الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طموحات وبرامج جاليريهات الفن التشكيلي في أبوظبي من وجهة نظر أصحابها

طموحات وبرامج جاليريهات الفن التشكيلي في أبوظبي من وجهة نظر أصحابها
18 سبتمبر 2008 00:12
انتشرت في الآونة الأخيرة في أبوظبي ظاهرة ''الجاليريهات'' وهي صالات عرض للأعمال التشكيلية يقدم من خلالها الفنانون أهم إنجازاتهم في هذا الفن، ولأن أبوظبي تتحرك بخطى سريعة نحو آفاق ثقافية وفنية متعددة الوجوه والجوانب، وجدت هذه الجاليريهات لها حاضنة إبداعية صحية كي تسهم في حركة الثقافة المبدعة التي تنتهجها أبوظبي· وساهمت الاستضافات التي أقامتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لفنانين عالميين وعرب وانتقالات أعظم وأكبر دور العرض العالمية مثل آرت باريس واللوفر كونها تكتنز أرقى الأعمال التشكيلية التي أنتجها رسامون كبار في العالم مع انتقال أعمال بيكاسو إلى أبوظبي، في تفعيل الحركة التشكيلية والارتقاء بها إلى مصاف ما يحدث في عواصم الثقافة العالمية، وكل ذلك لا بد أن يفعل من الرغبة في افتتاح جاليريهات جديدة تحتضن الإبداع والمبدعين ولتصب أخيراً في نهر الإبداع في مدينة جعلت من الابتكار مبتغاها ومن التغيير مغناها ومن التحديث صفاتها· تعدد الجاليريهات في أبوظبي لم يأت اعتباطاً بل هو قراءة صحيحة لما تقدم عليه حركة الفكر والتطلع إلى تبادل الخبرات وتفعيل دورالثقافة ومن هذا المنطلق كان لا بد لـ''الاتحاد الثقافي'' أن يلتفت إلى أهداف القائمين على هذه الجاليريهات ضمن محاور تتلخص في طبيعة برامجها ومعاناتها ومردودات عروضها وأثر ذلك في صناعة الفن التشكيلي مع افتراض تحول اللوحة بعد إنجازها من قبل الفنان إلى ''سلعة'' تحمل صفة الإبداع والمال، ما دامت تقيم مالياً وقابلة للتداول في إطارين معاً هما الإطار المعنوي ''الإبداع'' والمادي ''الاقتصاد'' هذا بالإضافة إلى أهمية معرفة اهتمامات هذه الجاليريهات بما ينتجه المبدعون الشباب الذين لا يستطيعون أن يعرضوا أعمالهم لقاء مبالغ مادية مطلوبة منهم· عاصمة الفن وعن دور الجاليريهات في أبوظبي في تفعيل الحركة التشكيلية تقول الفنانة زهراء الهيتي من جاليري العرجون للفنون التشكيلية في أبوظبي الذي افتتح أخيراً: اعتقد أن دور الجاليريهات في أبوظبي فاعل وكبير في تنشيط الحركة التشكيلية والتي بدأت قوية بفعل اهتمامات الدولة بهذا الجانب الإبداعي وأرى أن المستقبل يشير إلى أن أبوظبي ستكون عاصمة الفن في القريب العاجل· وأضافت: كما أرى أن اقامة جاليريهات جديدة سوف يعزز ويسارع في نمو المسرح الفني بكل تشكلاته· أما الفنان جلال لقمان عن ''الغاف جاليري'' في أبوظبي فيرى أن الجاليريهات سمحت للفنان المقيم في أبوظبي أن يقيم معارض في جو مناسب بدلاً من الفنادق التي عادة ما تكون عالية التكلفة وقليلة الشعبية لمتذوقي الفن التشكيلي بينما ترى الفنانة لميس رؤوف من جاليري قباب : إننا نحاول إيجاد الفنانين الجدد من الشباب الإماراتي والعربي ووضعهم في إطار الساحة الفنية من خلال معارض جماعية وشخصية وما يهم صالة قباب هو العمل الفني وليس الفنان ولا نبحث عن الأسماء المهمة لإنجاح القاعة وإنما نبحث عن العمل الفني في إطار تبني الشباب المبدع أيضاً· استقطاب العروض ولكي نفهم شروط عمل الجاليريهات في استقطاب العروض والالتفات إلى الحالات الخاصة المتعلقة بالمبدعين الشباب بعيداً عن الربح والخسارة في تعاملاتها مع هذه الحالة تقول ازهار الهيتي: ليس هناك شروط تتعلق بالفنان أو المبدع فنحن نعيش في مدينة لها طابعها المميز وثقافتها العالية ذات البعد الحضاري الذي