الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

احتجاجات تورنتو الأقل حجماً والأكثر سلمية خلال القمم العالمية

احتجاجات تورنتو الأقل حجماً والأكثر سلمية خلال القمم العالمية
28 يونيو 2010 21:56
سيارات شرطة تحترق ومحتجون يخرجون من أنابيب الصرف الصحي ونوافذ محطمة وفوضويون متشحون بالسواد وغاز مسيل للدموع.. كل هذه المشاهد التي عرضتها التلفزيونات صاحبت قمة اقتصادية عالمية عقدت في تورونتو. وعلى الرغم من الاشتباكات والاعتقالات كانت الاحتجاجات المناهضة لمجموعة العشرين في تورونتو مطلع هذا الأسبوع أقل حجماً وأكثر سلمية من أعمال الشغب الضخمة التي شهدتها الأعوام السابقة. ويقول محللون وناشطون إن هذا مؤشر على ديناميكية متغيرة بين جماعات المجتمع المدني وزعماء الاقتصاد في العالم. وأوضح روبرت فوكس المدير التنفيذي لمنظمة “أوكسفام كندا” أننا “نرى أن الاحتجاج جزء مهم من التركيبة، لكن من المؤكد أنه ليس الوسيلة الوحيدة التي نحشد بها الناس”، مشيراً إلى أن تبني الدفاع عن القضية عن طريق الإنترنت قوة تكتسب أهمية متزايدة. وأضاف “في هذه الأيام هناك مجموعة أوسع بكثير من الوسائل للتواصل مع الناس والاتصال بهم”. وكان وجود جماعات مناهضة لـ”مجموعة العشرين” ملحوظاً في تورونتو خلال قمة الاقتصادات الغنية والصاعدة التي أعقبت اجتماعاً أصغر لمجموعة الدول الصناعية الثماني في منتجع إلى الشمال من المدينة. وأنفقت كندا نحو مليار دولار أميركي على الأمن وكانت الاحتجاجات سلمية إلى حد كبير حيث استقطبت عدة آلاف من الناشطين الذين طالبوا بجدول أعمال لمكافحة الفقر واتخاذ إجراءات على صعيد حقوق المرأة والعمال. وكانت أعمال العنف متفرقة. وألقت الشرطة الكندية القبض على نحو 500 شخص بينهم أربعة استخدموا أنابيب الصرف الصحي ليخرجوا قرب موقع انعقاد القمة المغلق. كما استخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع ضد الجماهير للمرة الأولى على الإطلاق في تورونتو لتفريق المحتجين الذين أظهروا عنفاً مثل الفوضويين الملثمين الذين أصبحوا ملمحاً معتاداً في مثل هذه الاجتماعات العالمية. وفي حين شعرت تورونتو بالغضب وأذيعت لقطات لأعمال العنف على نطاق واسع بدا حجم هذه المشاحنات ضئيلاً بالمقارنة بالمظاهرات الضخمة التي شهدتها قمم سابقة بما في ذلك “معركة سياتل” خلال قمة منظمة التجارة العالمية عام 1999 واجتماع مجموعة الثماني في جنوة بإيطاليا عام 2001 حين قتل محتج بالرصاص. وقال جون كيرتون مدير مجموعة أبحاث مجموعة العشرين بجامعة تورونتو “هذا ليس عرضاً جانبياً، إنه نزهة في يوم أحد حضرها بضعة عناصر سيئة”. ويرى محللون أن انحسار الاحتجاجات في الشوارع يرجع في جانب منه الى تركيز وسائل الإعلام على أعمال العنف وهو مامن شأنه أن يثبط همة من يأملون التعبير عن أنفسهم بطريقة سلمية. وأوضح بيتر هاجنال، الباحث بجامعة تورونتو الذي يدرس التفاعل بين الجماعات المدنية والمنظمات العالمية، “يطلق على هذه الاحتجاجات في بعض الأحيان (المجتمع الهمجي)”. وأضاف “الناس مازالوا يهتمون بهذه الأمور لكنهم يعبرون عن أنفسهم بطريقة مختلفة”. كما تغير الهدف، فالغضب كان يتركز في البداية على مجموعة الدول الصناعية الديمقراطية السبع والتي تصور عادة على أنها ناد للأثرياء عقد العزم على الهيمنة على العالم لكن القمم اتسعت لتشمل 20 قوة كبرى وصاعدة من أنحاء العالم. وقال فوكس من اوكسفام “البرازيل هناك وجنوب افريقيا هناك والمكسيك هناك وبالتالي تغير وجهها”، مضيفاً “مجموعة العشرين لا تدعو للتهكم بقدر ما كانت مجموعة الدول السبع تدعو لهذا”. ويقول ناشطون إنهم مازالوا مهتمين بشدة بانعدام المساواة على مستوى العالم ويكافحون من أجل تحسين الرعاية الصحية وسياسات المناخ ومبادرات مكافحة الفقر. وقال دينيس هوليت منسق جماعة “ميك بفرتي هيستوري” أو “تخلصوا من الفقر”، وهي جماعة كندية ناشطة شاركت في أحد هذه الاجتماعات مع المسؤولين السياسيين بمجموعة الثماني في أبريل، “كان الأمر صريحاً ومفتوحاً جداً ووسيلة جيدة لنشر الرسالة”. لكن البعض رأى أن تراجع المشاركة بأعداد كبيرة في مؤتمرات القمة الاقتصادية مخيب للآمال.
المصدر: تورونتو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©