السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة لتعليم فن الكتابة.. وروائيات إماراتيات «يسردن» تجاربهن

ورشة لتعليم فن الكتابة.. وروائيات إماراتيات «يسردن» تجاربهن
2 مايو 2014 23:28
فاطمة عطفة (أبوظبي) واصلت «مؤسسة بحر الثقافة» فعالياتها في معرض أبوظبي للكتاب، فاحتفت في اليوم الثاني للمعرض بعميد الأدب العربي طه حسين إحياء لذكراه بمناسبة مرور 40 عاماً على وفاته. والمفاجأة الجميلة في هذا الاحتفال أن تشارك حفيدة الرائد التنويري الكبير الدكتورة مها عون، كما شارك في الحفل الأساتذة: د. خالد غازي، د.عبد الرشيد محمودي (مصر)، د. فراوكه هيرد - بيه (ألمانيا). استهلت الندوة، نشوة جمعة، بكلمة ترحيبية جاء فيها: «بداية أتقدم بالشكر والترحيب بسمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان على دعمها المتواصل لحركة الثقافة الإماراتية العربية، من خلال فعاليات وأنشطة «مؤسسة بحر الثقافة». وأشارت نشوة، عضو المؤسسة، إلى الصور المأخوذة من موقع الدكتور طه حسين والتي سوف يستمر عرضها طول وقت الندوات. وأضافت أن الدكتور عون تفضلت بإحضار وثائق أصلية من مقتنيات الأسرة وكانت معروضة أمام الحاضرين». وتحدثت مها عون عن جدها من خلال ذكريات والدتها معه، وخاصة أن طه حسين عاصر على مدى نصف قرن العهود المختلفة في مصر من ملكية وجمهورية وثورة، مبينة أن حياته تمثل تاريخ مصر الحديث بكل إشراقاته وانتكاساته. وتحدثت د. فراوكة، قائلة: «لا يمكن الحديث عن طه حسين إلا بالوقوف طويلا على سيرته الذاتية في كتاب الأيام، بما في ذلك الفترة التي قضاها بالأزهر وعلاقته بأهم أعلام عصره ومنهم الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني». وجاءت مشاركة د. محمودي متضمنة لمحات من كتبه الأربعة عن طه حسين التي تناول فيها مختلف المراحل الإبداعية لطه حسين، بما في ذلك كتاباته بالفرنسية التي ترجمها المحاضر ذاته، مشيرا إلى أنه بصدد إصدار الكتاب الخامس. أما د. غازي فقد استعرض لمحات من سيرة طه حسين وأعماله الفكرية والأدبية وتأثيراته الهامة على الثقافة العربية، ودوره الرائد في الدعوة إلى مجانية التعليم ونشره في مختلف الأوساط الشعبية. فن الكتابة وفي جلسة ثانية تناولت «مؤسسة بحر الثقافة» الكتابة الإبداعية، قدمتها د. لنا عبد الرحمن، بعنوان: «كتابة وفن»، وهذه الورشة تنظمها المؤسسة لأول مرة تحت عنوات «الفرق بين الكتابة الحرة والكتابة التقنية»، وسوف تستمر أعمال الورشة طول أيام المعرض. وقد قرر لها برنامج سنوي يتم فيه التواصل مع المحاضرة لنا عن طريق الإنترنيت، بالإضافة إلى أنها سوف تحضر إلى الإمارات كل شهرين لتقدم ورش عمل للطلاب المنتسبين للورشة. وقد استعرضت المحاضرة في اليوم الأول كيف تنطلق فكرة الكتابة الإبداعية من محور أساسي، وخاصة أن فن «الكتابة القصصية» لا يخضع لعنصر الموهبة الإبداعية فقط، بل إن الموهبة عامل محوري يحتاج إلى صقل وتنمية لاستجلاء أفضل ما في هذه الموهبة، وهذا لا يأتي بسهولة بل عبر تطوير قدرات الكتابة من ناحية اللغة بشكل أساسي. وأشارت إلى تعميق معرفة الكاتب المبتدئ بتقنيات الكتابة ومفاتيحها على مستوى «الحبكة، الحدث، الأسلوب، التشويق، الخاتمة»، متمنية أن يكون من شأن تجربة الورشة أن تضع الكاتب الناشئ على الطريق الصحيح في مساره الإبداعي، نظرا لما توفره من جو تفاعلي يتحقق خلال وجوده في ورشة تعلم كتابة القصة