الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاور تدخل إلى النصّ·· بنصّ مواز

محاور تدخل إلى النصّ·· بنصّ مواز
18 سبتمبر 2008 00:36
''عالم الغيطاني قراءات في دفاتر التدوين'' كتاب الناقد د· سعيد توفيق الصادر عن دار العين، نوقش مؤخرا بحضور الكاتب جمال الغيطاني والمؤلف ود· شاكر عبدالحميد والناشرة فاطمة البودي في الصالون الشهري للدار· لماذا اختار جمال الغيطاني تحديداً؟ أجاب المؤلف سعيد توفيق معتبرا أن ''الناقد هو أيضاً اختيار، وله ذائقة مثل المبدع والفنان·· وهذا التلاقي بيني وبين جمال هو الأساس الذي تقوم عليه عملية التعاطف في الفن، والتي كان هيدجر يسميها ''الفهم العاطفي''، وبهذه الروح اخترت أعمال الغيطاني، وأعترف أن ما كنت أؤمن به من رؤى فلسفية قد تعمقت بقراءتي لأعماله''· وتحدث د·شاكر عبدالحميد عن عدة محاور يقوم عليا الكتاب وهي: المحور الأول، السيرة الذاتية في التدوين· والتي تحولت من خلال التأمل والتذكر، والخيال إلى شكل آخر، فيه تخلصت السيرة الذاتية من واقعيتها المباشرة الحرفية التسجيلية فاختلطت بالمتذكر والمتخيل واستعدت أدوات التأمل الانعكاسي· المحور الثاني، هو التداخل بين الأنواع الأدبية، فهذه الأعمال تجمع ما بين القصة القصيرة والرواية والشعر والسيرة الذاتية، إضافة إلى ما فيها من أشكال تنتمي إلى الموسيقى والعمارة وفن النسيج والتشكيل· المحور الثالث، هو الذاكرة أو كما يسميها الغيطاني ''التحنين''· وهي فكرة الانتشال اللحظي للذات من الوجود الذي يحدث من خلال المرأة أو الأدب أو الإبداع عامة، والفن والجمال والسفر، من خلال استدعاء الأطياف، أطياف الماضي وليس أشباحه، وذلك في محاولة لتثبيت تلك اللحظة التي يكتمل فيها الوجود· المحور الرابع، هو الوعي التخيلي: ذلك المظهر الذي يتبدى للوعي من خلال الانعكاس الذاتي والتأمل والتذكر والتداعي فيوصلنا إلى ما يسميه سعيد توفيق الوعي التخيلي، وهو هنا يشير إلى موقف سارتر الذي رأى الموضوع الجمالي بوصفه موضوعاً يحيى على مستوى الوعي التخيلي بمنأى عن اللمس والاختلال وواقعية الإدراك الحسي· المحور الخامس، الوعي الزماني: فالزمان المجرد الخالص، زمن الساعة لا يعني شيئاً بالنسبة لنا كموجودات بشرية، كما يشير سعيد توفيق، وما يهتم به في قراءته للغيطاني هو الزمان الذي نشعر به، الذي يعني شيئاً بالنسبة إليّ، مثل حركة القطار، كقطار الساعة الثامنة صباحا عند الغيطاني، فهو مرتبط بساعة بعينها بما يعنيه ذلك الوقت بالنسبة له من دلالات وما يرتبط به من الاقتراب من موضوعات أو بشر، هنا الزمان زمان شعور، وزمان مكاني· المحور السادس، الفكرة المسيطرة: فالفكرة المهيمنة في خلسات الكرى كما رأى سعيد توفيق هي فكرة الوجود الأنثوي، والفكرة المسيطرة على ''دنا فتدلى'' ترتبط بالمرأة، وفي ''الرن'' حضور الأسماء والأصوات وغيرها· المحور السابع، هو تفاصيل الخيال، حيث يرتبط بأفكار النسج والنسيج والفسيفساء لذا يمكن أن نسميه خيال التفاصيل· وعن علاقته بالفلسفة تحدث جمال الغيطاني، فقال إن ''أعقد الأسئلة الفلسفية هي التي يطرحها الكبار مثل السؤال المشهور ''أنا جيت منين'' ولكن كان سؤالي أنا هو ''امبارح راح فين؟