الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى المغربي: أبوظبي لا تدخر جهداً في دعم جهود النهوض بالتعليم لأرقى المستويات العالمية

منى المغربي: أبوظبي لا تدخر جهداً في دعم جهود النهوض بالتعليم لأرقى المستويات العالمية
24 ابريل 2011 20:47
بعد عطاء استمر نحو سبعة وعشرين عاماً في التعليم، ابتداء من التدريس وانتهاء بالتوجيه والإشراف، ووضع المناهج التعليمية، تم تكريمها بالحصول على جائزة الشيخ خليفة في «المشاريع التطويرية المبتكرة على مستوى الدولة» الأسبوع الماضي، عن مشروعها الذي حمل اسم «التدريس عبر القارات». تحدثت نورا المغربي الحاصلة على الجائزة عن مشروعها قائلة: إن الفكرة الأساسية التي بني عليها المشروع هي الخروج عن نمطية الأداء الفني الروتيني، إلى آفاق رحبة من الفنون والثقافات حول العالم. والذهاب بالخيال (بالمعلومات والصور) في رحلات شيقة عبر القارات، والاستفادة من التجارب فنياً وتكنيكياً لضمان أداء فني أفضل للطلبة، كذلك ربط التربية الفنية بالمواد الدراسية الأخرى بطريقة تشجع الطالب على حب المادة والمشاركة الدائمة فيها، ويتم ذلك وفق برنامج متكامل أعد لتنفيذه بالمشاركة مع معلمات المادة. أربعة محاور وأوضحت المغربي أن المشروع يقوم على أربعة محاور رئيسة هي أولا قراءة ومحاكاة لوحة فنان، وهو محور يخوض في قراءة ومحاكاة لوحة فنان ما وتحليلها والتعبير عن مضمونها بأسلوب الطالب مع المحافظة على مضمون اللوحة والمحاكاة في هذا المحور لمجموعة من الفنانين العرب والأجانب، وهنا يحق لكل موهوب أو موهوبة بعد تطبيق هذا المحور أن يقرر أي نهج فني سوف ينتهجه في مستقبله الفني. ثانياً: عادات وتقاليد الشعوب، في هذا المحور يتعرف الطالب ويكتشف العادات والتقاليد التراثية لبعض شعوب الأرض من قارات مختلفة، ولكن في قالب فني جميل، بمعنى دراسة مبسطة للفنون التراثية لبعض شعوب الأرض. وفي هذا المحور تأكيد لربط مادة التربية الفنية بالمواد الدراسية الآخرى مثل الدراسات الاجتماعية وغيرها. ثالثاً: موضوعات فنية مبتكرة في كافة مجالات التربية الفنية، عبر تطبيق دروس غير تقليدية وتجارب لعدة متخصصين في مجال التربية الفنية في عدد من المدارس بالعالم، وتشمل هذه التجارب والخبرات أنماطاً تعليمية متنوعة في مجال الفنون، ورؤية جديدة لنقل المهارات والمعارف والخبرات للطلبة وفي زمن قياسي. رابعاً: اللعب باللون، ويكون بالتعرف والتجريب حيث يتم إعلاء تقنيات ومهارات متعددة في أساليب التلوين، وتم إعداد نشاط مصاحب للمشروع (وهي تجربة تطبق أيضا لأول مرة في الدولة) وهو الفوتوكولاج المرح (وتم اختيار أشهر فنان في هذا الجانب وهو ديفيد هوكني) لتقليد أسلوبه الفني. دوافع التميز وحول الدوافع إلى ابتكار هذا المشروع المميز والخطوات التي مهدت لإعداد المشروع كمنهاج تطويري للتربية الفنية، قالت المغربي: من خلال الإشراف الميداني على المدارس لسنوات طويلة وجدت الكثير من الركود والملل من الممارسات الميدانية المتكررة دون تغيير، ولهذا أعددت استبياناً لأخذ رأي المعلمات في تناولهن لمنهاج التربية الفنية (الذي لم يتغير منذ سنوات عدة). ونتيجة هذا الاستبيان كان من واجبي التفكير في إحداث تغيير يعيد للمادة رونقها وجاذبيتها. وبالفعل بدأت في تطبيق تجربة لأساليب تدريس حديثة على غرار تجربة خبيرة أميركية (ساندي ووكر) وقد نفذتها في أربع مدارس بمنطقة أبوظبي التعليمية. بعد ذلك قدمت ورقة عمل في المؤتمر الثاني للأنشطة تحت عنوان (أساليب تدريس حديثة في الفن) وشرحت من خلالها التجربة التي طبقتها وتحليل نتائجها بيانياً. وقد تم ضمها، ضمن أفضل بحوث وأوراق عمل قدمت للمؤتمر، في كتاب تم إصداره عن المؤتمر، ثم قمت بصياغة بعض التجارب والدروس (كتجربة