القصيرة. فالهدف الأول هو إنتاج نص أدبي، لذا يؤدي العصف الذهني المتبادل بينه وبين المشاركين من جهة، وبينه وبين المحاضر من جهة أخرى إلى تحريك عنصري المخيلة والذاكرة، وهما أساس كتابة أي نص إبداعي. وتهدف هذه الحلقة الدراسية إلى الكتابة الإبداعية أيضاً إلى توسيع فكرة تفاعل الكتابة مع سائر الفنون الأخرى مثل الرسم، الموسيقى، والسينما، وسوف يكون هناك نماذج تطبيقية لكتابة نصوص مستوحاة من مقطوعة موسيقية أو لوحة لفنان عالمي من أزمنة مختلفة مثل: «بيكاسو، مونييه، شاغال، مود، باخ، شوبان، موزارت، سيزان، ديلاكروا، فريدون رسولي». وأوضحت لنا قائلة: «إن مدة كل محاضرة ساعتان، وتشمل مناقشات وتمارين في قراءة نصوص إبداعية لكتاب مكرسين ولديهم نتاج إبداعي معروف عالمياً وعربياً، بحيث يتم تكليف المشاركين بقراءة ثلاثة نصوص قصصية قصيرة بعد كل محاضرة، وكتابة نص قصصي واحد خلال ذلك، سواء من فكرة خاصة بكل مشترك، أو عمل مستوحى من حدث ما، بحيث يكتب كل مشترك نصاً من إيحاء تلك المادة الفنية التي يعرضها المحاضر للنقاش. وسوف يبدأ إنجاز نص قصصي قصير من المشتركين بعد المحاضرة الثالثة، وهذا يتم تطبيقه حتى المحاضرة الأخيرة، بحيث تكون النصوص المكتوبة لكل مشترك بما يتراوح من «5 إلى 7 نصوص»، ويتم في كل محاضرة قراءة النصوص وملاحظة التغيرات والمستجدات على كل نص. روائيات إماراتيات أما آخر فعاليات اليوم الثاني فكانت مع الفائزات بـ «جائزة الإمارات للرواية» باستضافة الكاتبات اللواتي أضفن للرواية انعطافة أدبية بفوزهن وهن: خولة السويدي التي حصلت على المركز الأول، لولوة المنصوري بالمركز الثاني، ميثاء المهيري بالمركز الثالث، وهند سيف بجائزة لجنة التحكيم. وقد تم ذلك في أجواء حافلة باستعراض بعض ما جاء في هذه الروايات، وقدمت كل منهن لمحة موجزة عن سيرتها الأدبية وعن روايتها، وقد زاد مناقشات هذه الأعمال الإبداعية أهمية وغنى حضور كل من سمو الشيخة الدكتورة شمة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وسمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والدكتورة رفيعة غباش، إضافة إلى وجود عدد من الأدباء والشعراء الإماراتيين والعرب، الذين أثروا حوار الندوة الذي أدارته وقدمت له الأديبة والإعلامية السعد المنهالي، بحضور الكاتب والناشر عضو لجنة التحكيم جمال الشحي الذي شارك في الإجابة على بعض الاستفسارات التي طرحها الحضور حول تحكيم الجائزة ومشاركة القراء في 5% من النتيجة التي قررت الفائزة، وقال الشحي: «لأن القارئ هو المتلقي لأي عمل أدبي ارتأت اللجنة أن من حقه أن يشارك في رأيه، مشيراً إلى أن الكتابة فعلا هي فخ جميل يحمل قيمة فنية مطلوبة، لكن لا بد للكاتب إلا أن يكتب، وبعدها يأخذ النقد مكانه». وقد استطاعت المنهالي أن تدير الجلسة بمهنية عالية لأكثر من ساعتين، وقد أثرت مشاركات الحضور بالأسئلة وإجابة الروائيات عليها، وكان رد لولوة المنصوري على سؤال اسفزازي حول غموض الأحداث في رواية «خرجنا من ضلع جبل» قالت المنصوري: «كل قارئ له وجهة نظر تحترم، لكن لا يفرض على الكاتب رأيه». وأضافت لولوة: «أنا أدخل الحوار بطريقة ضمنية وعلى القارئ أن يبحث هو حسب الرمزية التي يجدها، فأنا اهتم بالمفارقات السردية، كما أهتم بعين الكاميرا وكأن النص أخذني إلى عالمه، وأعتقد أن لكل كاتب تقنيته وطريقته الخاصة في التعبير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©