· وكل ما فعلته في حياتي بعدها كان محاولة للفهم ''· وعن كتاب سعيد توفيق يقول: إنني لا أجامل إذا قلت أن هذا ''نص على النص''، فهذا ليس بناقد وإنما هو إنسان عنده نفس التساؤلات التي عندي· وعن ''دفاتر التدوين'' يقول أنها ليست كلها أحداث واقعية، فالدفتر الأول كله خيال محض، لا يوجد فيه أي واقعة حقيقية· ولكني انطلقت من سؤال صوفي يقول ''ماذا كان ممكن أن يكون لو أن ما لم يكن كان؟''· ''دفاتر التدوين'' هي مشروعي، الذي حلمت به منذ البداية، حيث تمنيت أن أكتب عملا ضخما، على مدار السنين· وهو عمل مفتوح، وأعتقد أنها خرجت بشكل جديد''· وعن علاقته بالمكان والحنين إليه يقول بأن ''فكرة التحنين المسيطرة على جزء كبير من كتابته، في الأساس هي طقس في قريته حيث تتجمع النساء في بيت إحداهن وينشدن الأغاني بصوت مرتفع، وذلك حتى يحن الناس لفريضة الحج، وأنا عندما سافرت من الصعيد إلى القاهرة، نازعتني الأشواق إلى بلدتي الأولى، كما أنني عشت فترة طويلة في الجمالية، التي أصبحت مرجعا بالنسبة لي، فحينما أذهب إلى أي مكان في العالم أقول ''بس برضه مش زي الجمالية''· القاصة المغربية ربيعة ريحان في ملتقى المرأة والكتابة : الكتابة رغبة الروح في الرحابة محمد نجيم، الرباط - قالت القاصة المغربية المعروفة ربيعة ريحان، التي شاركت في ملتقى المرأة والكتابة المنظم مؤخرا بمدينة آسفي، والذي عرفت لأول مرة مشاركة إماراتية تمثلت في حضور كاتبتين إماراتيتين هما: فاطمة السويدي وفاطمة الهديدي، إن ''الكاتب الذي يقول كل شيء مقولب ومصهور دون ترك مساحة للحيرة والشك لا يعنيني كثيرا· إذ لا يمكنه أن يتخيل درجة الحرارة التي تتركها إجابات مفتوحة''· وأضافت ''عن الكتابة سنظل نسأل ونرد دون أن نكون قد انتهينا من قول كل شيء مشغولين دوما بالإجابات غير المخففة التي نحاول أن نوهم من خلالها القارئ وبمنتهى الجدية أننا بالفعل مختلفون لأننا كتاب· لكن حين تكون هناك ندوة ولا يكون هناك حوار، مضطرين أيضا أمام حشد افتراضي من الحضور أن نهيئ ما يكفي - خارج المقاربات النقدية طبعا والتنظيرية - كشهادة مثلا أن نحشد ما يكفي من الأفكار المتوالية حول ما نراه في لحظة مجالا للتركيز والاهتمام· ''إنني كقاصة، تقول ربيعة ريحان، لم أتصور في يوم من الأيام وأنا أخطو عل أول الطريق أنه ستكون أمامي في أكثر من مناسبة أسئلة تعقيدية ستطرح علي بوصفي تلك القاصة·· منها أن أتأمل في واقع تلك الإشكالات وأرد ردودا تتناسب مع ما يتطلبه سؤال من مثل معنى لماذا القصة وليس الشعر؟ لماذا الإغراق في الشعرية وليس المباشرة؟ لماذا السقوط في وهم القص دون العناية بالحكاية؟ وغيرها من الأسئلة التي تعلم كبت الصدق من أجل التباهي وادعاء الاختلاف، وافتراض أن نجادل بكلام آخر مموه وغير متفاعل، يضيق من الحدود بعيدا عن هامش التجربة''· وتتابع ريحان: ''إن الكتابة حين تأتي تأتي·· كأمر طبيعي فردي·· كواحدة من إحدى خصائصنا التركيبية الذاتية المتنبئة في الغياب منذ البدء بشيء ما سيحصل دون سبب محدد· وقد تكون هناك تلك الأسباب المحددة لكنها عصية على الفهم والإمساك لدرجة الإحجام عن التعبير الخجل عنها كي لا نقع في السذاجة والتلفيق··· الاختيار الواعي باعتباره انغماسا في التفاصيل ورؤية غير مشوشة يطرحها التفريق بين هذا وذاك''· وتستطرد: ''أحيانا يرد قاص أن ما يتحكم في بنية قصصه جمله الأولى· نقط البدء النموذجية والشاغل الفعلي لهيكل ما سيأتي· الأساليب أيضا متاحة لكن كل يكون وثيق الصلة بنمط ما·· حسب ما يجري الزعم فيه بأنه استخدام مجازي لركام سابق لأدوار مختلفة متداخلة لعبتها القراءات الخاصة والتكوين الشخصي والمزاج الأدبي والذائقة الفنية· والرؤى أيضا قد تعبر عن نفسها بشكل صريح أو رمزي في القصص عبر الإشكالات الأوسع، مما يبدو وجهات نظر انتقادية أو استعادية أو تبشيرية تضيء طريق التغيير، وتتنبأ بنداءات المعارك غارسة بين المتلقين روح الفهم والكفاح كثورة أدبية واجتماعية في آن''· وتقول: ''في الواقع نحن كقصاصين حين نكون عرضة إلى أن تخضع كتاباتنا لإبراز متطلبات الخوض في معرفة اتجاهاتنا، وتجليات كل القيم كإشباع علمي قائم على التحليل والمرتكزات الاعتبارية والافتراضات، لضمان حق القول أن هذه التجربة أو تلك لها أهداف محددة وامتدادات تؤدي وظيفة أكثر إغراء، في ما يخص عميلة الكتابة القصصية فإن أعداد الكتاب الذين قرأنا لهم تعتبر كتاباتهم شبكة علاقات فنية وجمالية سهلت علينا الوصول إلى ما نسعى إليه، عبر كل ما خزناه كمصدر للدراية العميقة الواعية أو غير الواعية ، للرأسمال الفني والإبداعية، لتعزيز شقنا الخاص في دائرة علاقات ممتدة لا حدود لها ولاستخداماتها، حين تمتلكنا تلك الرغبة المتقدة الآسرة ثمينة الغاية والمعنى كدفق رمزي لا يقاوم أو كسحر فتان''· وتختم ريحان: قد تكون الكتابة في أقصى أحوالها بالنسبة لي، والقصة تحديدا، رغبة الروح في الرحابة بعيدا عن الاختناق ومعبرا مثاليا للانتقال الفجائي نحو اللاسلبية واللانفي لتحرير الذات، وجعلها في توافق مع ما حولها على الأقل في لحظات الاختلاء الخاصة حيث الورق الأبيض أو الكمبيوتر البارد·· عدا ذلك ستظل كل تلك اللتفاصيل خارج إطار وهم الفصل بين هذا وذاك·· بين أن أكون سلكت هذا السبيل الفني الإبداعي أو مارست الكتابة ضمن هذا الشرط دون غيره، أو راودتني قيم أخرى ومفاهيم جمالية مغايرة·· فسأظل أنا تلك التي تستطيع القول أنها تكتب - حتى لا تستعير القول من زكية داوود - لأن (الحياة مملة والأفق مغلق)·· أو حتى لا أقول مع كافكا (الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة)''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©