الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صدور طبعة ثالثة من بنات نعش

18 سبتمبر 2008 23:22
دمشق - صدر حديثا عن دار ممدوح عدوان في دمشق طبعة ثالثة من رواية ''بنات نعش'' للروائية السورية ليناهويان الحسن، وكانت هذه الرواية قد صدرت طبعتها الأولى في عام 2005 وشكلت حينها عملاً أدبياً مميزاً في خريطة الأدب السوري· ويمكن قراءة رواية بنات نعش للروائية الشابة لينا هويان الحسن بوصفها النص الصحراوي المتفرد بامتياز· حيث عملت كاتبة الرواية على دراسة تاريخ الباديتين السورية والعراقية في مطلع القرن العشرين بشكل معمق لتطلع القارئ على ما يمكننا اعتباره عالماً جديداً· حيث ترصد تفاصيل وحوادث حقيقية وتعتمد التوثيق التاريخي لتأسيس بنية الرواية، منطلقة من حادثة اغتيال الكولونيل ''لجمن'' المبعوث البريطاني الذي عمل على التفريق بين العشائر العربية على أساس طائفي وقام بقتله الشيخ ضاري الشمري شيخ عشيرة زوبع عندما لفق له اتهامات كاذبة لأن الشيخ ضاري رفض الرضوخ لغايات الانكليز بتقسيم العراق في ذلك الوقت المبكر من القرن العشرين· فكان أن هجم ضاري على لجمن في خان النقطة قرب بغداد في عام ،1921 وبعد ذلك وضع الإنكليز جائزة كبيرة لمن يساعدهم بإلقاء القبض عليه، وفي عام 1928وقع ضاري في قبضة الانكليز بوشاية من أحد أعوانهم وأعدم، وصدرت الصحف العراقية موشاة بالسواد حزنا عليه· البطل المحوري في الرواية هو الأبهر سعدون، شخصية ملتبسة محاطة بأكثر من تراجيديا، يلاحقه أكثر من ثأر، يعمل صياداً يبيع جلود الوحوش التي يصيدها في حلب وبيروت ودمشق، استبدل فرسه بسيارة جيب، وراح يتنقل دون أن يكترث بالحدود التي وضعها الانتداب الغربي، ويعيش بنرجسية بدوية خالصة يهمه ثأره وقضاياه الشخصية متجاهلاً ما يدور حوله بسبب خياره الشخصي وأسبابه التي تطلعنا عليها الكاتبة شيئاً فشيئاً عبر حبكة حكائية مشوقة ولغة شعرية مفرداتها منتقاة لتتوافق مع شراسة الصحراء وغوايات سرابها· لينا هويان تستثمر ذاكرتها البدوية وتتحدث عن الخيام والقصص والخرافات التي تشكل الموروث الشفهي للبدو وتطلعنا على أسرار انقراض الأسود الفراتية في مطلع القرن العشرين، بسبب الجنيهات الذهبية التي وضعتها الحكومة العثمانية ثمنا لجلود الأسود لتضمن فناءها وتحول أزوار الفرات لأراض صالحة للزراعة وتقوم بتوطين البدو وتضمن تحويلهم إلى فلاحين لتنتهي من مجابهاتها اليومية معهم· حفلت الرواية باستلهام خصب لسرديات حكائية ثرية بالأحداث، ومصاغة عبر الجهد التخييلي· شخصية الأبهر سعدون شخصية نموذجية للبدوي يحمل ملامح وسلوكيات خاصة بابن الصحراء استطاعت الروائية الوقوف على أبعاد تلك المميزات بحكم أنها حفيدة أحد أبطالها كما تقول على غلاف الرواية: احترت كثيراً في هذه السيرة هل أفعل مثل البعض وأذيلها قائلة إن الشخصيات والأحداث الموجودة بين هذه الصفحات لا علاقة لها مطلقاً بالواقع؟ هذه أكبر كذبة يمكن أن أقترفها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©