للمشروع) وتم تطبيقها بإحدى مدارس أبوظبي. تابعت المغربي: وتم عرض المشروع في مايو 2005 على مسرح وزارة التربية والتعليم بدبي وذلك ضمن تكليفي بإعداد برمجة للوسائل التعليمية، حيث تم إعداد بحث فني عن كل فنون حضارات العالم مطبوعاً ومبرمجاً إلكترونياً، وتم تكريمي في نهاية هذا اللقاء بدرع وشهادة تقدير من قسم الأنشطة الثقافية والفنية بالوزارة. مشروع تطويري وأشارت المغربي إلى أن المشروع التطويري يتضمن أهدافاً عديدة منها الاطلاع على تجارب بعض الخبراء في الدول الأجنبية في محاولة للاستفادة من تجاربهم وتطبيقها بالدولة، وتشمل هذه التجارب والخبرات أنماطاً تعليمية متنوعة في مجال الفنون، ورؤية جديدة لنقل المهارات والمعارف والخبرات للطلبة والطالبات وفي زمن قياسي، مواكبة العصر بكل تقنياته وأدواته وممارساته والانفتاح على العالم بفنونه وثقافاته المختلفة، مع التأكيد على التمسك بعاداتنا وتقاليدنا الدينية والتراثية العريقة. اتجاهات حديثة كما أوضحت المغربي أن هناك نقاط توافق كثيرة بين فكرة المشروع التطويري وبين الاتجاهات الفنية الحديثة، ذكرت منها: التعلم بالمشاهدة أولا ثم التجريب ثانياً، كسب المزيد من المهارات التقنية في الحاسوب وتوظيفها في فنها وبالطرق العالمية الحديثة، بث روح العمل الجماعي التنافسي من أجل تعزيز المهارات والقدرات الإنتاجية في الفنون التشكيلية المختلفة، تجديد وتنمية الكفاءات العلمية والمهنية للمعلمات المشاركات في المشروع بكل ما هو حديث وعالمي، تعميم الفكرة لتشمل اكبر عدد من مدارس الدولة في كافة المناطق التعليمية، الخروج بالمعلم والطالب إلى العالم الخارجي للاطلاع على الأفكار الجديدة والمتطورة في المادة. وفيما يتعلق بفوائد مشروع «التدريس عبر القارات» أوضحت المغربي أن هناك شقين رئيسيين الأول يتعلق بالمعلمات، ككسر حالة الملل التي كانت تعاني منها المعلمات في أثناء ممارسة المنهج القديم، تعرف المعلمات على أساليب تربوية حديثة في طرق التدريس، اكتساب المعلمات خبرات مختلفة نتيجة لتبادل الزيارات خلال المشروع، قيام المعلمات بالاطلاع على مناهج دول أخرى تزيد من فرص التعرف على هذه الدول، تلقي المعلمات دورات تدريبية غير تقليدية، تبادل الزيارات بين مدارس المشروع لتتحقق من خلالها مشاهدة (الدروس التوضيحية، الحلقات النقاشية، التعليم المصغر، والورش الفنية)، اتساع نطاق المعرفة لدى المعلمات في المادة وتخصصها وتكون تصور واسع عن العالم الذي نعيشه. فوائد عديدة أما عن الشق الثاني والمتعلق بالفوائد المتوقعة للطلبة والطالبات فقد فصلتها المغربي فيما يلي:خروج الطالب من حالة الملل من الدروس المعتادة، الاستمتاع بالعمل خلال الدروس الجديدة، الاتصال بالعالم الخارجي وممارسة الفن كما يمارسه طلاب الدول الأخرى، إحساس الطالب بالحرية التامة أثناء ممارسته الفن، تعريف الطالب على عادات وتقاليد شعبه، نتاجات فنية متنوعة بكل مدرسة، التعرف على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى، زيادة الحصيلة المعرفية والثقافية والفنية لدى الطالب عن الشعوب الأخرى، التعرف على الفنون العالمية الأخرى من خلال التطبيق، التعرف على أعمال الفنانين العالميين، تنمية القدرة على نقد وقراءة الأعمال الفنية وإصدار الأحكام الجمالية، زيادة نضج شخصية الطلاب الفنية وتدعيم ثقته بنفسه، توسيع الرؤية الفنية لدى الطالب، زيادة وتنمية مهارات الطالب الفنية، زيادة قدرة الطالب على حل المشكلات وإيجاد حلول للتعامل مع الخامات، تعميق رؤية الطالب الفنية، رعاية الحالات الخاصة والموهوبين ببرامج داعمة، إيجاد نوع من التوازن النفسي لدى الطلاب، تحويل البيئة المدرسية من بيئة روتينية جافة إلى بيئة فنية جاذبة، تأطير العلاقة بين أولياء الأمور والمادة