الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فحص 14 ألف عينة للكشف عن السرطان في «توام» العام الماضي

فحص 14 ألف عينة للكشف عن السرطان في «توام» العام الماضي
3 مايو 2014 00:17
محسن البوشي (العين) بلغ إجمالي عدد «الخزع» والعينات التي تم فحصها العام الماضي بمختبر علم الأمراض بمستشفى توام للكشف عن السرطان، نحو 14 ألف خزعة وعينة، تشمل الخزع التي ترد إلى المختبر من عيادات المناظير وعينات الأعضاء التي يتم استئصالها جراحياً لرصد أبعاد وتداعيات الإصابة. وتعاني المستشفيات الحكومية الكبيرة التابعة لشركة «صحة» بإمارة أبوظبي إجمالاً عجزاً كبيراً في أعداد الأطباء المواطنين المتخصصين في مجال علم الأمراض، ففي منطقة العين لا يوجد سوى طبيبتين مواطنتين مقابل 6 من الوافدين. وأوضحت الدكتورة علياء البواردي أستاذ مساعد واستشاري علم الأمراض بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات ومستشفى توام أن جل الخزع والعينات التي ترد إلى المختبر تتعلق بأورام الثدي، الجهاز الهضمي، الرحم والمبايض، العظام، الدم، الدماغ وأمراض الأورام لدى الأطفال وغيرها من أنواع الأورام، وفقاً لنسب ومعدلات انتشارها في الدولة. وتطرقت البواردي إلى آليات العمل المتبعة بمختبر علم الأمراض والمراحل التي تمر بها عملية فحص الخزعة أو العينة واستخلاص النتيجة، لافتة إلى أن عمل المختبر يبدأ بوصول العينة، حيث تتم مطابقة بيانات المريض وتجهيز وتحضير العينات والخزعات. وأضافت أنه وفقاً لآليات العمل المتبعة، فإن العينات والخزعات الصغيرة يتم التعامل معها من قبل مساعد طبيب علم الأمراض، أما الأعضاء المبتورة فيتم فحصها وتشريحها من قبل طبيب علم الأمراض، وتستغرق عملية إعداد الشرائح الزجاجية 24 ساعة حتى تكون الخزع والعينات جاهزة للفحص. ويقوم طبيب علم الأمراض بتجزئة العينات بطريقة علمية، ثم يأخذ أعداداً كافية منها لوضعها على شرائح زجاجية لفحصها مجهريا ورصد التغيرات النسيجية التي طرأت على الخلايا، حتى يمكن الوقوف على طبيعة المرض ومدى انتشاره والتداعيات المتوقعة. وأشارت البواردي إلى أن هناك قواعد وأسساً علمية للتعامل مع الأعضاء المبتورة خلال عملية التشريح، وإعداد التقرير الذي لا بد أن يتعرض لوصف العضو المبتور بالعين المجردة والخصائص المجهرية للعضو، وأن يتضمن التشخيص النهائي للحالة من خلال نقاط محددة. وتتضاعف أهمية مختبر علم الإمراض نظراً لقدرته على التأكد من الخصائص الدقيقة للمرض، والوقوف على مدى انتشاره لدى الشخص الذي يخضع للجراحة من خلال فحص العضو المستأصل جراحياً، وما إذا كان الورم امتد إلى العقد الليمفاوية من عدمه، لتحديد حجم العلاج أو الفترة الزمنية اللازمة في ضوء المرحة الآنية للمرض. ويحتاج طبيب علم الأمراض أسبوعاً على الأكثر لإعداد التقرير النهائي حول نتائج فحص عينات الأعضاء التي يتم استئصالها جراحياً للسيطرة على الأورام، فيما لا تستغرق عملية فحص الخزع الواردة من عيادات المناظير وإعداد التقارير بشأنها أكثر من 3 أيام. وتحدد النتائج التي يتم التوصل إليها بمختبر علم الأمراض ما إذا كان المرض قد تم استئصاله بشكل كامل من عدمه، وكذلك تحديد الحدود الجراحية للعملية، وما إن كانت خالية من الخلايا السرطانية وفرص عودة الورم. من جهتها، أشارت الدكتورة سعيدة المرزوقي أستاذ مساعد واستشاري علم الأمراض بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات ومستشفى توام، إلى أن هناك إجراءات وتدابير أخرى يتعين اتخاذها في مختبر علم الإمراض للحفاظ على العينة، من خلال الإبقاء عليها داخل المادة الكيميائية الحافظة لمنعها من التحلل، ثم وضعها بعد ذلك في جهاز لمعالجة النسيج من خلال 6 مراحل لطرد الماء من النسيج واستبداله بمادة الكحول، ومن ثم طرد الكحول واستبداله بمادة الشمع الأبيض «البرافين»، والحصول على قوالب صغيرة صلبة سهلة القطع. وأوضحت المرزوقي أن سمك شرائح الشمع التي يجري إعدادها يتراوح بين 3، 4 ميكروميلي، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة صبغة النسيج باستخدام صبغات طبية معينة لتجهيز الشريحة في صورتها النهائية، ويمتلك مختبر علم الأمراض بمستشفى توام أجهزة ومعدات متطورة، تضاهي مثيلاتها في مختبرات المستشفيات الكبرى المعروفة في أميركا الشمالية. وتطرقت استشاري علم الأمراض بمستشفى توام إلى بعض النقاط الأخرى في مجال فحص خزعات وعينات الكشف عن الأورام وأخذت سرطان الثدي كمثال، مشيرة إلى أن هناك «مستقبلات هرمونية» على الخلايا تغذي الورم ويتعين على طبيب علم الأمراض رصدها باستخدام صبغات مخبرية معينة. وأشارت إلى أن الوسائل والتقنيات العلاجية الحديثة وفرت فرصاً إضافية عديدة للسيطرة على سرطان الثدي، الذي كان يعد وقبل نحو 15 سنة مرضاً قاتلاً إلا أنه أمكن السيطرة على المرض بدرجة كبيرة الآن، بواسطة استخدام العلاجات الهرمونية والتقنيات الجراحية الحديثة. وأكدت المرزوقي أهمية علم الأمراض كتخصص ليس من حيث رصد وتحديد الإصابة بالأورام، ولكن من حيث كونه رافداً للعلوم الطبية والتخصصات الأخرى المهمة، وعلى رأسها الطب الشرعي الذي يخدم سير العدالة. ويدرس علم الأمراض لطلبة الطب بجامعة الإمارات في المراحل من الثانية إلى الرابعة، ويشكل التخصص الذي يعاني عزوفاً كبيراً من الطلبة المواطنين حلقة وصل بين العلوم الطبية التأسيسية كالتشريح وعلم وظائف الأعضاء وبين العلوم الطبية السريرية مثل طب الأطفال والباطنية، وتركز الدراسة في هذه المراحل على إعداد الطلبة لقراءة وفهم تقرير علم الأمراض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©