الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاح لن يسير وحيداً

30 يونيو 2017 23:50
نصل حدا لا يطاق من القسوة على أنفسنا ونحن نقيم المشهد الكروي العربي، لنقول إن المعين نضب وأن لا علامات في الفضاء الكروي تشهد على أن لنا نجوماً عرباً يقاسون من حيث الإبداع مع لاعبين من جنسيات وملل أخرى، بل إن الإحباط الذي يخنق فينا الصدور لا يترك هامشاً ولو صغيراً لنعترف على أن رحم الكرة العربية لا يمكن أن يصاب بالعقم. تداعت، هكذا الكلمات على المخيلة، وأنا أرصد التفاصيل والجزئيات الدقيقة لانتقال الفرعون المصري الصغير محمد صلاح إلى ليفربول الإنجليزي بقيمة مالية هي الأضخم حتى الآن، فإن جعلت منه تلك الصفقة، أغلى لاعب عربي وأفريقي، فإنها تضعه أيضاً في صدارة النجوم الكبار الذين انتدبهم الفريق الإنجليزي خلال المواسم العشرة الأخيرة، وليس هناك من مثال أقوى من محمد صلاح، للتأكيد على أن بيئتنا الكروية العربية برغم ما فيها من تشوهات يمكن أن تنبت زهوراً في حدائق الأشواك، وللتدليل أيضاً على أنه بالعمل وبالجدية وباحترافية الفكر قبل إبداعات وخوارق الجسد يمكن الوصول إلى القمة التي هي أصلا محجوزة للأيقونات الكروية. وفي المسار المدهش للفرعون الصغير، ما يثير الإعجاب ويوجب رفع القبعة، فمحمد صلاح، الذي يعود إلى إنجلترا في سن الخامسة والعشرين من بوابة ليفربول، كان قبل سنتين قد خرج منها مهزوما مكسور الوجدان، وقد حول الداهية جوزيه مورينيو الأحلام الجميلة في عينيه إلى كوابيس. كان محمد صلاح، سحراً يولد بنادي بال السويسري الذي استقدمه من ناديه الأم المقاولون العرب، وفطن إلى هذا السحر مورينيو وقد كان سنتها مدرباً لتشيلسي، فما تأخر في رمي الشباك على صلاح ليستقدمه إلى البلوز وهو من تلقى إشارات من ليفربول، وفي ظرف زمني قياسي تحول صلاح اللاعب الأعجوبة الذي جيش مورينو إدارة تشيلسي لجلبه، إلى لاعب غير مرغوب فيه، لتنفض الشراكة ويشد الفرعون الصغير الرحال إلى إيطاليا التي لعب فيها أول الأمر لفيورنتينا، قبل أن ينضم لروما. مع روما بالتحديد وداخل بيئة كروية تضع المهارات الفردية الخارقة في خدمة النهج التكتيكي المقدس للجماعية، ارتقي صلاح بمنظومة لعبه ليصبح علامة فارقة تغري الأندية الكبيرة بملاحقته، لذلك عندما يعود لإنجلترا ليلعب لليفربول بتوجيه من المدرب الألماني يورجن كلوب، فإنه يعود محتمياً بخبرته التي اكتسبها بإيطاليا، شغوفاً بربح رهان كروي جديد ومصراً على أن يسمع صدى إبداعه لإسبيشل وان الذي باع ذات وقت جلده بأبخس الأثمان، وهو في ذلك لن يسير وحيداً، لأن كل العرب سيكونون معه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©