الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

رحيل «الخال» عبدالرحمن الأبنودي.. قصيدة مصر

رحيل «الخال» عبدالرحمن الأبنودي.. قصيدة مصر
22 ابريل 2015 00:09
سعيد ياسين (القاهرة) غيب الموت ظهر أمس «الثلاثاء» الشاعر عبدالرحمن الأبنودي عن عمر يناهز (76 عاماً)، بعد صراع طويل مع المرض، علماً بأنه كان خرج من المستشفى قبل نحو أسبوع، وذهب للإقامة في منزله في قرية الضبعية بمدينة الإسماعيلية، التي سيتم تشييع جنازته منها اليوم «الأربعاء»، ثم عاد قبل يومين إلى المركز الطبي العالمي في طريق مصر الإسماعيلية بعد تدهور حالته الصحية. صدمة عشاقه رغم ظروفه الصحية الصعبة في السنوات الأخيرة، فإن خبر وفاته جاء صادماً لعشاقه وجمهوره، والعديد من العاملين في الوسط الفني من شعراء وموسيقيين ومخرجين ومؤلفين، وهو ما وضح جلياً في تعليقاتهم على خبر وفاته على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه المؤلف عبد الرحيم كمال بقوله: رحيل أهم شاعر عامية في مصر، رحم الله الأبنودي الشاعر العظيم، ونعاه المؤلف والسيناريست ناصر عبدالرحمن بقوله: رحم الله الشاعر الجنوبي، فصيح المعاني، جامع السيرة الهلالية المصري الأسمر العلم اللامع الأبنودي.. أما المطربة نادية مصطفى فكتبت: أبكيت القلب يا خال، ادعوا له بالجنة بقدر ما أسعدنا.. وكتب المخرج عاطف شكري: برحيل الأبنودي، الإبداع يتضاءل في مصر.. ونعاه الشاعر عبد العزيز جويدة قائلاً : الأبنودي مشروع جاء بموهبة حقيقية من رب السماء، كان عاشقاً للأرض والوطن، وصارت جميع مفرداته عناقيد من العنب البري تعرش على هذا الجسد الصعيدي النحيل، كان روحاً مرحة وساخرة وساحرة في عشق الحياة، كتب لغالبية المطربين أغنياته، وصارت مفرداته تجري على ألسنة الناس جميعاً، وهو صاحب الأغاني الوطنية المذهلة وصاحب الفضل في جمع التراث.. ونعاه الكاتب محمد عبدالله قائلا: مات الكلام يا خال، بعد اللي عاش رحال، مين اللي راح يغزل لنا، من توب جراحنا أمال.. أما المؤلف فتحي الجندي فكتب: «عدا النهار يا خال، وليلنا اللي جاي طويل، اخرس بلا موال، عتمة بلا قناديل، آدي آخرة الترحال، يا جملنا يا جمال، في حياتنا ياما رجال، لكن اللي زيك قليل.. وداعاً يا أبنودي». أثرى الساحة الغنائية كان الأبنودي قد ولد عام 1939 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً، وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً في شارع بني على حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها. وبعيداً عن أعمال الأبنودي الشعرية التي ضمها في دواوين، أثرى الساحة الغنائية بمئات الأغنيات التي تعاون فيها مع عشرات المطربين من مختلف الأجيال، وفي مقدمتهم عبد الحليم حافظ الذي كتب له أغنيات عديدة وطنية ورومانسية وشعبية ومنها «عدى النهار» و«أحلف بسماها وبترابها» و«ابنك يقول لك يا بطل» و«أنا كل ما أقول التوبة» و«أحضان الحبايب»، وتعاون مع محمد رشدي في أغنيات «تحت الشجر يا وهيبة» و«عدوية» و«وسع للنور» و«عرباوى»، وغنت له فايزة أحمد «يامه يا هوايا» و«يامه القمر ع الباب» و«مال عليّ مال»، أما نجاة الصغيرة فغنت له «عيون القلب» و«قصص الحب الجميلة»، وغنت له شادية «آه يا اسمراني اللون» و«قالي الوداع» إلى جانب أغنياتها في فيلم «شيء من الخوف» الذي قامت ببطولته أمام محمود مرسي وأخرجه حسين كمال، وغنى له محمد قنديل «شباكين على النيل عنيكي»، ووردة «طبعاً أحباب»، وغنت