السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: العنف الأسري ضـد قيم الإسلام

العلماء: العنف الأسري ضـد قيم الإسلام
19 أغسطس 2016 02:15
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء في الأزهر على رفض الإسلام القاطع لكافة أشكال العنف الأسري، ووصفوه بأنه آفة خطيرة تهدد كيان واستقرار الأسرة المسلمة، مؤكدين أن الإسلام يسعى إلى إقامة أسرة مستقرة تنعم بالمودة والمحبة، ويسود الاحترام بين أفرادها، ومن أجل ذلك حث الدين الحنيف على نبذ العنف داخل الأسرة بكافة أشكاله. واستنكر العلماء تفشي ظاهرة العنف الأسري في بعض المجتمعات العربية والإسلامية، مؤكدين أن ذلك ينحرف عن مبادئ وتعاليم الإسلام الحنيف. وصف د. أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، العنف الأسري بأنه آفة خطيرة تهدد كيان واستقرار الأسرة المسلمة، وهو أمر يرفضه الإسلام، ولا يقبله بأي شكل من الأشكال، وقد جاء الدين الحنيف بقواعد ومبادئ وتعاليم تحفظ الأسرة المسلمة وتصونها من كافة أشكال العنف. أطراف الأسرة وقال: لقد شددت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على ضرورة حماية حقوق أطراف الأسرة سواء الزوجة أو الزوج أو الأبناء، واعتبرت الأسرة بيت السكينة، وفي هذا البيت تقام علاقات أفراد الأسرة على أساس قاعدتي المودة والرحمة، وفي هذا الشأن يقول تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة الروم: الآية 21»، كما نظم القرآن الكريم العلاقة بين الزوجين ووضع لكل منهما حقوقا وواجبات، قال تعالى: (...وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ...)، «سورة البقرة: الآية 228»، كذلك ضبط الإسلام العلاقة بين الأولاد وآبائهم وأمهاتهم، وضبط توارثهم بأحكام إلهية، وجعل طاعة الوالدين في المرتبة الثانية بعد طاعة الله والامتناع عن الإشراك به. وأضاف د. كريمة: الإسلام يهدف إلى إقامة أسرة مستقرة تنعم بالمودة والمحبة، ويسود الاحترام بين أفرادها، ومن أجل ذلك حث الدين الحنيف على نبذ العنف داخل الأسرة بكافة أشكاله، حتى ولو كانت كلمة «أف»، وفي هذا الشأن قال الله سبحانه وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، «سورة الإسراء: الآيات 23 - 24»، وهذه الآيات توضح موقف الإسلام الرافض للعنف الأسري بكافة أشكاله، المادية والمعنوية، ويكفي هنا الإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمارس أي العنف ولو على خادم، وقد قال لجاريته بعد أن أغضبته: «لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك»، وتجنبا للعنف بين أفراد الأسرة فرض الله سبحانه وتعالى لكل عضو من أعضاء الأسرة حقوقا وواجبات، يستلزم من كل فرد أو عضو القيام بها من أجل المحافظة على سلامة الأسرة من الانحرافات والمشكلات الداخلية ومن أجل تأمين سعادة أفرادها. أمر مرفوض ومن ناحية أخرى، أعربت د. آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عن أسفها لتفشي ظاهرة العنف الأسري في بعض المجتمعات العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن من يمارس أو يرتكب هذا العنف ينحرف عن مبادئ وتعاليم الإسلام الحنيف. وقالت د. آمنة: أبرز أشكال العنف الأسري تتمثل في عنف الزوج ضد الزوجة، وهو أمر شدد الإسلام على رفضه وتحريمه، حيث حرص الدين الحنيف على كرامة المرأة كزوجة، وأوصى الأزواج بحسن معاملة زوجاتهم بحيث تكون العلاقة بينهم علاقة مودة ورحمة وليست علاقة استبداد وظلم وعنف، وفي هذا الشأن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وقد جاء الإسلام بأحكام تحذر من الإساءة إلي الزوجة وإهانة كرامتها، ويكفي الإشارة هنا إلى أنه لم يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه استخدم أسلوب العنف مع أحد من أزواجه، وقد وصف عليه الصلاة والسلام في حديثين مختلفين من يضرب زوجته باللؤم وغلاظة الحس. الرفق وعن العنف ضد الأبناء، أوضح د. سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق، أن الإسلام يرفض كل عنف يمارسها الآباء ضد أبنائهم، وقد جاء العديد من الأحاديث النبوية تحث الآباء على الرفق بأبنائهم، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش»، وقوله أيضاً: «علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه»، مشيراً إلى أن الإسلام الحنيف حرص على أن ينشأ الطفل في أسرة ممتدة الروابط، تعمل على حمايته ورعايته وتربيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©