الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرة قدم تدمن الفشل

27 يناير 2016 22:02
من المغاربة من أعيتهم الإخفاقات المتواترة لمنتخبات كرة القدم، فودوا لو يدفنوا رؤوسهم في الرمل، على أمل أن تمر العاصفة، ولكنها ما مرت لأنها استوطنت الفضاء، ومن المغاربة من أصابهم اليأس من قدرة كرة القدم على تجاوز حالة القهر التي استبدت بها لزمن طويل، فما عاد هناك أمل بأن يتبدل الحال وتزول كل غمامات الفشل، والحقيقة أن ما تدمنه المنتخبات المغربية من إقصاءات تتفاوت في الطبيعة، ولكنها لا تختلف في حجم الإحباط، بات أمراً محيراً يستعصي على الفهم. لم يكن المغاربة قد تجاوزوا حالة الهلع التي أصابتهم وأسود الأطلس يوقعون على أداء كارثي محشو بكثير من الأخطاء التكتيكية في مباراة غينيا الاستوائية بمدينة باطا، ولو أنه من حسن حظهم أن هزيمتهم لم تكن بالحصة التي تسقطهم من الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم 2018، حتى ضربهم إعصار القهر والمنتخب المحلي المشكل من اللاعبين المنتقين من الدوري الاحترافي المغربي يهان في رابع نسخ بطولة أفريقيا للاعبين المحليين وهو يخرج من الدور الأول. لو تعلق الأمر بامتحان قاري، يدخله أي دوري وطني بالقارة الأفريقية لافتحاص نفسه وقدراته ومستوياته الفنية، فإن محصلة المنتخب المحلي في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين برواندا جاءت صادمة، فإذا ما كان الدوري الاحترافي المغربي يتقدم تنظيمياً وهيكلياً بمسافات عن الغالبية العظمى للدوريات الوطنية بأفريقيا، فلماذا تأتي المحصلة سلبية إلى الدرجة التي تصيب بالصدمة؟ قطعاً لا يمكن أن ننفي عن الدوري المغربي كل المسافات التي قطعها على درب الاحترافية بصيغتها وبتعريفها الأفريقيين، إلا أن إخفاق المنتخب المحلي المغربي في نهائيات بطولة أفريقيا للأمم الذي هو امتداد لإخفاقات متواترة للأندية المغربية في المنافسات القارية.لقد كان أكبر وأهم الأخطاء الإستراتيجية المرتكبة من قبل الاتحاد أنه أخرج هذه البطولة الأفريقية المستحدثة من أصولها الفنية التي قامت عليها، فعوض أن تكون هذه البطولة مناسبة لإشراك لاعبين محليين مؤهلين بحكم أعمارهم الصغيرة ليحجزوا لهم مقعداً بالمنتخب الأول، رأى الاتحاد بإصرار مدربه أن الحاجة الماسة للقب قاري تقضي بإشراك لاعبين من ذوي الخبرة وبأعمار متقدمة، فكانت النتيجة أن هذا المنتخب الكهل أقصي من الدور الأول، فأساء لكل أحلام الدوري الاحترافي، وأصاب المغاربة بالصدمة، ووضع الاتحاد فوق بركان الغضب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©