمة في العالم العربي وإعلاء مكانة المترجم وتحفيز الشباب على الانخراط في هذا الحقل التخصصي الهام» تعزيزاً لاستراتيجية إمارة أبوظبي الثقافية للوصول إلى مجتمع المعرفة. من جهته أوضح علي الشعالي، مقرر اللجنة الاستشارية للمؤتمر، أن ورش العمل التدريبية المتوازية التي تستمر يومين «سيتولى قيادتها أكاديميون ومحترفون أكفاء في مجال الترجمة، لديهم سابقة أعمال وخبرات تؤهلهم للقيام بهذا الدور على أكمل وجه، وتهدف إلى تدريب المترجمين على التعامل مع تحديات الترجمة وإشكالياتها؛ من خلال العمل على ترجمة عدد من النصوص المنتقاة لاستخلاص وغرس مهارات فنية معينة تتعلق بنقل النص إلى اللغة المستهدفة». وتُعقد خلال المؤتمر أربع ورش عمل تدريبية متوازية حول الترجمة الأدبية من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى اللغة العربية، وتهدف إلى تدريب المترجمين على التعامل مع تحديات ترجمة الأعمال الأدبية وإشكالياتها من خلال تطبيقات عملية لترجمة عدد من القصص القصيرة والقصائد، ويتولى قيادة ورش العمل مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة والكفاءة والأكاديميين المتخصصين في المجال، منهم سعيد الشياب ومحمد عصفور (الإنجليزية) وعز الدين عناية (الإيطالية) وزينب بنياية (الإسبانية). ويشارك في الورش 20 مترجماً شاباً من مختلف الدول العربية، جميعهم بين 28 و45 عاماً، ومن خريجي كليات الآداب أو الترجمة أو اللغات، ويتمتعون بخبرة في الترجمة لا تقل عن 5 سنوات، كما يحضر ورش العمل الإنجليزية 40 طالباً وطالبة من الإمارات كمستمعين في خطوة لخلق كوادر مواطنة في هذا المجال. ويسعى المؤتمر من خلال جلسات وورشات العمل لرصد الواقع الراهن لحركة الترجمة من العربية وإليها في العصر الحديث، وتشجيع المؤسسات الثقافية في المنطقة على تفعيل حركة الترجمة والنقل، والوصول إلى النماذج الحيوية لترجمة العلوم والتكنولوجيا وبناء معاجم علمية متخصصة، بالإضافة إلى السعي لتطوير المناهج الجامعية في حقول الترجمة وإنشاء معاهد ترجمة محترفة، لتخريج مترجمين مؤهلين وأكفاء. (أبوظبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©