يجعل الفنان أبعد ما يكون عن فرض الشروط على الفنان الآخر، لذا فإن شرطنا الوحيد للفنان أن يكون مبدعاً· أما ما يتعلق بالشاب المبدع فإننا لا بد أن نوفر له الفرصة الاستثنائية بالمشاركة أولاً مع الرسامين الرواد لكي يقارن بهم من خلال تقييم الجمهور أولاً· ويستدرك جلال لقمان قائلاً: الشروط واضحة وهي أولاً ألا يتعارض العمل مع أية قيم دينية وسياسية وأخلاقية وأن يكون على مستوى الاحتراف· ويضيف: ولأننا نشجع الشباب المبدع كونهم فناني المستقبل لا بد لنا من أن نقيم لهم بعض المعارض لغرض التعليم وليس الربح وهذا مبدأ أخلاقي أولاً وأخيراً· بينما ترى لميس رؤوف: يكاد يكون عرضنا لإقامة المعارض يتماثل مع سياقات تعاقدات المعارض العالمية التي تأخذ نسبة بحدود 30؟ من قيمة المبيع وليس هناك أي أجور لحجز القاعة مقابل مبالغ نقدية· الفن والجمهور وعن مساهمة الجاليريهات في تعزيز قيمة الفن التشكيلي وتأثيره في تقبل الجمهور لهذا الفن، ترى ازهار الهيتي: أن هناك إقبالاً متزايداً من قبل الجمهور على اقتناء اللوحات أو التعرف عليها وبخاصة الأعمال العالية الجودة· وخصوصاً أعمال الرواد والمبدعين الكبار وبهذا لا بد من التأكيد أن الإقبال هذا يشترك فيه أبناء الإمارات والعرب والأوروبيون على حد سواء· ويقول جلال لقمان: إن كثرة الجاليريهات تجعل الفن في متناول الجميع وإن اقامة المعارض العالمية لفنانين عالميين يسمح لشباب أبوظبي أن يحتكوا بهذه الفنون وبالتالي تسهم في توسيع النظرة والخبرة الفنية لهم· وتؤكد لميس رؤوف: أن وجود الجاليريهات في أبوظبي ـ اذا كانت بمستوى إبداعي مرموق وتوجه سليم للثقافة ـ فإنها ترتقي بذوق المتلقي أو أن الأمر يصبح معكوساً في حالة أن يكون مستوى العرض هابطاً فنياً فإنه يهبط بالفن العام وبذوق الجمهور ايضا· البرامج والطموحات من جانب آخر يتعلق بأهم البرامج التي تضطلع بها الجاليريهات للموسم الثقافي المقبل، وهل هناك برامج معدة ومدروسة بشكل دقيق تنتهجها الجاليريهات أم أن العروض تقام تلقائياً وبحسب ما هو متوفر في سوق الفن التشكيلي ترى ازهار الهيتي: أن هناك جدولاً عادة ما يوضع لتحديد نشاط الجاليري ويكون أمده ستة أشهر ومن هذا المنطلق نعمد الى استضافة فنانين وخطاطين مهمين· وتضيف الهيتي: نحن في جاليري العرجون في أبوظبي سنقيم معارض للفنانين الإماراتيين ومنهم الخطاط الإماراتي محمد مندي ولخطاطين عرب منهم طه الهيتي وعلي العمار، كذلك لمجموعة كبيرة من الفنانين المبدعين الشباب· وتشير أيضاً إلى أن الفعاليات لا تقتصر على إقامة المعارض بل نخطط لتنظيم أمسيات وندوات تخص الثقافة بمختلف مفاصلها ومنها محاضرات أدبية وموسيقية وعن تاريخ الخط العربي· أما الفنان جلال لقمان فيقول: إن برنامج الغاف جاليري يحفل بالكثير من المعارض في الموسم المقبل - لفنانين عالميين بالإضافة إلى الفنانين الإماراتيين والعرب· ويضيف لقمان: أعتقد أن جميع المعارض التي سنقيمها قد درست بشكل دقيق ولذا اخترنا الأوقات المناسبة لاقامتها ويستدرك: ولكن توجد بعض المعارض التي نحدد لها مواعيد مسبقة للعرض غير أنه يتعذر إقامتها بسبب انشغالات الفنان المفاجئة في بلده ولذا يحصل التأجيل الذي عادة ما يكون خارج إرادتنا· وتقول لميس رؤوف: إننا ننتقي العروض وفق طلبات المبدعين من الفنانين الذين ينوون عرض أعمالهم في جاليري قباب ونعمد إلى دراسة مكانة الفنان وأعماله المقدمة لنا احتراماً للجمهور الذي سوف يقبل عليها· وتضيف: لدينا برامج في الموسم المقبل وهناك توجه لإطلاق مشروع لرسوم الأطفال كي نحفز فيه أطفالنا من مدارس عديدة في أبوظبي ومن كافة الجنسيات كي