الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا الفاتحة؟

لماذا الفاتحة؟
29 يناير 2009 23:32
يتلوها المؤمن سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة؛ أو ما شاء الله أن يرددها كلما قام يدعوه في الصلاة، نزلت سورة الفاتحة بعد المدثر، وهي أم القرآن والسبع المثاني، لتكون أول آيات يبلغها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس، فما هو السر في أن تكون سورة الفاتحة في مطلع السور القرآنية التي جاءت بعد الأمر بالإنذار؟ وآياتها سبع فهي السورة الوحيدة التي لا تصح الصلاة إلا بها كما أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ''مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمَامٍ فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ فَقَالَ اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ''· ولعل هذا الحديث الصحيح يكشف عن سر من أسرار اختيار السورة ليرددها المؤمن سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة؛ أو ما شاء الله أن يرددها كلما قام يدعوه في الصلاة، فالهداية إلى الطريق المستقيم هي ضمان السعادة في الدنيا والآخرة عن يقين· وهي في حقيقتها هداية فطرة الإنسان إلى ناموس الله الذي ينسق بين حركة الإنسان وحركة الوجود كله في الاتجاه إلى الله رب العالمين· ولأهمية هذه السورة لا بد من ذكر فضائلها وبعض أحكامها وتحليل موضوعاتها· فقد وردت عدد من الروايات والآثار في أسماء سورة الفاتحة وسبب تسمية كل اسم منها، منوهين بأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ومن ذلك: الأول: فاتحة الكتاب سميت بذلك الاسم لأنه يفتتح بها في المصاحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل سميت بذلك لأن الحمد فاتحة كل كلام ،وقيل لأنها أول سورة نزلت من السماء، يقصد بعد الأمر بالإنذار، أو أنها أول سورة نزلت كاملة من السماء· والثاني: سورة الحمد والسبب فيه أن أولها لفظ الحمد · والثالث: أم القرآن أو أم الكتاب والسبب فيه أن حاصل جميع الكتب الإلهية يرجع إلى أمور ثلاثة: إما الثناء على الله باللسان؛ وإما الاشتغال بالخدمة والطاعة؛ وإما طلب المكاشفات والمشاهدات، فقوله: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) كله ثناء على الله، وقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اشتغال بالخدمة والعبودية، وأما قوله اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) فهو طلب للمكاشفات والمشاهدات وأنواع الهدايات'' ذكره الرازي في تفسيره· وقال البخاري رحمه الله ''وَسُمِّيَتْ أُمَّ الْكِتَابِ أَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلاةِ'' الاسم الرابع: السبع المثاني قال الله تعالى في سورة الحجر: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) سميت بذلك بمعنى أنها مثنى: نصفها ثناء العبد للرب، ونصفها عطاء الرب للعبد، أو لأنها تثنى في كل ركعة من الصلاة· الاسم الخامس: الوافية، وتفسيرها أنها لا تقبل التنصيف، ألا ترى أن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في ركعة أخرى لجاز، وهذا التنصيف غير جائز في هذه السورة · الاسم السادس: الشفاء، كما أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ ''كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَقَالَتْ إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ فَرَقَاهُ فَبَرَأَ فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاثِينَ شَاةً وَسَقَانَا لَبَنًا فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً أَوْ كُنْتَ تَرْقِي قَالَ لا مَا رَقَيْتُ إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ قُلْنَا لا تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ أَوْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ ، فَقَالَ وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ'' وبعد فهل نتلوها بهذا الإحساس التفاعلي بين العبد وربه· د·محمد بسام الزين drbassam@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©