الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«شيخ العارفين» الصوفي الإمام الجُنيد.. عالم الحديث

30 يونيو 2017 00:00
أحمد مراد (القاهرة) كان واحداً من الأئمة والعلماء المجمعين على تعظيم الشريعة، والمتصفين بآداب وأخلاق الدين، والمتفقين على متابعة السنة، والسائرين على هدي السيرة النبوية. هو الإمام الورع والعالم الزاهد الجُنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي البغدادي، ولد في بغداد سنة 220 هجرية، سمع الحديث من كبار أئمة وشيوخ عصره، لازم الصالحين وأهل المعرفة سنين عديدة، ورزق الكثير من الذكاء وصواب الجواب، ولم يُر في زمانه مثله في عفة اللسان وعزوف عن الدنيا، كان يفتي في حلقة أبي ثور الكلبي وله عشرون سنة. وقال أبو نعيم عن الجُنيد: كان يتفقه على مذهب أصحاب الحديث مثل أبي عبيد وأبي ثور، وقال الخطيب: وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة ثم أقبل على شأنه وتعبد وصحب الحارث المحاسبي، وأبا حمزة البغدادي فسلك مسلكهما في التحقيق بالعلم واستعماله، ثم اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية. وضع الإمام الجنيد العديد من الكتب والمصنفات، مثل كتاب المحبة، وكتاب الخوف، وكتاب الورع، وكتاب الرهبان، كتاب تصحيح الإرادة، كما أن له جملة من الرسائل منها: القصد إلى الله، السر في أنفاس الصوفية، الفرق بين الإخلاص والصدق، وغيرها. ومن أقوال الجنيد في صفات السالكين: الطرق كلها مسدودة على الخلق، إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، واتبع سنته، ولزم طريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه، وقال: من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة. ومن كلامه في التوحيد: التوحيد إفراد القدمِ من الحدث، والتوحيد علمك وإقرارك بأن الله فرد في أزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله، وسُئل عن التوحيد فقال: «إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته، أنه الواحد، الذي لم يلد، ولم يولد، بنفي الأضداد، والأنداد، والأشباه، بلا تشبيه، ولا تكييف، ولا تصوير، ولا تمثيل، «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير». وقال أبو محمد الجريري: سمعت الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة فقال الرجل: أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله، فقال الجنيد: إن هذا قول قومٍ تكلموا بإسقاط الأعمال، وهذه عندي عظيمة، والذي يسرق ويزني أحسن حالا من الذي يقول هذا. وهناك نص آخر يؤكد أهمية العمل عن الجنيد ما ذكره عند قوله تعالى: «وَدَرَسُوا مَا فِيه»، الأعراف: 169»، قال: تركوا العمل به، ويفهم من كلام الجنيد أيضا أن المزية لا ترفع التكليف، وهذا ما عبر عنه أبو العباس أحمد بن زروق إذ قال ثبوت المزية لا يقضي برفع الأحكام، ولزومه الأحكام لا يرفع خصوص المزية، فمن ثبت عليه أو لزمه حد وقع عليه مع حفظ حرمته الإيمانية أصلا، فلا يمتهن عرضه إلا بحقه على قدر الحق المسوغ له، وإن ثبتت مزية دينية لم ترفع إلا بموجب رفعها. توفي الإمام الجنيد سنة 298 هجرية، ودفن في بغداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©