له صباح أغنية وحيدة ولكنها من أروع أغنياتها، وهي «ساعات ساعات». كتاب «الخال» وكان قد صدر مؤخراً للكاتب الصحفي محمد توفيق عن دار «المصري» للنشر والتوزيع، كتاب «الخال» تناول فيه سيرة الأبنودي الذاتية، ورصد قصصه الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف، وجاء في مقدمته: الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن». سينما ودراما وغني له الجيل التالي لهؤلاء الكبار، وفي مقدمتهم ماجدة الرومي «جاي من بيروت» و«بهواكي يا مصر» ومحمد منير «شوكولاتة» و«كل الحاجات بتفكرني» و«من حبك مش بريء» و«برة الشبابيك» و«الليلة ديا» و«يونس» و«عزيزة» و«قلبي ما يشبهنيش» و«يا حمام» و«يا رمان». وكتب تيترات المقدمة والنهاية لعشرات المسلسلات الناجحة سواء الاجتماعية أو الصعيدية أو السير الذاتية، ومن بينها «عبد الله النديم» و«ذئاب الجبل» و«الليل وآخره» و«دموع في حضن الجبل» و«حدائق الشيطان» و«الرحايا» و«الخواجة عبد القادر» و«شيخ العرب همام» و«خلف الله»، وكان أخر ما كتب تيترات ورباعيات مسلسل «الوسواس» لتيم حسن وزينة وسوسن بدر وإخراج حسني صالح. وكان له نصيب من كتابة حوار بعض الأعمال الفنية، حيث كتب الحوار لفيلمي «شئ من الخوف» و«الطوق والأسورة»، كما كتب أغاني فيلم «البريء» لأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وتأليف وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب. وتزوج الأبنودي خلال رحلته مرتين الأولى من المخرجة التسجيلية عطيات الأبنودي، وعقب انفصاله عنها قبل نحو 25 عاماً تزوج من المذيعة نهال كمال، وأنجب منها ابنتيه «آية» و«نور». وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، وفاز عام 2014 بجائزة محمود درويش للإبداع العربي. دواوينه وإبداعاته أثرى الأبنودي الساحة بالعديد من الدواوين من بينها «الأرض والعيال» و«الزحمة» و«عماليات» و«جوابات حراجي القط» و«الفصول» و«أحمد سماعين» و«أنا والناس» و«بعد التحية والسلام» و«وجوه على الشط» و«صمت الجرس» و«المشروع والممنوع» و«المد والجزر» و«الأحزان العادية» و«الموت على الأسفلت»، وتعد «السيرة الهلالية»، التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها من أشهر أعماله وقدمها في خمسة أجزاء ما بين عامي 1988 و1991، كما قدم كتاب «أيامي الحلوة»، الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق «أيامنا الحلوة» في جريدة الأهرام، وتم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر. محلب: قامة وطنية كبيرة نعى رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، الذي يزور إندونيسيا حالياً، الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، قائلاً: فقدت مصر اليوم قامة وطنية وشعرية كبيرة، أسهمت بإنتاجها الشعرى والغنائي في إثراء الحياة الشعرية والغنائية على مر السنوات الماضية، وستظل الأغاني الوطنية التي ألفها الأبنودي علامة بارزة في فن وصناعة الأغاني الوطنية، التي تشحذ همم المجتمع، وتحفزه للدفاع عن وطنه، وصنع إنجازاته. وأضاف محلب: لقد كان إيمان الراحل بوطنه، وضرورة تبوئه المكانة التي يستحقها سمة واضحة في أشعاره، كانت مواقفه لا تحتمل اللبس، وطنياً من طراز رفيع، يقدم مصالح الوطن على أي مصالح أخرى، رحم الله شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودي وأسكنه فسيح جناته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©