الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل نحن أمة لاتقرأ؟

18 سبتمبر 2008 23:18
تبعاً لمقال سبق أن كتبته عن أهمية الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، نواصل الحديث عن لغتنا الجميلة، ولكن هذه المرة سيتمحورالحديث حول القراءة في العالم العربي والإحصاءات المتدنية مقارنة بالغرب حيث وجدوا أن متوسط القراءة للقارئ العربي للكتب والمنشورات -حسب تقارير التنمية البشرية- هو عشر دقائق في السنة، مقارنة مع القارئ الأوروبي الذي يخصص ساعات من وقته للقراءة فتجده في كل مكان حاملاً كتابه في وقت الفراغ وفي الباص وفي الحديقة وعلى البحر أيضاً، بغض النظر عن الكتب التي يقرأها· ووجدوا أن نسبة الإنتاج العربي للكتاب لاتتعدى 2% من الإنتاج العالمي، فالإحصاءت مفزعة حقاً وتدعو للرهبة والخوف من تفاقمها ويجب أن يتنبه لها الجميع حتى نسترد مكانتنا الثقافية أمام الآخرين· هذا للأسف الشديد ونحن ''أمة اقرأ'' حيث إنها أول سورة أنزلت في القرآن، وأول ما لقن به الوحي لرسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، قال الله تعالى (إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم) صدق الله العظيم· لا أدري ما أصابنا رغم توفر المعارض على مدار العام المخصصة للكتاب، والترغيب في قراءتها، إلا أننا نجد نسبة الإقبال عليها ضئيلة جداً، فلا ندري أين تكمن المشكلة، هل تكمن في عدم توفر الكتب المعنية بميول أغلب القراء، أم تكمن فينا نحن القراء، فمجرد ما نقلب صفحات الكتب يتخللنا الملل والضجر والإحباط فنتركها جانباً على أمل أن نعود إليها في وقت لاحق، فلانستطلعها إلاّ بعد أن يطليها الزمن بغبار النسيان· حتى نكون قوماً متحضرين يجب أن نهتم بالقراءة المجدية، فكثيرون يقرأون ولا يعون مايقرأون حقاً، فإننا ننصح بالقراءة المجدية لا بكثرتها· حتى لا يقال عنّا إننا أمة (إقرأ) التي لاتقرأ ولاتعي ماتقرأ· فالقراءة تغذي الروح وتنير العقل وتروح عن النفس وتبث فينا الصفات الحميدة وتبعد عنّا الرذائل والشهوات وتقوي قدراتنا العقلية كالإبداع والإلهام والتطلعات المستقبلية، فما قيمة الكتاب ومكانته لدينا؟ سؤال يجب أن نعيه جيداً قبل أن نقول إننا قوم متحضرون !! أمنية بن شهاب- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©