صاحب الثور يحاول إنهاء المعركة بين الثورين

من المتعارف بيننا ومنذ قديم الزمان، أننا كنا نستخدم الثور في زراعة الأرض وحراثتها وغير ذلك، ولكن بعد التطور العلمي والتكنولوجي صرنا نستغني عنه في الزراعة لتوفر أدوات وآلات بديلة حلت محله· ولحسن حظ هذا الثور لم ينقرض وجوده، أو يعطى إجازة دون راتب، بل صار يطعم أفضل الأطعمة ويمنع من أي مجهود عضلي كالزراعة ليحافظ على صحته ويدرب لأسبوع أو أسبوعين، ويقدم في نهايتها لمصارعة ثور آخر، فإذا هو انتصر عليه ارتفع ثمنه، وزاد حب صاحبه له، وإن خسر تدرب أكثر ليعيد المحاولة من جديد، وليعود بحزم وإصرار للتغلب على خصومته من الثيران· مصارعة الثيران هي من الرياضات الشعبية القديمة التي تشتهر بها إمارة الفجيرة بصفة خاصة، والإمارات بصفة عامة، وهي رياضة وهواية مارسها الأجداد عبر الأزمان، ويتواصل اهتمام الآباء والأبناء بها حتى يومنا هذا، حيث تقام كل جمعة على شاطئ الفجيرة، في منطقة الرغيلات بهدف الحفاظ على التراث والموروث الشعبي، فضلاً عما توفره من تسلية ومتعة وإثارة !! وقد حدثنا عبد الله الكندي وهو من أوائل الذين يمارسون هذه الهواية، كما يصفها، حيث مضى على عهده معها أكثر من عشرين عاما ويقول: ''لقد فكرنا أنا وأصدقائي الذين يملكون ثيرانا مثلي بممارسة رياضة مصارعة الثيران، وبدأناها كتجربة عام 1982وكان العرض الأول في منطقة (مريشيد) ثم زودتنا بلدية الفجيرة بالأرض على الشاطئ، وسورتها بسياج حديدي، وصرنا نجهز ثيراننا كل جمعة للمصارعة أمام الناس الذين يحضرون العرض مجاناً''· ويضيف الكندي: ''نحن عادة نقدم للثيران الطعام الذي هو عبارة عن التمر والشعير والبرسيم والقصب، ونجتهد في تسمينها وعدم إرهاقها بالعمل، ثم ندربها لأسبوع أو أسبوعين على المصارعة، وإن لم تستجب قمنا ببيعها، وعلى الأغلب نقوم بشراء ثيران مدربة من دبي التي تستوردها من الباكستان، وهي باهظة الثمن، حيث يصل ثمن الثور المدرب إلى 80 ألف درهم، وكان سعره في الماضي 10 آلاف درهم تقريباً، وهو متعدد الأنواع فمنه الأبيض والأسود والبني، وهذا يعني أن هذه الرياضة تكلف صاحبها الكثير ، كما أننا نعرف أعمارها من أسنانها، حيث أن الثور يبدل أسنانه بعد أربع سنوات من عمره، وكثيرا ما نطلق عليهم أسماء مثل طارش والميدان وشاهين والبرق والمطلع وغيرها''· ويوضح الكندي أن عدد الأشخاص المشتركين في هذه الرياضة يبلغ حوالي 40 شخصاً من أعمار مختلفة تتراوح بين 20-65 سنة، يملكون جميعاً 150 ثوراً· أما عن طبيعة المصارعة فيخبرنا الكندي: ''تبدأ المصارعة بين ثورين ضخمين مدربين من نفس الحجم، وبمجرد أن يسقط أحدهما على الأرض يعلن الحكم نهاية المباراة، ويسمى الثور الفائز فيدخل عندها (الحجيزة) لإبعاد الثورين عن بعضهما البعض بواسطة شد الحبل الطويل المرتبط بعنق الحيوان، دون أن نسمح لأحد الثورين بقتل الآخر وإراقة الدماء''· ويشير الكندي إلى أن آلاف المتفرجين من مختلف مناطق الدولة يأتون لمشاهدة هذه المصارعة لكنهم لا يجدون المدرجات المناسبة لجلوسهم حيث يتمنى الكندي أن تحظى هذه الرياضة بدعم أكبر من الحكومات المحلية وغيرها