الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هناء عطية: من نزار إلى ريا وسكينة

هناء عطية: من نزار إلى ريا وسكينة
18 سبتمبر 2008 00:28
الكاتبة المصرية هناء عطية لا تذكر أول كتاب قرأته وتقول: نشأت في أسرة مثقفة والكتب كانت معلماً أساسياً في البيت، ولكن أول كتاب صدمني هو ديوان ''طفولة نهد'' لنزار قباني، وقرأته في بواكير مرحلة المراهقة، وقبله كنت غارقة في رومانسيات وأحلام ومطلقات النبي لخليل جبران، وأحدث لي هذا الديوان صدمة عنيفة، خصوصاً تناوله للمسائل الجنسية لدرجة أنني كنت أشعر أثناء قراءته بأنني أرتكب محرماً، وكنت أخفيه عن أقرب المقربين وأقرأ بذهول ورهبة مفرداته وأوصافه التي تسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة، ثم الفرق الفادح بينه، لغة وموضوعاً، وبين لغة وأسلوب الكتب المدرسية، فهو أقرب للمشاعر الحية العارية، بينما هي تنتمي للماضي السحيق· وقبل ديوان نزار قباني اطلعت هناء عطية على ما تيسر من القصص الأجنبية في البيت والمدرسة كقصة مدينتين والعظماء السبعة، وما تيسر من كتاب ''النبي'' لجبران خليل جبران، غير أن أول كتاب أثر فيها هو رواية ''الأبله'' لديستيوفسكي· وقالت: هذه الرواية عمقت وعيي بالحياة والفن وكانت أول رواية تطلعني على الإمكانات غير المحدودة لقدرة الفن الروائي على فهم الوجود الانساني وتحليله· الكتاب الاخير في حياة هناء عطية مغرق في الواقع بكل قسوته وجبروته، وهو كتاب ''رجال ريا وسكينة'' للكاتب الصحفي صلاح عيسى، وقالت: هو كتاب شيق وغني يتناول بالوثائق القصة الحقيقية لملابسات وأسباب وخفايا الجريمة المنظمة التي هزت أركان المجتمع المصري في بداية القرن العشرين وهي قصة أو جريمة ''ريا وسكينة'' التي وصلت الى مصاف الأساطير الشعبية وتناولتها فنون المسرح والسينما والأدب بأكثر من شكل وطريقة، وأهم ما يطرحه هذا الكتاب انه يتناول وقائع وأسرار الجريمة في ظل ظرف تاريخي وسياسي وهو اوائل القرن العشرين، وأول ما يلفت النظر اليه هو أن رجال ريا وسكينة كانوا يعملون في الجيش، ومن خلالهم يكشف الكتاب عن العالم الغريب للمرتزقة الأجانب في مصر بداية القرن العشرين، وأبرزهم شخص فرنسي حارب مع الجيش الفرنسي حول العالم وجاء الى مصر ليعمل بلطجياً وفي أوقات الفراغ كوماندا على فريق من النساء المشتغلات بالبغاء، وحينما كانت الحكومة المصرية تضيق عليه هو وغيره من بلطجية الاجانب كانوا يحتمون بقوانين الرعايا الاجانب في مصر ايام الحماية الاجنبية· غير أن أهم ما يكشفه الكتاب أن البغاء لم يكن محصوراً في مكان أو فئة بعينها، وانه لم يكن دائماً نتيجة الانحلال الاخلاقي، ولكن نتيجة للفقر والعوز والاضطهاد، ويكشف الكتاب ايضاً عن حالة الخلل الأخلاقي التي سادت المجتمع برمته وتقبل قيم وتقاليد وممارسات كانت مستهجنة ومجرمة من قبل، ولعل أهم الشواهد التي في الكتاب رصده بدقة للتحولات التي طرأت على شخصية الفتوة في تلك الفترة، فمن خلال تعريف الكتاب لأهم الفتوات في القاهرة والاسكندرية بداية القرن العشرين نرى تحول الفتوات الى قوادين وشبه قوادين·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©