الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النجاح من البيت يبدأ

28 يونيو 2010 20:56
عندما تعلن نتائج التعب والكد والجد والسهر تتويجاً لسنة كاملة، سنة حصيلة عمر دراسي ليس بالقصير، ساعتها فقط «يعزز المرء أو يهان». ساعتها تبيض وجوه وتسود أخرى، وحينها يسأل كل طالب أين قضى وقته وفي ما أفنى أيامه الدراسية، هكذا هي نتائج الثانوية العامة، بل حتى نتائج الروضة الأولى، لأن بوادر التميز والتألق تنطلق شرارتها الأولى من النباهة والفراسة في تمييز الألوان وتسطير الخط المستقيم، ومن لايتمتع بذكاء رباني يدعم ويطور مهاراته للدفع به نحو الإبداع الدراسي، يمسك بيديه ليقول كلمته يوما، هكذا يفني الأهل أعمارهم في دفع أقساط المدارس والمدرسين والدروس الخصوصية أحيانا للظفر بفرحة نجاح أولادهم، فعلى حسب قول أحدهم «لا أحد تتمناه أن يكون أحسن منك إلا أولادك». صدقاً مهما تسامينا ومهما غسلنا أنفسنا من وحل الغيرة وحب ما في أيدي الآخر، فلا يمكن التخلص من ذلك إلا حين نجاح فلذات الأكباد وتألقهم، هكذا رأينا الفرحة في عيون كل أب تميز ابنه وحصل على شهادة من الشهادات، وتوّج ناجحاً، رغم أن هذه الشهادة لا تؤهله للنجاح الحياتي، بل هي خطوة على الدرب، فكم من واحد كان متوسط الذكاء ومتوسط المعدلات الدراسية، لكن كان يتزود بعزيمة الاستمرارية ورسم الأهداف البعيدة ليكون هنا يقول كلمته في أكثر من مجال. هكذا يفني الأهل أيامهم يجمعون ويدفعون الأقساط تلو الأخرى، حتى يشتد عود الطالب، إذ كثير من الأهل يعتقدون أن المدارس الخاصة هي صانعة التميز والتألق بسن قوانين دراسية صارمة، واتباع خطوط قوية في التدريس تدفع في اتجاه تقوية حصيلة الطلبة من المعلومات، وشحنهم بمواد كثيرة منذ نعومة أظافرهم، في حين أن الطالب له طاقة استيعابية، وما يفيض عن هذه الطاقة فهو يضيع ويتبخر، وكل ما يطمح له كل أب أو أم هو رؤية ابنه في أحسن المراكز، وقبل ذلك تحصيل أحسن العلامات، فلا يبالي فيدفع ويدفع في انتظار التميز والحصول على أحسن النتائج. هذا ما أثار انتباهي حين سألت إحداهن عن سبب نجاح ابنتها بنسبة عالية صنفتها في الدرجة الأولى على مستوى الدولة، وهي تنتمي لعائلة بسيطة تسير على خط التميز من الأب والأم إلى الصغار كلهم دون استثناء، فقالت إن سبب نجاح أي طالب بالإضافة إلى التركيبة الطبيعية والخلقة الربانية ونسبة ذكاء كل طالب، فإن ثلثي التعليم يتم في البيت، ومهما عملت المدرسة، فإنها تلقن الأساسي والمهم، أما الأهم والخلاصات والخطوط الرئيسية للدروس يجب أن يلقنها الأهل في البيت، ومن الأهل يبدأ النجاح، أما عن التميز: فقالت كلما ألف ابنك التميز فلن يرضى غيره بدلا، أما عن الدراسة في المدارس الحكومية أو الخاصة فأكدت أن ابنتها التحقت بالمدارس الحكومية منذ أن كانت في الصف الأول. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©