الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفي النية

18 سبتمبر 2008 23:19
في أحيان كثيرة نسمعها عندما يكون هنالك اختلاف أو شك أو ريبة من طرف لطرف آخر، وهذا الشك هو نابع من عدم الثقة أو سوء الفهم المتبادل بين الطرفين أو نتيجة وقوع أمر ما جعل أحد الأطراف يشك في مصداقية الآخر، وبدأ الآخر يدافع عن نفسه بقوله لصاحبه: ''صفي النية''· كما نعلم أن الثقة مطلوبة في كل شيء والصراحة في رأيي الخاص أنه إذا وثق بي أحد فهذا أمر كاف وكبير بالنسبة لي، ولولا أن هذا الشخص يرى أنني استحق حمل الأمانة ويجعلني في موضع الثقة لما خصني بها، ولكن عندما نرى ما يريبنا من أحد الأشخاص مهما كانت مكانته وقربه منا إلا يبدأ الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدورنا بشتى الأشكال والألوان والتسرع في اتخاذ القرار من غير أن نفهم الأسباب أو الحقيقة ونتريث· فتقل لدينا الثقة، والأغلبية منا وللأسف يبهرهم ويشدهم المظهر أكثر من الجوهر· فبعض الأشخاص، والذين هم وللأسف نعدهم قدوة لنا من حيث التصرفات والمظهر الخارجي، من يكون مسؤولاً عن إحدى الإدارات أوموظفاً في وظيفة معينة عليه أن يعمل من أجل الجمهور وعند قدوم أي مراجع ترى وجهه والذي يتسم بصفات الوقار لا تفارقه نظرة الغضب وكأن المراجع بينه وبين هذا الشخص ثأر قديم وحقد دفين، فلا يكاد المراجع يبدأ بعدة كلمات حتى ترى الأخ من غير نفس يزمجر وينهر ولا تفارق محياه نظرة الغضب والتزمت!! لا حول ولاقوه إلا بالله!! لماذا هذا كله؟! ألهذه الدرجة تكون الابتسامة من حضرة الأخ والكلمة الطيبة باهظة الثمن؟! وا أسفاه على فئة صارت تلبس القناع فقط لكي توهم الناس بعفتها وصلاحها ونسوا أن صلاح القلب والنية أهم من صلاح المظهر، فلا المظهر سيقينا من الحساب يوم الدين، ولا التكبر سيزيد من رصيدنا الدنيوي شيئاً ولن ينظر إلى وجوهنا، بل إلى أعمالنا وإحساننا وفضائل أخلاقنا· وإني هنا لا أتحدث عن الجميع، ولكني أتحدث عن فئة معينة تطلب من الناس الثقة وهم غير أهل لها، ولا يعملون شيئاً يدل عليها·· وإن عملوا يعملوها وللأسف لمجرد مصلحة·· أتمنى من الإخوة والأخوات ألاَّ يتخذوا المظهر كأساس، لا، بل يبحثون عن الجوهر وعن من هم من أصحاب العمل والفعل بعد وضعهم في اختبار وتقصي الحقائق لا من هم معسولو اللسان ومنمقو المظهر وخالون من الضمير·· خالد المؤذن الشامسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©