يرسموا أعمالهم بأيديهم· وتقول إيضا: ستستضيف الصالة مجموعة من الفنانين منهم وائل المرعب وحسن عبود والفرنسية صوفيا والنحاتة الإيطالية ماريا لويز والكويتي عادل خلف واللبناني هيراير ومعتصم الكبيسي وأسعد عباس· الفن والاقتصاد وللتعرف على مردودات هذه الجاليريات من الجانب المادي وهو حق طبيعي لها بالرغم من أهمية الدافع الفني الذي أقيمت من أجله كونها رافداً مهماً في عجلة الثقافة تقول ازهار الهيتي: ليس هناك مردود كبير تدره هذه الجاليريهات ما دمنا نهتم بالفن الراقي والجميل، ونحن بالطبع نأمل أن يتوسع الإقبال من قبل المهتمين بالفن التشكيلي وبخاصة اننا وجدنا عبر تجربتنا البسيطة في هذا الميدان أن هناك متذوقين وعلى درجة عالية من تخير الأعمال الجيدة وبخاصة الشركات والدوائر الحكومية وهذا دليل على بلوغ الوعي الفني أقصى حالاته المعرفية وفي ضوء ذلك يتجه إلينا الكثيرون الذين يرون في تقديم الهدية عملاً فنياً وهو خير دليل على ارتفاع ذوقهم في التعامل الحضاري· أما الفنان جلال لقمان فيقول: لا يزال الفن في أبوظبي في مرحلة التأسيس لذا من الصعب جداً أن نقول إن الجاليريهات قد بدأت تدر أرباحاً وخاصة أن كل ما يدور حول اقامة معرض لفنان معين يجب أن يؤخذ لا على أساس الربح بقدر ما هو تفعيل للحركة الثقافية في أبوظبي وتنشيط دور الفن التشكيلي بوصفه فناً رفيع المستوى· ويضيف لقمان: بصراحة أن المردودات لا تزال في بداية مشوارها، وتكاد لا تذكر ولكن لا بد لها أن تتحسن مستقبلاً· وللفنان لميس رؤوف رؤية مختلفة تقول فيها: إن إقامة المعارض لا تسد نفقات الجاليري أو نصفها حتى، ويبدو أن العمل في الجاليري أصبح اهتماما شخصياً بحكم ولعنا بالفن التشكيلي كوننا فنانين أصلا ولكننا نتطلع الى المستقبل وإلى أن نرسخ جذورنا من جميع الجوانب كون أي مشروع لابد أن يواجه صعوبات في البداية، أما حصيلة معارضنا للعام الماضي فهي 19 معرضاً· هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وريادة التوجه تقيم إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أكثر نشاطات الفن التشكيلي فاعلية عبر إقامة المعارض طوال العام في المجمع الثقافي في أبوظبي، وذلك باستضافة الفنانين وطباعة ما يتعلق بالمعارض من كتيبات مصاحبة وبروشورات تعريفية· تتوخى الهيئة أن تكون أعمال الفنانين على مستوى من الرقي والإبداع، لذا تعرض هذه الأعمال على لجنة في إدارة الثقافة والفنون لفحصها وتقرر في ضوئها الموافقة على الاستضافة أو الرفض وبعد موافقتها يتم تحديد موعد العرض الذي يهيأ له إعلامياً قبل كل شيء· استضافت الهيئة ابتداءً من أول يناير حتى آخر ديسمبر العام الماضي 35 معرضاً تشكيلياً لأشهر الفنانين المعاصرين من الإمارات والعرب والأجانب وتوزعت الأعمال بين استضافة بعضها من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مباشرة وبعضها ضمن مناسبات الأسابيع الثقافية بالتعاون مع سفارات الدول المختلفة لدى الدولة وتتوزع هذه المعارض بمعدل معرض واحد لفنان إماراتي و16 معرضاً لفنانين عرب و14 معرضاً لفنانين أجانب و4 معارض ضمن نشاطات الأسابيع الثقافية التي تقيمها سفارات الدول المختلفة بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وتوفر الهيئة كافة مستلزمات تسهيل مهمة انتقال المعرض حتى قاعة العرض وما يصاحب المعرض من جزئيات أساسية تتعلق بطباعة متعلقات المعارض والترويج له· نشطت الهيئة أيضاً في استضافة المبدعين الشباب من طلبة المرسم الحر بأكثر من معرض أقيم على أرض المجمع الثقافي في أبوظبي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©