بعد أن نجحت جنوب أفريقيا في تنظيم كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ القارة الأفريقية وبعد أن تلقت الإشادة من الجميع على حسن التنظيم والضيافة حيث إن رجال الاتحاد الدولي لكرة القدم وعلى رأسهم السويسري جوزيف بلاتر في قمة السعادة بنجاح التحدي الذي خاضوه في مواجهة العالم بأسره عندما أسندوا مهمة استضافة المونديال لهذه الدولة التي تحدث عنها الجميع وعن افتقارها لمقومات الأمن كما كانوا يرمون إلى عدم جاهزية البنية التحتية فيها لاستقبال حدث بحجم كأس العالم.
أقاويل مغلوطة
وبعد أن تبينت أن كل تلك الأقاويل بدت مغلوطة وتفتقر إلى الدقة تثار في أوساط جنوب أفريقيا الرغبة التي تجول في مخيلة الحكومة للتقدم بطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2020، وجاءت الرغبة صريحة على لسان جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا الذي قال إنه آن الآوان للحديث عن الأولمبياد.
وتثير هذه الرغبة الكثير من القلق في أوساط البلاد على اعتبار أن الألعاب الأولمبية تختلف كثيراً عن كأس العالم وأنه قد لا يكون من المصلحة العامة الحديث عن استضافة حدث آخر بينما هناك الكثير من المشاكل المثارة حول المبالغ الهائلة التي انفقتها الحكومة من أجل تأهيل الملاعب والبنية التحتية قبل كأس العالم بينما يرزح الكثير من الناس تحت خط الفقر ويفتقرون إلى المقومات الضرورية للحياة.
وكذلك فإن الألعاب الأولمبية تقام في مدينة واحدة وهو ما يجعل الحديث عن الملاعب التي قامت باستضافة كأس العالم غير مجد، ويقول البعض إن لندن التي تعتبر من أهم المدن الاقتصادية في العالم والتي ستستضيف الألعاب الأولمبية بعد سنتين ولكنها تعاني من أجل الوفاء بمتطلبات الاستضافة والبنية التحتية المطلوبة في ظل اصرار الحكومة الجديدة على تقليص النفقات وبما فيها تلك المخصصة لاستضافة الأولمبياد.
كما أن مونتريال التي استضافت الأولمبياد عام 1976 ظلت تدفع الديون الناجمة عن استضافة الحدث لثلاثين سنة فيما بعد، وكانت كيب تاون قد تقدمت في السابق لاستضافة الألعاب الأولمبية لعام 2004 ولكنها حلت في المركز الثالث بعد اثينا وروما.
للمرة الأولى
ويسعى الرئيس جاكوب زوما إلى طرح الفكرة على جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عندما يزور جنوب أفريقيا خلال الأيام القادمة ومن المرجح أن يدعم روج ملف جنوب أفريقيا من أجل أن تقام هذه الألعاب للمرة الأولى في القارة الأفريقية ولكن لا يزال الناس في جنوب أفريقيا يتساءلون هل من المجدي أن تتقدم بلادهم مجدداً لاستضافة الألعاب الأولمبية؟.
عدد اليوم
