الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

.. ومضى ?شهر ?رمضان ?المبارك

.. ومضى ?شهر ?رمضان ?المبارك
30 يونيو 2017 02:05
منذ أيام غادرنا شهر رمضان، شهر القرآن والإيمان، فودعه المؤمنون بقلوب يملؤها الحزن العميق، ونفوس يعتصرها الألم على فقده وفراقه وبعده. وَلَكَم يتمنى المؤمنون أن يكون رمضان العام كله، لما يعلمون فيه من الخير والبركة، وغفران الذنوب والرحمة، وصلاح القلب والأعمال. واستقبل المسلمون قبل أيام عيد الفطر المبارك بعد أدائهم لفريضة الصوم، وفي يوم العيد يتجلى الله على عباده، فيغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، ويرحمهم ويوفيهم أجرهم بغير حساب، وفي العيد دعوة إلى تأكيد أواصر المودة بين الجيران والأصدقاء، والتراحم بين الأقرباء، والتعالي على أسباب الحقد والشحناء. وفي يوم العيد، يعطف الأغنياء على الأيتام والفقراء والمحتاجين، فتدخل البسمة والفرحة كل البيوت، وتظهر وحدة المسلمين وتكافلهم، فهم كالجسد الواحد، فليس بينهم محزون ولا محروم. رحل شهر الصيام لقد رحل شهر رمضان إمَّا شاهداً لنا أو علينا، فقد انفضَّ موسم الخير في شهر الصوم، موسم مضاعفة الأجر والثواب، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، ونسأل الله أن يكون شاهداً وشفيعاً لنا، كما جاء في الحديث: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَة فَشَفِّعْنِي ?فِيهِ، ?وَيَقُولُ ?الْقُرْآنُ: ?مَنَعْتُهُ ?النَّوْمَ ?بِاللَّيْلِ ?فَشَفِّعْنِي ?فِيهِ: ?قَالَ: ?فَيُشَفَّعَانِ» (?أخرجه أحمد)?. مضى وانقضى شهر رمضان، شهر الخيرات والبركات، والناس قسمان: منهم من أطاع ربه وخاف يوم الوعيد، فهنيئاً له، وله عند الله المزيد، ومنهم من عصى ربَّه، وقصّر في طاعته، ونسي يوم الوعيد (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) (سورة ق الآية 30)، هذا الصنف من الناس ندعو الله لهم بالهداية والرشاد، والتوبة الصادقة قبل الممات (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بقَلْبٍ سَلِيمٍ) (سورة الشعراء: الآية 8-89). لقد انقضى رمضان، ككلِّ شيء في هذه الدنيا ينقضي ويزول، كلُّ جمع إلى شتات، وكلُّ حي إِلى ممات، وكلُّ شيء في هذه الدنيا إلى زوال، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (سورة القصص: الآية 88). فهنيئاً لمن أخلص في تجارته مع مولاه في هذا الشهر العظيم، وأحسن المعاملة مع خلقه، وضاعف الله له الثواب والأجر العظيم بجنةٍ عرضها السموات والأرض أُعِدّت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، فهنيئاً لمن قام رمضان إيماناً واحتساباً، فغفر الله له ما تقدم من ذنبه. إن لربنا في دهرنا نفحات، تأتينا نَفْحةٌ بعد نفحة، تُذَكِّرنا كلما نسينا، وَتُنَبِّهنا كلما غفلنا، فهي مواسم للخيرات والطاعات، يتزود منها المسلمون بما يُعينهم على طاعة الله سبحانه وتعالى: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) (سورة البقرة، الآية 197). كن ربانياً لا رمضانياً نقول لكل من فرّط أوقَصَّر في شهر رمضان: لا تيأسْ من روح الله سبحانه وتعالى ولا تقنط من رحمته، فربك الغفور ذو الرحمة لكل من تاب إليه وأناب، فارفع يديك إليه وتضرع بين يديه وأكثر من الاستغفار والدعاء، فإن الله غفور لمن تاب وعمل صالحاً ثم اهتدى. ومن الأمور المؤسفة أن بعض الناس يُقبلون على الله في رمضان، فإذا ما انتهى رمضان انتهى ما بينهم وبين الله، قطعوا الحبال التي بينهم وبين الله، فللأسف لا يعمرون المساجد، ولا يفتحون المصاحف، ولا تلهج ألسنتهم بالذكر والتسبيح، كأنما يُعبد الله في رمضان ولا يُعبد في شوال وسائر الشهور. فقد ورد أن بعض السلف كانوا يقولون: بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، كُن ربانياً ولا تكن رمضانياً. الست من شوال اعلم أخي المسلم بأن العبادة والطاعة لا تنقطع وتنتهي بانتهاء شهر رمضان المبارك، فلئن انقضى صيام شهر رمضان، فإن المؤمن لن ينقطع عن عبادة الصيام، فالصيام لا يزال مشروعاً، فقد روى أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» (أخرجه مسلم)، وجاء تفسير ذلك في حديث آخر رُوِيَ عن ثوبان، أن رسول الله &ndash صلى الله عليه وسلم - قال: (صِيَامُ ?شَهْرٍ ?بِعَشْرَةِ ?أَشْهُرٍ، ?وَسِتَّة ?أَيَّامٍ ?بَعْدَهُنَّ ?بِشَهْرَيْنِ، ?فَذَلِكَ ?تَمَامُ ?سَنَةٍ) (?أخرجه الدارمي)?، ?يعني &ndash ?شهر ?رمضان ?وستة ?أيام ?بعده ?- ?، ?فصيام ?رمضان ?بعشرة ?أشهر، ?وستة ?أيام ?بشهرين، ?أي: ?صام ?السنة ?كلها، ?وإذا ?استمر ?على ?ذلك ?في ?كلّ ?سنة ?فقد ?صام ?الدهر ?كله، ?وقد ?تعددت ?آراء ?العلماء ?في ?ذلك، ?فبعضهم ?يقول: ?يتبعها ?في ?اليوم ?الثاني ?للعيد، ?والبعض ?قال: ?المهم ?أن ?تكون ?في ?شوال، ?وليس ?من ?الضروري ?أن ?يصومها ?ستاً ?متتابعة، ?ويمكنه ?صيامها ?متفرقة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©