فجأة عادت أصوات “الفوفوزيلا” لكي تثير الضجيج في شوارع جوهانسبرج وبعد أن اختفت منذ خروج منتخب جنوب أفريقيا من البطولة خرجت من مخابئها ثانية كما عادت الاحتفالات في ساحة نيلسون مانديلا مجدداً وكل هذا حدث بمجرد انتهاء مباراة غانا والولايات المتحدة والتي أسفرت عن فوز غانا بهدفين مقابل هدف وتأهلها إلى الدور ربع النهائي من المونديال.
أحد المحتفلين كان يعبر عن سعادته العارمة بتأهل المنتخب الأفريقي بالقول أنه لا يزال هناك أمل أن يفوز منتخب أفريقي بكأس العالم وأن منتخب غانا قادر على رد الهيبة التي فقدتها القارة في هذه البطولة.
وفي لحظة خيل لي أن منتخب جنوب أفريقيا عاد إلى البطولة أو أنه لم يغادرها من الأساس ولكنهم هذه المرة لا يتغنون “بالبافانا بافانا” ولكن بمنتخب الأقمار السوداء الذي حقق التاريخ لنفسه وأصبح ثالث منتخب أفريقي يصعد إلى دور الثمانية في كأس العالم بعد الكاميرون 1990 والسنغال عام 2002، وقد نسيت الجماهير أسماء نجومها المحلية وبدأت تتغنى بجيان اسامواه وببواتينج وبيليه الصغير.
اختلط الأفارقة ولم يكن من السهل معرفة جنسياتهم ولكن هذا لا يهم فهم كلهم خلف منتخب غانا الذي بات هو البطل المتوج على عرش القارة الأفريقية وعندما اقتربت من أحدهم لكي أعرف مدى جدية القائلين ان منتخب غانا قد يفوز بلقب المونديال قال لي إنه لا يريد أن يستبق الأحداث والتركيز يجب أن يكون منصباً في البداية على اجتياز عقبة الاورجواي وأكد أنه سعيد أن غانا لن تلتقي مع أحد المنتخبات الأصعب مثل الأرجنتين أو البرازيل أو إسبانيا مضيفاً أنه بمواجهة منتخب الاورجواي ستكون الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها.
عاد الجنون ليسود أجواء الاحتفالات وفي موقع آخر كان العلم الغاني مرفوعاً في العالي بجانب علم جنوب أفريقيا كي يعبرا عن وحدة القارة الأفريقية في مثل هذه المواقف، وكما يقول أحد المشجعين إن منتخب غانا حقق المطلوب منه تماماً وأنه كان يلعب باسم القارة الأفريقية وقدم هذا المشجع الاعتذار للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي قال إن منتخب الولايات المتحدة يستطيع الفوز بلقب كأس العالم، وقال موجهاً كلامه لكلينتون: “ليس هنا على الأقل يا مستر كلينتون”.
ويبدو أن منتخب غانا أعاد الروح في الجماهير التي كانت قبل عدة أيام في قمة الإحباط بعد النتائج المخيبة للآمال للمنتخبات الأفريقية وعادت هذه الجماهير للتفكير بمجد جديد للقارة لكي يكون مصاحباً للتنظيم الرائع الذي قدمته جنوب أفريقيا حتى الآن، وسيكون منتخب غانا على موعد مع تحد جديد في مواجهته مع منتخب الأورجواي الجمعة القادم وستكون القارة الأفريقية بأكملها مساندة لهذا المنتخب والذي قد يكون أول منتخب أفريقي يصل إلى الدور نصف النهائي من المونديال ولو حدث هذا ستتواصل الاحتفالات وستنسى الجماهير خيبة الأمل التي عاشتها خلال الأيام الماضية ولكن يجب في البداية التفكير بالاورجواي هذا المنتخب الساعي هو الآخر لاستعادة أمجاده القديمة عندما فاز بكأس العالم مرتين من قبل وهاهو يعود إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ 40 عاماً.
عدد اليوم
