الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخاوف من سقوط 10 آلاف قتيل بجنوب السودان

مخاوف من سقوط 10 آلاف قتيل بجنوب السودان
14 يناير 2014 00:01
جوبا، أديس أبابا (وكالات) - استمرت أمس الاثنين محاولات جيش جنوب السودان استعادة مدينة بور الاستراتيجية من المتمردين الذين يقودهم النائب السابق للرئيس رياك مشار، في حين تعثرت مفاوضات السلام في أديس أبابا بين الطرفين حول مسالة الإفراج عن قيادات من المعارضة تم اعتقالهم مع بدء النزاع في جوبا منتصف الشعر الماضي ووصفته السلطة بمحاولة انقلابية، فيما اعتبر محلل من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مجموعة دراسة مستقلة، أن شراسة المعارك في حوالى ثلاثين موقعاً تنذر بأن تكون الحصيلة “زهاء عشرة آلاف قتيل”. وصرح الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير أمس بأن بور كبرى مدن ولاية جونقلي، شرق جنوب السودان “ما زالت بين ايدي المتمردين لكن قواتنا تواصل الزحف” نحوها. ومنذ بداية المعارك في جنوب السودان قبل أربعة أسابيع، احتل المتمردون هذه المدينة ثم استعادتها قوات جوبا قبل أن يسيطر عليها المتمردون مجددا، ما دفع سكانها إلى الهروب منها بكثافة. وأعلن اقوير وكذلك المتمردون أن مواجهات دارت مساء أمس الأول بين المعسكرين على مسافة عشرين كلم من جوبا.وأفاد بيان وزعه المتمردون من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا حيث تجري مباحثات بين الطرفين من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، أن “المعارك بدأت عندما ارسل (رئيس جنوب السودان) سيلفا كير قوات كبيرة لمهاجمة مواقعنا”. وأضاف البيان أن القافلة التي قامت بالهجوم دمرت في ساعتين من المعارك. من جانبه تحدث اقوير عن “كمين” نصبته القوات “المناهضة للحكومة”. وقد أسفرت المعارك الدائرة في الجمهورية الحديثة العهد منذ 15 ديسمبر على خلفية عداوة بين كير ومشار الذي أقيل في يوليو، عن سقوط “أكثر بكثير” من ألف قتيل ونزوح 400 ألف وفق الأمم المتحدة ومن بين النازحين فر خمسون ألفاً إلى البلدان المجاورة. واحتشد ثمانون ألف شخص في بلدة مينكامن الصغيرة التي تقع على مسافة 25 كلم جنوب غرب بور، في اكبر تجمع نازحين في البلاد وفق الأمم المتحدة. ويرتاح النازحون تحت ظل الأشجار بعد أن قطعوا مستنقعات النيل الأبيض هروبا من الرصاص. ومن النازحين هرب خمسون ألفاً إلى البلدان المجاورة. وتحدث اقوير صباح أمس عن موقع توتر آخر منذ أربعة أسابيع في بانتيو كبرى مدن ولاية الوحدة في الشمال التي استعادتها القوات الحكومة الجمعة من المتمردين مؤكدا أنها “أصبحت هادئة”. وفي قرى من حول بانتيو شوهد العديد من الجثث في الشوارع ومنازل محروقة ما زال الدخان ينبعث من سقفها. وبث القمر الاصطناعي سنتينيل بروجكت، الذي أقامة نجم هوليوود جورج كلوني صور منازل وأسواق مدمرة في قريتي مايوم في ولاية الوحدة وفي بور. واعتبر محلل من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مجموعة دراسة مستقلة، أن شراسة المعارك في حوالى ثلاثين موقعا تنذر بأن تكون الحصيلة “زهاء عشرة آلاف قتيل”. في هذه الأثناء ، واجهت محادثات السلام بين الطرفين عقبة غير متوقعة أمس تمثلت في أن وفدي التفاوض فضلا إرجاء محادثاتهما إلى اليوم على إثر دعوتهما للتفاوض في ملهى ليلي. وتجري المفاوضات الشاقة منذ أسبوع في فندق شيراتون الفخم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.لكن أمس وضعت القاعة المخصصة في العادة للمتخاصمين في جنوب السودان، في تصرف وفد آخر ياباني - ذلك أن رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي يقوم بزيارة رسمية إلى إثيوبيا. ونقلت مفاوضات وفدي جنوب السودان إلى الملهى الليلي في الفندق.وقالت مصادر مقربة من المفاوضات أن بعض أعضاء الوفدين اشتكى من الأمر لأن هذا المكان المقفل خلال النهار، كثير الضجيج وفسيح جدا ولا يتمتع بإضاءة مناسبة. وهكذا ستستأنف المحادثات التي تتم برعاية دول شرق أفريقيا، اليوم الثلاثاء. ومنذ أسبوع، تتعثر هذه المفاوضات حول المسالة نفسها، وهي الإفراج المحتمل عن 11 سجيناً مقربين من رياك مشار. ويطالب المتمردون بالإفراج عنهم لكي يتمكنوا من المشاركة في المحادثات. وترفض جوبا ذلك موضحة أنه ينبغي أن تتم محاكمتهم شأنهم شان أي متهم آخر. والتقى وسطاء من شرق أفريقيا مرفوقين بالموفد الأميركي الخاص لجنوب السودان، دونالد بوث رياك مشار في مكان لم يكشف عنه في جنوب السودان. وقد حاولوا إقناعه بالتوقف عن المطالب بالإفراج عن الأسرى كشرط مسبق لأي وقف إطلاق النار. وقال بوث: “أعتقد أننا حققنا تقدماً بطمأنته قليلاً”. من جهة أخرى أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس أنه يعزز الجهود لتقديم مساعدة غذائية عاجلة لدولة جنوب السودان التي تموج بالصراع.وتعهدت المنظمة، التي تتخذ من روما مقراً لها، بتقديم 8 ,57 مليون دولار لتمويل عملية تستمر ثلاثة شهور بهدف توفير الأغذية لما يصل إلى 400 ألف من المشردين في جنوب السودان. وذكرت فاليري جوارنيري ممثلة برنامج الأغذية العالمي في منطقة شرق ووسط أفريقيا أنه رغم جهود المنظمة - التي ساعدت ما لا يقل عن مئة ألف شخص في جنوب السودان حتى الآن - تواجه المساعدات الغذائية عقبات بسبب أعمال السلب والنهب. وقالت إنه “حتى الآن، تفيد تقديرات برنامج الأغذية العالمي بأن 10% من الأغذية التي يقدمها لجنوب السودان قد نهبت - أي ما يكفي لتغذية 180 ألف شخص على مدى شهر”. وعلى صعيد منفصل، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة مناشدة لجمع 61 مليون دولار لتوفير مساعدات زراعية طويلة المدى لجنوب السودان. وقالت الفاو إن جهود منظمة الأغذية والزراعة تركز على الحصول على البذور واللقاحات اللازمة لحماية الماشية من الأمراض ومعدات صيد الأسماك وغيرها من المستلزمات والتكنولوجيا والخدمات الزراعية الأخرى للأسر الريفية والحضرية الضعيفة. وأعربت الفاو عن مخاوفها إزاء تفاقم أزمة الجوع، قائلة إنه حتى من قبل الاشتباكات الأخيرة في جنوب السودان، كان عدد المعرضين لخطر الجوع في عام 2014 يقدر بنحو 4?4 ملايين شخص من إجمالي 11 مليون نسمة في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©