الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شركة فرنسية تهدد أرزاق سكان قرية هندية نائية

24 ابريل 2011 20:48
على مقربة من قرية صيادي الأسماك ساخري ناتيه في الهند، يخطط لإنشاء أكبر محطة للطاقة النووية في العالم. لكن رأي سكان القرية جلي في ما خص هذا المشروع، فشعارهم المرفوع واضح «لنقل لا للنووي. لا نريد أن نصاب بالأمراض». والشعار الذي كتب باللغة الهندية على غطاء وضع على كوخ لبيع الشاي والوجبات الخفيفة، ليس سوى رسالة موجهة إلى العملاق الفرنسي للطاقة النووية «أريفا» الذي وقع اتفاقا بقيمة سبعة مليارات يورو لتزويد الهند بأول مفاعلات «إي بي آر» النووية الأوروبية. وهناك شعار آخر يقول بوضوح «لا لـ»أريفا»، وقد كتب على أحد الجدران بالطبشور وباللغة الإنجليزية هذه المرة. ومعارضة مشروع الطاقة النووية في جايتابور غرب الهند، تزداد حدة أكثر فأكثر في هذه الجهة من منطقة كونكان حيث يعتاش الناس من صيد الأسماك والزراعة منذ أجيال عدة. وكما هي حال عدد كبير من سكان هذه المنطقة الساحلية النائية التي تبعد حوالي 400 كيلومتر عن بومباي، يأتي كلام عبد المجيد وهو صياد في الخامسة والأربعين من عمره مرتكزا على حقائق. فخمسة آلاف شخص على أقل تقدير يعملون على حوالي 600 مركب صيد ليؤمنوا يوميا 50 طنا من الأسماك الطازجة والقريدس والحبار. وإذا ما شيدت المحطة فستهدد هذه الأعمال كلها. ويقول عبد المجيد «إن مدوا الأنابيب، لن نتمكن من الصيد مجددا. ففي هذه الأنابيب تجري المياه التي من شأنها تبريد المفاعلات قبل أن تصب أخيرا في البحر». ويؤكد أن «المياه الساخنة في المحطة ستلحق الأذى بالأسماك بسبب التلوث الناجم عنها». ويشدد على أنه «يستحيل تصور الأمر». ومن المتوقع أن ينتج موقع جايتابور حوالي 10 آلاف ميجاواط تزوده بها ستة مفاعلات نووية أوروبية «إي بي آر». ويسعى آخرون لحماية أبرز صادرات القرية وهي فاكهة المانغو «ألفونسو» ذات النكهة المميزة والتي يطلق عليها هنا اسم «ملكة الفاكهة». تزرع هذه المانغو على مساحة 938 هيكتارا من الأراضي الصخرية التي ستستخدمها المحطة. ويسأل ماهيش كارانكار تاجر في الثانية والثلاثين من عمره، من قرية جايباتور «الأسماك والمانغو. إذا اختفت، ماذا نبيع؟ كيف نكسب رزقنا؟» والجدال الذي يستمر منذ أربع سنوات، اشتد حدة بعد الزلزال والتسونامي واللذين ضربا اليابان في 11 مارس الماضي واللذين ألحقا أضرارا بمحطة فوكوشيما، الأمر الذي استدعى مراجعة سلامة التمديدات النووية في العالم كله بالإضافة إلى توجيه نداء لوقف التوسع في الهند.
المصدر: ساخري ناتيه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©