في إطار فني ذي عمق ثقافي منهجي. عناصر التميز في ذات السياق أجملت المغربي مجموعة من عناصر التميز في مشروع «التدريس عبر القارات» باعتباره الأول من نوعه في المنطقة العربية ومن بين تلك العناصر: صقل خبرة معلمات التربية الفنية في أساليب التدريس الحديثة، يساهم في الكشف عن الكثير من الطلبة الموهوبين في المجالات الفنية، اكتساب الطلبة لخبرات جديدة ساعدتهم في تكوين ثقافات متنوعة، حقق المشروع التواصل الإيجابي مع أولياء الأمور من خلال الاطلاع على عرض نتاجات أبنائهم، تركيز المشروع على الجودة النوعية لمخرجات التعليم للطلاب والمعلمات، اعتماد الطلاب على أنفسهم في إنجاز أعمال فنية متميزة، يرتكز على التجارب التربوية العالمية من قارات ودول مختلفة، يسهل اطلاع المعلمات على تجارب الزملاء من دول وقارات أخرى، يطلع الطلاب على أعمال الفنانين العالميين ويمكن للطالب محاكاة تلك الأعمال، يترك مساحة كبيرة للطلاب للإبداع والانطلاق بأعمال خاصة بالطالب وإبداعاته، يوجه الطلاب إلى تعلم النقد الفني البناء من تجارب وأعمال الفنانين العالميين، يصبح لدى الطالب قدرة عالية على تمييز أعمال الفنان، يمكن المشروع الطالب الموهوب من تحديد اتجاهه ورؤيته الفنية والمستقبلية بسهولة، استقطاب المعارف واكتساب المهارات من حصيلة الخبرات الفنية للشعوب. صعوبات وتحديات وبالحديث عن الصعوبات التي واجهتها لدى قيامها بالمشروع أوضحت أن ذلك تمثل في عدد من الأمور منها: التخبط في تدريس المحاور الأربعة للمشروع والخلط بينها، تجاوب الطلبة والطالبات للمعارف والمهارات وتأثير ذلك على النتائج، التعامل مع محاور المشروع دون تنفيذ الميزانية المقررة، القلق من تراخي بعض الإدارات المدرسية (المنفذة للمشروع) من تحمل متطلبات تنفيذ المشروع. وحول كيفية التغلب عليها بينت المغربي ذلك بقولها: فيما يتعلق التخبط في تدريس المحاور الأربعة للمشروع والخلط بينها، وجدت أن المتابعة المكثفة لمعلمات المشروع (بالزيارات والمتتابعة) وأخذ مكان المعلمة داخل الصف أو مشاركتها العرض والشرح لكسر حدة الخوف وتبسيط الأمر، ولتدوير وثقل الخبرات بين المعلمات أعددت برنامجاً لتبادل الزيارات بين معلمات المشروع ليشمل الدروس التوضيحية والحلقات النقاشية بجانب التعليم المصغر وورش العمل الفنية ضمن تلك الفعالية، وبالنسبة لتجاوب الطلبة والطالبات للمعارف والمهارات وتأثير ذلك على النتائج. وجدت أنه عكس التوقعات، فقد تقبل الطلاب كل ما عرض عليهم بصورة رائعة والدليل على ذلك النتاجات الفنية المتنوعة، بالإضافة إلى ما اكتسبوه من معارف وخبرات فنية وعلمية متنوعة، وبالنسبة للتعامل مع المشروع دون تنفيذ الميزانية المقررة في البداية وجدت صعوبة في ذلك، مع عدم تخصيص أوجه صرف من بعض إدارات المدارس للمادة، وبالتدريج بدأوا في توفير الخامات والأدوات المطلوبة ما أمكنهم ذلك، لتفهمهم للمشروع والشعور برضاء الطلبة عن عملهم. توسع مطرد بالإشارة إلى مدى نجاح المشروع في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بيّنت المغربي أن التوسع المطرد في أعداد الطلبة والمدارس المستفيدين منه يجعل منه مشروعاً متميزاً وقابلاً للتطبيق في كافة مدارس الدولة، وهو ما أظهرته إحصاءات تطوره ونموه منذ عام 2005 حين البدء فيه إلى العام الدراسي الحالي، حيث كان المستفيدون منه في 2005، 4714 طالباً وطالبة في (12) مدرسة، أما هذا العام فسيشمل التطوير 15011 طالبا وطالبة في (31) مدرسة وهذا العدد مرشح للازدياد في الأعوام الدراسية القادمة، وهذا يأتي في ظل سياسة العاصمة أبوظبي التي لا تألو جهداً في دعم كل جهد من شأنه أن يرفع المستوى التعليمي لأرقى المستويات العالمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©