أين هيبة المعلم؟

الجميع يعلم أن المعلم صاحب الرسالة السامية الهادفة إلى تعليم النشء وتدريسهم وقبل ذلك تربيتهم، وقد كان يقوم بذلك ويحظى بكل التقدير والاحترام لا يستطيع أحد أن يعترض على طريقته ولو كان أهل الطالب نفسه· أما الآن، فيجمع الكل على أن هيبة المعلم قد قلّت بين الطلاب، بل و تلاشت، إن صح التعبير، فما هي الأسباب التي أدت لفقدان المعلم هيبته ومكانته أمام الطلاب؟ نسمع في بعض الأحيان أو نقرأ في الصحف المحلية الرسمية عن تعرض أحد المدرسين للضرب (المبرح) على يد طلابه، في المدرسة أو خارج أسوارها، ويحدث ذلك مراراً - للأسف الشديد· هل الهيبة مرتبطة بمدى إخلاص المعلم وتفانيه في أداء رسالته وعطائه، أم أنها عائدة لشخصيته وطريقة تفكيره وأسلوب تعامله مع الطلاب وفهمه للعملية التربوية الصحيحة؟ هل الهيبة مرتبطة بمسؤولية المعلم وصلاحياته التي تكفلها له وزارة التربية والتعليم في بلاده؟ هل قلّت هيبة المعلم وهيمنته بسبب زيادة السلوك الانفعالي من الطلبة والتمرد والعناد وحالة (اللاانضباط) وانتشار مفهوم الديمقراطية الخاطئ بين الناس؟ أم قلت بسبب تدخل الأهل في كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة وبشكل سلبي في تسيير العملية التربوية والتدخل في أدق الأمور التي قد تحدث بين الطالب والمعلم ومبادرتهم لتقديم الشكاوى والتظلمات ضد المعلم؟ هل قلّت هيبة المعلم بسبب قلة المردود المادي ومعدل الدخل السنوي له مقارنة بالمهن الأخرى وعدم حصوله على الدعم المادي الذي يحفزه للمضي قدماً لتطوير هذه المهنة السامية أسوة ببقية الموظفين المهن الأخرى؟ أسئلة عديدة تطرح حول هيبة المعلم التي ضاعت، فما هو الحل في استعادة تلك الهيبة؟ علي عبدالله