الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب «يفشل» وسط النساء

17 أكتوبر 2016 09:27
هناك ولايتان تستحقان مراقبة عن كثب باعتبارهما مؤشراً على تراجع فرص ترامب وهما فرجينيا وكولورادو. وهاتان الولايتان تظهر فيهما تحديات التركيبة السكانية التي يواجهها الجمهوريون في الانتخابات هذا العام، وهي التحديات التي فاقمها ترامب وجعلها أشد سوءاً. وتكشف مجموعة جديدة من استطلاعات الرأي لجامعة «كوينيباك» هذه الظاهرة بوضوح، فقد كشفت استطلاعات الرأي أن هيلاري كلينتون تتقدم على ترامب وسط الناخبين المحتملين في فرجينيا بنسبة 50 في المئة مقابل 38 في المئة لترامب، وتتقدم في كولورادو بنسبة 49 في المئة مقابل 39 في المئة لترامب. وفي «أيوا» وهي ولاية أقل تنوعاً في الغرب الأوسط، تقاربت المنافسة بينهما لتحصل كلينتون على 47 في المئة مقابل 44 في المئة لترامب. ولكن الأهم هي النسب وسط الجماعات السكانية، ففي فرجينيا وكولورادو حققت كلينتون تفوقاً كبيراً على ترامب وسط النساء والبيض خريجي الجامعات. ومن الجدير بالذكر أنه في كلتا الولايتين هناك أكثر من 60 في المئة من هاتين الجماعتين الانتخابيتين لديهم آراء غير مؤيدة «بشدة» تجاه ترامب. وتشير الأرقـام فــي فرجينيا إلى أن كلينتون تتقدم وســط النساء محققة 56 في المئة مقابل 31 في المئة لترامب، وتتقدم وسط البيض خريجي الجامعات محقــقة 54 في المئة مقابل 36 في المئة لترامب، ولكن في المقابل يتقدم ترامب وســط الرجال محققاً 46 في المئة مقابل 42 في المئــة لكلينتــون، ووســط البيض من غير خريجي الجامعات محققاً 59 في المئة مقابل 30 في المئة لكلينتــون. وهناك 60 في المئة من النساء و62 في المئة من البيض خريجي الجامعات لديهم آراء غير مؤيدة بشدة لترامب، كما حصدت كلينتون أيضاً دعم 13 في المئة من الجمهوريين. أما في كولورادو، فتتقدم كلينتون وسط النساء بتأييد 53 في المئة مقابل 34 في المئة لترامب، ووسط البيض خريجي الجامعات بنسبة 58 في المئة مقابل 33 في المئة لترامب، ولكن ترامب يتقدم وسط الرجال بنسبة 45 في المئة مقابل 43 في المئة لكلينتون. ويتقدم وسط البيض من غير خريجي الجامعات بنسبة 49 في المئة مقابل 32 في المئة لكلينتون. و64 في المئة من النساء ومن البيض خريجي الجامعات لديهم آراء غير مؤيدة بشدة تجاه ترامب. إننا نجد إذن أن نمو عدد البيض خريجي الجامعات في الضواحي ونمو عدد السكان من غير البيض في فرجيينا يدفع الولاية ببطء نحو صفوف الولايات الديموقراطية. وبسبب نمو السكان من أصول لاتينية في كولورادو، أصبحت تلك الولاية أيضاً عصية على الجمهوريين. وفي كلتا الولايتين، نجد أن التحديات التي يواجهها ترامب مع هذه الجماعات السكانية تجعل الصعوبات التي يواجهها الجمهوريون مع هذه التركيبة السكانية أكبر. وهذا يجعل آمال ترامب في الفوز عن طريق إطلاق رد فعل مثير للخوف من البيض أمراً بعيد المنال. وإذا استطاعت كلينتون الحصول على دعم هذه الولايات، فهذا يضع المزيد من الضغط على ترامب كي يفوز بطريقة غير مرجحة بكل الولايات التي فاز بها رومني عام 2012 ويحقق نجاحاً غير متوقع في فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا. ويعتقد بيتر براون، مساعد مدير مركز استطلاعات الرأي في «كوينيباك»، أن استطلاعات الرأي قبل بضعة أسابيع فحسب كانت تظهر بصفة عامة أن ترامب يبلي بلاء حسناً وسط النساء والبيض الجامعيين، أو على الأقل بدرجة معقولة تُبقي السباق محتدماً. ولكن من الجدير بالذكر أن استطلاعات الرأي في «كوينيباك» يُقال أحياناً إنها متحيزة قليلًا للحزب الجمهوري، وبعضها أشار أحياناً إلى أن ترامب قادر على المنافسة. ولكن الآن، وبحسب قول براون، نجد أن ترامب «لا يبلي بلاء حسناً وسط هذين النمطين من الناخبين بنفس الدرجة التي كان عليها أثناء المؤتمر الجمهوري». ويلفت براون انتباهنا أيضاً إلى أن فرجينيا وكولورادو ظلتا ولايتين جمهوريتين خالصتين على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. ولكنهما الآن «تمثلان قطاعاً أكبر بكثير من الناخبين». وفي كلتا هاتين الولايتين اللتين كانتا جمهوريتين ذات يوم يتخلف ترامب بفارق يزيد على عشر نقاط. والصعوبة الشديدة التي يواجهها ترامب وسط الجامعيين من البيض والنساء في هذه الولايات تمثل رمزاً لهذه التغيرات الأكبر. وكل هذا يوضح أيضاً مدى فشل ترامب في توسيع قاعدة شعبيته. ومما له دلالة كبيرة حقًا في هذا السباق أنه في الوقت الذي تتغير فيه تركيبة السكان في ولايات مثل فرجينيا وكولورادو لتخرج عن نطاق سيطرة الحزب الجمهوري، نجد ترامب يعيد صياغة حملته الانتخابية كي تسير على طريق القومية العرقية الغاضبة التي تقصي جماعات الناخبين التي يحتاج إليها للحيلولة دون خساره هذه الولايات. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©