سيكون خروج المنتخبين الأميركي والإنجليزي من الدور الثاني لكأس العالم التي تقام حالياً في جنوب أفريقيا وبالاً على السياحة في البلد بعد أن أثبتت التقارير أن الدخل الأكبر للسياحة القادمة من الخارج يعتمد بشكل رئيسي على السياح القادمين من الدولتين.
وكانت المصادر السياحية في جنوب أفريقيا تتوقع أن تدر كأس العالم على جنوب أفريقيا 27 مليار راند (13.5 مليار درهم) من دخل السياحة الوافدة من الخارج، وتتصدر بريطانيا والولايات المتحدة قائمة السياح الأكثر إنفاقاً خلال البطولة حيث من المتوقع أن ينفق السياح البريطانيون 192 مليون راند في مقابل 191 مليون راند للسياح الأميركيين وينفق السياح في الدولتين ما يعادل إنفاق سياح الدول الثماني التي تليهما في سلم الترتيب.
وكان من المتوقع أن يتوافد المزيد من الزوار القادمين من هاتين الدولتين في حال تمكن المنتخبان من مواصلة المشوار في البطولة، ولكن جاء دور الـ16 ليوجه ضربة إلى طموحات القائمين على السياحة في جنوب أفريقيا بخروج المنتخب الأميركي أماممنتخبغانا وخروج إنجلترا أمام المانيا.
وتتركز النسبة الأكثر من السياحة أثناء البطولة على جوهانسبرج ومن الملاحظ أن الحصول على غرفة فندقية في جوهانسبرج خلال هذه الفترة وفي مكان مناسب يعتبر من سابع المستحيلات حيث إن معظم الغرف محجوزة حتى ما بعد نهاية البطولة.
وفي المقابل لا تجد المدن الأخرى مثل دوربان أو كيب تاون نفس معدلات الإقبال ولعل ما يميز جوهانسبرج أنها المدينة التي يتواجد فيها النجوم وكذلك تقام معظم المباريات فيها حيث إنها استضافت مباراة الافتتاح، كما ستستضيف المباراة النهائية، وتعتبر جوهانسبرج بالنسبة للجميع نقطة التقاء حيث يلتقي فيها المشجعون من كل مكان لتكون هي نقطة الاحتفال.
وبلغت أسعار الفنادق خلال هذه الفترة أرقاماً خيالية حيث إنها تعتبر فترة انتعاش لا تتكرر كثيراً في المدينة الاقتصادية وفي الفترة الماضية خلال عملية بحث سريعة عن أحد الفنادق في منطقة ساندتون عثرت على غرفة في أحد فنادق من فئة الخمس نجوم بمبلغ يصل إلى 7500 راند أي ما يعادل 3750 درهما إماراتيا والطريف أنه بعد نهاية كأس العالم بيوم واحد فقط ستصل نفس الغرفة إلى 1800 راند أي 900 درهم فقط، ولذا فقد استطاعت الكثير من القطاعات من استضافة البلد لهذا الحدث الضخم.
وفي مقدمة الدول العشر التي تتصدر الأكثر إقبالاً من قبل مواطنيها على الحضور إلى جنوب أفريقيا تأتي بريطانيا في المرتبة الأولى ثم الولايات المتحدة ومن ثم تأتي دول استراليا وفرنسا والبرازيل والمانيا وموزامبيق وكندا وبوتسوانا والمكسيك.
وتزدهر المطاعم في جوهانسبرج بصورة كبيرة، خصوصاً خلال الفترات التي تبدأ فيها المباريات حيث يكون من الصعب أن يتخلى أحدهم عن الطاولة التي يجلس عليها قبل أن تنتهي أحداث المباراة، ويسعى بعض الزبائن المعروفين من قبل أصحاب المطاعم إلى استغلال هذه العلاقة في حجز الطاولات بشكل مسبق ولذا لا يكون غريباً أن تدخل لتجد أن الطاولة شاغرة ولكن هناك ورقة موضوعة بشكل لافت تبين أنها محجوزة لشخص ما.
وكذلك المقاهي حيث تنتشر الخيام في منطقة نيلسون مانديلا سكوير وتكون هذه الخيام مغطاة بالكاملة ومغلقة لكي تقي الناس من موجة البرد التي تزداد في الفترة المسائية وقال لي أحد أصحابها إنه عندما يعتدل الجو تزال هذه الخيام وتكون هذه المقاهي في الهواء الطلق.
وينتشر الناس من كل الجنسيات في هذه المقاهي، خصوصاً أنها تعرض للزبائن جميع المباريات من خلال شاشات عملاقة ومثبتة في كل الزوايا والأركان بحيث لا تكون متابعة المباريات صعبة على أي شخص مهما كان المكان الذي يجلس فيه.
وفي نفس الوقت تتنافس الفنادق على اجتذاب الكعكة الأكبر من السياح الراغبين بمتابعة المباريات ولذا فتنتشر الإعلانات عن هذه الفنادق التي تقدم خدمات الضيافة ومشاهدة المباريات في شاشات عملاقة ومع مناظر خلابة وكل هذا مقابل مبالغ مالية بالطبع.
ويطمح القائمون على السياحة في جنوب افريقيا أن تكون كأس العالم الحالية بداية جديدة للسياحة الوافدة إلى البلد وأن تكون فاتحة خير عليهم بعد أن تأثرت الصورة الحقيقية لجنوب افريقيا بعوامل مختلفة مثل الجريمة والأمراض ولذا فمع كثرة الزوار الذين جاءوا إلى البلد لحضور كأس العالم تضع السياحة الجنوب افريقية آمالها أن يعود هؤلاء في يوم من الأيام وأن يتركوا انطباعات جيدة عند مغادرتهم إلى بلدانهم في ما شاهدوه من كرم ضيافة وحسن استقبال في هذا البلد وأن تكون الصور التي التقطوها حاضرة في أذهانهم تماماً كما هي الصورة التي يلتقطونها بكاميراتهم الرقمية وهم يقفون إلى جانب التمثال الكبير لنيلسون مانديلا في الساحة المسماة عليه.
ثلاثة ملايين مشجع في مناطق المشجعين
جوهانسبرج (الاتحاد) - بعد مرور أسبوعين على انطلاق كأس العالم وبعد مضي نصف المشوار أعلن “الفيفا” أمس الأرقام الرسمية الخاصة بمناطق المشجعين التي أطلقها تزامناً مع كأس العالم، وفي 16 مدينة حول العالم حيث تقع عشر مناطق منها في جنوب افريقيا وست مناطق حول العالم. حضر خلال الأسبوعين الأولين من البطولة ثلاثة ملايين مشجع في هذه المناطق حيث حضر 1,5 مليون مشجع في المناطق الجنوب أفريقية ونفس العدد في المناطق الست الأخرى حول العالم، وكان الحضور الأكبر في إحدى هذه المناطق في مدينة دوربان في جنوب افريقيا حيث حضر خلال نفس الفترة أكثر من 357 ألف مشجع تليها كيب تاون وبورت اليزابيث وجوهانسبرج.
عدد اليوم
