الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مدائن اللهفة».. عن زيجات الغرباء وخيباتها

«مدائن اللهفة».. عن زيجات الغرباء وخيباتها
30 يونيو 2017 22:54
فاطمة عطفة (أبوظبي) من «منفى الذاكرة» إلى «مدائن اللهفة» تبدع الكاتبة نادية النجار عالمها الروائي الجميل في لوحات ومنمنمات فنية، منطلقة من الواقع العائلي والاجتماعي، لترسم بنية سردية متخيلة ومنسوجة بلغة سلسة معبرة، بلا زخرفة ولا تكلف. في روايتها «مدائن اللهفة» تصور لنا الساردة (أمل) مراحل من حياتها ممزوجة بتداعيات رمزية جميلة من خلال ذاكرتها في رحلة جوية بين الإمارات والولايات المتحدة، ذهابا وإيابا. ومع أنها عادت إلى دبي بعد فشل زواجها، إلا أنها نجحت في استعادة إرادتها الحرة وقرار العيش في مدينتها التي تحبها، كما كسبت عودة ابنتها سارة إلى وطنها لتنشأ في كنفها مع الجدة، تاركة زوجها جمال لزوجته الجديدة فرح. وتمتلك الكاتبة نادية النجار أدواتها التعبيرية، وتعرضها للقارئ ببراعة فنية جميلة، ومنها نعرف أنها ثمرة أب شرقي وأم غربية، وهي تعبر بصدق وإيجاز عن أزمتها: «تربيتي المضطربة وشخصيتي المتقلبة نتجتا عن هذا الخليط، برودتي الإنجليزية وعنادي العربي لا يجتمعان إلا لمن كان مثلي، الغرب أمه والشرق أبوه». أمل، كما تصف نفسها، «امرأة ثلاثينية وحيدة تركت خلفها رجلين، أحدهما خذلها والآخر خذلته!» ومن تفاصيل حياتها، ندرك أن أساس المشكلة هو زواج العربي من بيئة مختلفة، وهي الإنجليزية. لكن زواجها انتهى بالفشل أيضا، لأن اهتمام زوجها انصب على نجاحه في العمل واكتساب الجنسية الأميركية ومغامراته الغرامية، على حساب الاستقرار العائلي والمحافظة على الهوية الوطنية. والرواية تبدو كأغنية وطنية جميلة، بدءاً من عهد الشيخ زايد، وما زالت مسيرة البناء والتطور مستمرة. والبطلة ترفض الاغتراب، كما تؤكد حياة العائلة الإماراتية المستقرة، وتصور جمال العلاقة بين الحفيدة والجدة بلغة شاعرية. وهذه العلاقة الجميلة تأخذ مساحة وافية من الرواية. والدرس الإنساني البليغ الذي تقوله الرواية هو أن الإنسان لا يعرف قيمة والديه إلا بعد أن يرزق بأبناء، وهذا ما تعيده علينا أمل من خلال علاقتها بابنتها سارة وتعلقها بها، وهي تتحسر كثيرا لأنها لم تعامل أمها بمحبة، لكنها اكتشفت غلطتها بعد فوات الأوان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©