الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معهد جالوب... ومحاولة فهم المسلمين

3 ديسمبر 2009 00:23
رغم التغطية الإعلامية الواسعة للإرهاب العالمي من قبل مجموعات مختلفة تدّعي أنها "إسلامية" من أميركا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، لا يُعرَف سوى القليل عما يفكر به غالبية المسلمين في العالم ويشعرون به. ماذا لدى المسلمين ليقولونه عن العنف والهجمات الإرهابية والديمقراطية وحقوق المرأة وعلاقات دولهم مع الغرب؟ ما هي قيمهم وأهدافهم ومعتقداتهم الدينية؟ تمكّن مشاهدو الأفلام السينمائية في واشنطن العاصمة ونيويورك من معرفة بعض الأجوبة على أسئلتهم هذا الشهر عندما شاهدوا فيلم "داخل الإسلام" (Inside Islam) وهو فيلم رائد يرتكز على كتاب صدر عام 2008 عنوانه "من يتكلم نيابة عن الإسلام؟ ما الذي يفكر به مليار مسلم حقاً؟"، وأشترك بتأليفه الأستاذ جون إسبوزيتو من جامعة جورجتاون وداليا مجاهد، المديرة التنفيذية لمركز جالوب للدراسات الإسلامية. عرض الفيلم للمرة الأولى في واشنطن العاصمة هذا الصيف، ويجري عرضه في كافة أنحاء الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. يرتكز الفيلم على سنوات عديدة من البحوث الابتكارية. عمل إسبوزيتو بين العامين 2001 و2008 مع السيدة مجاهد في مركز جالوب، وهو منظمة بحوث ورأي عام، لإتمام أوسع دراسة حول السكان المسلمين في كافة أنحاء العالم. تتحدى النتائج التي توصلوا إليها الحكمة التقليدية وحتمية "صدام الحضارات"، رغم استمرار الحروب في كل من العراق وأفغانستان. عكف جهابذة السياسة في واشنطن، قبل "من يتكلم نيابة عن الإسلام" بفترة طويلة على إعداد سياسات حول أمة لم يعرفوا عنها سوى القليل. كان الأسقف ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل بالطبع على حق عندما قال: "في هذه الأيام المشحونة بالتوترات والعداء المتزايدين، قلّة هي تلك الكتب التي صدرت في وقتها". قررت مؤسسة الاتحاد للإنتاج Unity Productions Foundation تحويل الكتاب إلى فيلم عام 2008، مدركة أهمية الرسالة وضرورة نشرها إلى جمهور أكثر اتساعاً. وكما أشار" أليكس كرونيمر"، المؤسس المشارك لمؤسسة الاتحاد للإنتاج، وأحد المنتجين التنفيذيين للفيلم، فإن رسالة الكتاب هي رسالة يتوجب على الزعماء الأميركيين سماعها: "حتى تتسنى لنا المشاركة الفاعلة مع العالم الإسلامي، يتوجب علينا فهم ما يريده العالم الإسلامي حقاً". جرى العرض المبدئي، والمخصص لجمهور من صانعي السياسة في أغسطس عام 2009 في وزارة الخارجية الأميركية. بعد مشاهدة فيلم "داخل الإسلام" شارك المشاهدون في حوار مع "كرونيمر"، الذي كان قد عمل في مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية الأميركية أثناء إدارة بيل كلينتون. هدف هذه العروض السياسية، المستنبطة من نتائج بحوث مؤسسة جالوب، مساعدة صانعي السياسة على فهم أثر سياسة الولايات المتحدة الخارجية على المواقف الإسلامية حيال واشنطن، وفهم أن أي تحوّل في السياسات سوف يذهب بعيداً نحو تحسين وجهات النظر الإسلامية تجاه الأميركيين. استضاف العرض الأول للفيلم يوم 3 يونيو في واشنطن العاصمة وزيرة الخارجية السابقة الدكتورة مادلين أولبرايت كمتحدثة رئيسية. وصرحت أولبرايت بعد العرض قائلة: "عندما يسيطر الخوف، يتوقف التواصل ويبدأ الشك بالتنامي. لهذا السبب يعتبر فيلم "داخل الإسلام" فيلماً بهذه الأهمية، ولهذا تُعتَبَر الاستطلاعات الواسعة التي أجرتها منظمة جالوب قيّمة ومهمة". عُرِض الفيلم منذ ذلك التاريخ في دول عديدة عبر أميركا الشمالية. تجمع أحداث كهذه قادة مدنيين وسياسيين ومنظمات عبر الأديان، عادة مع خبير من جالوب وممثل متواجد من "مؤسسة الاتحاد" للإنتاج لبحث الفيلم والنتائج التي توصل إليها الاستطلاع. وقد توصل الاستطلاع، ضمن أمور أخرى، إلى أنه عند سؤال المسلمين عما يُعجبهم في الغرب، يذكر المسلمون أحياناً عديدة الحريات السياسية وحرية التعبير. ومن الأمور التي قد يجدها الجمهور مثيرة للدهشة هو أن معظم المسلمين، بمن فيهم 72 في المئة من السعوديين و89 في المئة من الإيرانيين يقولون إنه يجب أن تتمتع المرأة بحقوق قانونية مساوية لحقوق الرجل. شاهد الفيلم حتى هذا التاريخ آلاف من الناس. يبدو أن المشاهدين في كل مكان، من توليدو وحتى تورونتو ومن نيو أورليانز إلى نيويورك، يريدون أن يعرفوا ما يفكر به مليار مسلم حقاً، بمن فيهم العديد من صانعي القرار الرئيسيين. وقد ذهبت العديد من المنظمات إلى درجة التعبير عن الاهتمام ليس فقط بالمساعدة على عرض الفيلم من خلال شبكاتها وإنما كذلك بالمساعدة على استحداث مواد تعليمية حتى تستفيد جماهير أصغر سناً من معلومات الفيلم المثيرة للفكر. ويعمل الفيلم على إيجاد بنية يصبح فيها الحوار بين الحضارات، كما قال الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، أمراً محتوماً. يدفع الفيلم الجمهور الأميركي لإعادة النظر في وجهات نظره تجاه المسلمين، وهم جيران له أحياناً. نأمل أن يتوقف الخوف والشك، من خلال أفلام مثل "داخل الإسلام" وأن يحل محلهما التواصل. سارة ريف - مديرة مشاريع في Intersections International زيشان سهيل - عضو مجلس في «الأميركيون من أجل ديمقراطية عليمة» ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©