السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حضور عربي في مهرجان الرقص والمسرح العالمي بجوتنبورج

حضور عربي في مهرجان الرقص والمسرح العالمي بجوتنبورج
18 سبتمبر 2008 02:07
حول مهرجان الرقص والمسرح العالمي مساءات مدينة جوتنبورج السويدية ولمدة أسبوع كامل، الى مدينة أفراح ومتع فنية راقية· فالفكرة الجديدة التي مزجت بين العروض داخل القاعات المغلقة وخارجها في الهواء الطلق، أعطت للمهرجان الذي يقام كل سنتين زخما جماهيريا ملحوظا، جعل الناس يتوزعون بين الخيام العملاقة المنصوبة في الساحات العامة وبين دور المسرح التي فتحت أبوابها لتقدم عروضا عالمية هي الأخرى جمعت بين الرقص والمسرح التقليدي والموسيقى· جمع نادر للفرجة لا تحققه سوى مستويات عالية من التنظيم ومن حسن الاختيار للفرق المستضافة وأحدث نتاجاتها· وعكس تقديم عرضين مسرحيين لفرقتين لبنانيتين حرصه على انفتاح واسع على العالم، لسماع حكايات شعوبه والاقتراب من همومها· وجاءت المسرحية اللبنانية ''بوابة فاطمة'' لتقدم مثالا على الفهم العميق للحكاية· لقد جمعت الفنانة شمس حكايات من الجنوب اللبناني عن حرب صيف ،2006 والدمار الذي خلفته إسرائيل وراءها· دمار قدمه الحكواتي ومعه الممثلون على خشبة المسرح مباشرة، وساهمت معهم عدسة الكاميرا في تسجيل مشاهد الموت والوحشة، وأخيرا أكملهما الرقص والموسيقى ليضفيا على العرض جمالا يكمل فرجة مدهشة اشتركت فيها كل عناصر الإبداع· وعن أسباب لجوء العرض الى إشراك فنون أخرى معه، وما إذا كان هذا يكشف فقرا في اللغة المسرحية؟ أجاب مخرج العمل الفنان روجيه عساف على السؤال بقوله: ليس هناك لغة مسرحية صرف· اللغة المسرحية هي أدب، شعر، رقص، وصورة· مع ان الصورة هي اختراع حديث· نلاحظ في كل مراحل تاريخ المسرح استعانته بالاختراعات الحديثة· فالمسرح يمتاز بقدرته على استيعاب كل التقنيات والفنون، حتى السيرك صار اليوم يقدم عروضا مسرحية· وفيما يخصنا، فنحن نقدم نوعا مسرحيا ليس تقليديا· هو مسرح منفتح على فنون أخرى، وبالرغم من جديته فهو يراعي توفير المتعة لمشاهده· وعما يشعر به وهو يقدم عملا عربي الروح واللغة الى جمهور غربي بعيد عنهما، قال: بالطبع، هناك فرق· لكنه ليس فرقا جوهريا، صحيح ان القصص لها طابع محلي لكن موضوعاتها تعني كل الناس· والدليل ان الاسكندنافيين يأتون الى بلداننا ويتعرفون على ما يحدث فيها· إنهم يعرفون جيدا ما يجري في لبنان وفلسطين· فالإنسان هو الإنسان في نهاية المطاف· وليس بعيدا عن هذه الروح تتابع الفنانة اللبنانية سوسن بو خالد في عرضها الذي حمل عنوان ''كريبتوبيوسيس، أو ''يوم الحَشرَة''· عمل أخذ الرقص بيده وقدمه لنا مثيرا، معبرا عن الموت والحياة، عن الصراع بين إرادتين تتجلى أشد صور تناقضاتهما في زمن الحرب وأقساها الحرب الأهلية التي عاشها لبنان وما زال الناس يعانون من آثارها حتى هذة اللحظة، الفنانة سوسن بو خالد مقدمة العرض قالت: العرض يحكي عن امرأة فقدت زوجها في الحرب، فعاشت حيرة وانتظارا، ما دامت لا تعرف إن كان زوجها ميتا أو حيا· ولأن هذه التجربة عاشتها شعوب أخرى، كان السؤال عن بعدها الجغرافي ملحا· وعنه أجابت الفنانة سوسن: العرض ليس له بعد جغرافي محدد· هذه الحكاية يمكن ان تجري في أي مكان، لهذا لم أقل صراحة إنها في لبنان· و''يوم الحَشرَة'' لا يتحدث مباشرة عن الحرب، انه يتحدث عن فترة ما بعد الحرب الأهلية، وضحاياها الذين ما زال مصير الآلاف منهم، حتى اللحظة، مجهولا· المسرحية تركز على واقع يعلن انتهاء الحرب، لكنه عمليا، يشير الى استمراريتها
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©