انتقدت منظمة العفو الدولية العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي “ناتو” في أجواء ليبيا، ووصفتها بأنها “طريق خاطئ”. وفي مقابلة مع صحيفة “تاجس شبيجل آم زونتاج” الألمانية، الصادرة اليوم، قالت مونكيا لوكه أمين عام المنظمة في ألمانيا إن العملية تهدد بجلب المزيد من المعاناة أكثر من التي منعتها. وأعربت لوكه عن اعتقادها بأن هذه الهجمات العسكرية لم تفلح في تحسين وضع المدنيين، كما لم تفلح في وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في الحرب ضد نظام العقيد معمر القذافي. وأضافت أن القوة العسكرية يمكن أن تكون “آخر وسيلة لحماية حقوق الإنسان” لأن كل عملية عسكرية يصاحبها احتمال كبير بارتفاع أعداد الضحايا”. والمحت “الحقوقية الدولية” إلى أن خطر اندلاع حرب أهلية في ليبيا كان ولا يزال قائماً. ورأت لوكه أن قرار مجلس الأمن 1973 الخاص بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، لا يتضمن بدء مرحلة جديدة لحماية المدنيين من عنف الحاكم. وقالت إن الأهم من العملية العسكرية على ليبيا هو تعزيز دور القانون الدولي لملاحقة العقيد القذافي قضائياً. وأعربت أمين عام العفو الدولية في ألمانيا عن رفضها لسفر القذافي إلى دولة يختارها كمنفى له قائلة “لا ينبغي أن يكون هناك مخرج للقذافي يساعده في الإفلات من المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إليه”.
من جهة أخرى، طالب رئيس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا نيكولاوس شنايدر حكومة بلاده بأن تقوم بدور دبلوماسي ريادي بشأن الأزمة في ليبيا. وقال شنايدر في تصريحات لصحيفة “هامبورجر آبندبلات” الألمانية تنشرها اليوم، “يتعين على ألمانيا أن تقوم بما في وسعها حتى يستطيع المجتمع الدولي التفاوض مع الزعيم الليبي معمر
القذافي”. وذكر أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى سياسة موحدة إزاء هذه القضية، منتقداً في الوقت نفسه، الدور الحالي الذي يلعبه الأوروبيون.
عدد اليوم
