الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهاية الفقر

18 سبتمبر 2008 14:12
إلى أين وصلت الحملة العالمية لمكافحة الفقر التي دعت إليها الأمم المتحدة وعقدت لها مؤتمرات القمم ووضعت لها البرامج الطموحة التي قدرت تكلفتها بعدة مليارات من الدولارات؟ وإلى أين وَفَى المجتمع الدولي بعهوده والتزاماته تجاه الدول والشعوب التي تعيش تحت وطأة الفقر والفاقة، والذي يقود إلى تدهور الأحوال الصحية للبشر بالضرورة، وإلى تدهور المؤسسات التعليمية -على ضعفها وقلتها- في دول العالم الفقير؟ إن العام العاشر في القرن الحادي والعشرين الذي حددته قمة الأمم المتحدة لمكافحة الفقر لإنجاز المرحلة الأولى من الخطة العالمية لانحسار نسبة الفقر في الدول المعنية بطموح وتفاؤل، سيحل بعد عامين فقط، ومع ذلك فإنه ليس هنالك ما يبشر بنجاح المرحلة الأولى في تحقيق أهدافها، بل إن هنالك أكثر من سبب يجعل التشاؤم بفشل الخطة العالمية النبرة الأعلى في الأوساط المعنية· الخبير الاقتصادي ومستشار الأمم المتحدة ''جيفري ساش'' هو مؤلف الكتاب الأوسع مبيعاً ''نهاية الفقر''، والذي يعتبر واحداً من الشخصيات العالمية المؤثرة في مجال مكافحة الفقر، حيث ''النظرية بالعمل الميداني'' في أفريقيا وقاد مشروع الأمم المتحدة ''النموذج'' لمكافحة الفقر على مستوى القرية، هذه التجربة الميدانية التي أسس لها نظرياً ''جيفري ساش'' وشارك في قيادة العمل منذ ثلاث سنوات، أكدت نتائجها أنه إذا ما التزم المجتمع الدولي وقياداته السياسية بالوفاء بما التزموا به في قمة الأمم المتحدة، ومع الجهد والعمل المشترك مع ''الأهالي'' وبين ''الأهالي''، فإنه من الممكن تحقيق النجاح بتحسين الأحوال الصحية ومكافحة الأمراض والأوبئة ومكافحة الأمية· السيد ''جيفري ساش'' تحدث -مؤخراً- في احتفال أقيم في تورنتو ''من أجل الأطفال الفقراء'' عن هذه التجربة الإنسانية، التي يقول عنها: ''إنها مسؤوليتنا الجماعية، حكومات وشعوباً وأفراداً، لأن الفقر وما يخلفه من أدواء في الروح الإنسانية هو مسؤوليتنا الجماعية''؛ لكن المفكر والخبير الاقتصادي الذي بشر من قبل بـ''نهاية الفقر''، أصبح اليوم أقل تفاؤلاً -إن لم نقل أكثر تشاؤماً- بنجاح الحملة العالمية لمكافحة الفقر؛ ففي حديثه الواضح الصريح، أعرب عن قلقه العميق تجاه سياسة الإدارة الأميركية والحكومة الكندية الموسومة بالاتجاه العسكري لحل المشاكل العالمية سواء في أفغانستان أو العراق، وقال: ''إنه في الوقت الذي يتعين علينا توفير الميزانيات المالية على الأقل لتقليل حدة الفقر، فإن الإدارة الأميركية الجمهورية والحكومة المحافظة الكندية تصرفان بلايين الدولارات للمشاريع العسكرية التي لن تجد حلولاً للقضايا العالقة''؛ وقال: إن البلدان الموصوفة بأنها بؤرة الإرهاب مثل باكستان واليمن والصومال والسودان، تعاني شعوبها من حدة الفقر ومن المجاعات وسوء البيئة الذي نحن مسؤولون عنه تاريخياً، وقال: إنه قلق خاصة لأننا عجزنا عن الفهم المشترك للمشاكل العالمية ومن ثم عن حلولها التي نتشارك فيها، والذي بدون الفهم المشترك والعمل المشترك لا يمكن مكافحة الفقر أو فساد البيئة أو الإرهاب· كانــت تلــك صيحــة من ضميـــر يقـــظ لا يكتفــي بـ''التنظير''، بل العمل، والعمل في ظروف قاسية وصعبة من أجل تطبيق ما يحمله من أفكار من أجل مكافحة الفقر في العالم الفقير· عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©