الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف نقرأ الأفلام؟

كيف نقرأ الأفلام؟
3 مايو 2014 14:09
إبراهيم الملا (أبوظبي) استضافت قاعة (سينما الصندوق الأسود) مساء أمس الأول بمعرض أبوظبي للكتاب، الناقد المصري أحمد شوقي الذي قدم ورشة بعنوان «مقدمة في النقد السينمائي» تحدث فيها عن تجربته في هذا المجال والذي يعتبر من التخصصات النادرة في العالم العربي. وأشار شوقي قبل الدخول في حيثيات الورشة إلى أن الإمارات بدأت تتبلور فيها ملامح صناعة السينما، وأنها باتت تملك وعيا متطورا في هذا الاتجاه من خلال صناع الأفلام الإماراتيين من الشباب المتحمسين والطلبة، ومن خلال المهرجانات الكبرى التي تنظم فيها، مما جعل السينما المحلية تقطع مراحل فنية متقدمة في فترة مكثفة، مشيرا إلى أن الواقع الثقافي والاجتماعي في الإمارات بات مستعدا وبقوة لدعم هذا التوجه الفني والإنساني الجديد في المكان، والقابل للتوهج والنضج خلال السنوات القليلة المقبلة. واستعرض شوقي جانباً من تاريخ الكتابة النقدية السينمائية التي بدأت مع بدايات ظهور الأفلام على يد الأخوين لوميير في فرنسا قبل 130 عاماً تقريباً، ثم ازدهرت أكثر مع ظهور الصحافة وتطورها في العصر الحالي من خلال مواقع الإنترنت السينمائية التي تخصص مساحة مهمة لنقاد السينما من الهواة والمحترفين كي يستفيد القراء من آرائهم قبل التوجه لمشاهدة الأفلام الجديدة المطروحة في السوق. ونوه شوقي أن صناعة السينما باتت تعتمد اليوم على ثلاثة محاور أو مفاصل أساسية تتمثل في أصحاب الإبداع الإخراجي وكتاب السيناريو المميزين، ثم على صناع التقنية السينمائية فيما يتعلق بجوانب التصوير والمونتاج والإضاءة والصوت وغيرها، وثالث هذه المفاصل التي ترتكز عليها صناعة السينما تتمثل في النقاد السينمائيين سواء في إسهاماتهم الصحفية أو من خلال الكتب التخصصية التي ينشرونها واللصيقة بتيارات ومناهج السينما. وعرّف شوقي مصطلح (النقد) على أنه القدرة على التصنيف وتمييز الجيد عن السيئ، مضيفا أن النقد يحتاج إلى مجموعة من العناصر المتداخلة مثل المعرفة والموهبة والخبرة والثقة، مستعينا بمقولة شهيرة للأديب والكاتب المصري المعروف طه حسين ترى أن: «الناقد هو مستشار القارئ». وحدد شوقي أنواع الكتابة النقدية السينمائية في ثلاثة أنواع رئيسية هي العرض النقدي الذي غالبا ما ينشر في الصحافة اليومية أو المجلات الأسبوعية وهو موجه للجمهور العام بمختلف توجهاته وقبل مشاهدته للفيلم في الصالات السينمائية، ثم المقال النقدي التطبيقي وهو عادة ما يكتبه الناقد بعد عرض الفيلم وإطلاع الجمهور عليه ويتوفر هذا المقال على كتابة أكثر ارتباطا بالتفاصيل الفنية والسردية في الفيلم مثل أداء الممثلين، وعمليات القطع أو المونتاج، والحوارات والسيناريو وغيرها من التفاصيل، وثالث هذه الأنواع ـ كما أشار شوقي ـ المقال النظري الذي يكتبه عادة كبار النقاد، ويتعلق بالأبحاث السينمائية أو عرض المدارس أو التيارات الفنية، وقد تتناول السيرة الإبداعية لمخرجين مخضرمين. وأوضح شوقي أن المناهج الشائعة لكتابة النقد السينمائي هي المنهج التاريخي الذي يستعرض العلاقة التاريخية بين الأفلام، وظروف إنتاجها، والعالم المحيط بها، وطرق استقبال الجمهور لها، وهناك منهج السينما القومية التي يقرأ ملامح فن السينما في بلد معين والاتجاهات الفنية السائدة في هذا البلد، أما منهج الأنواع فهو يختص بنقد وتحليل الأنماط الشائعة في السينما مثل الكوميديا والخيال العلمي والعنف والرعب والأفلام الرومانسية وغيرها. وأضاف بأن منهج (نقد المخرج/ المؤلف) هو من أكثر أنماط النقد السينمائي شيوعاً وقبولًا لأنها تتناول السمات والإحالات والخيارات الفنية التي تصنع أسلوب المخرج. وأكد شوقي أن ساحة عمل الناقد تتوزع على العناصر الأساسية للفيلم وهي السيناريو الذي تتشكل من خلاله القصة والحبكة والشخصية ووجهة النظر، وهناك عنصر الميزانسين الذي يشمل الديكور والملابس والتمثيل والحركة في الفراغ، وعنصر الصورة الذي يجمع بين التكوين وزوايا الكاميرا والحجم والإضاءة، ومن العناصر الأخرى المونتاج والصوت. وأشار شوقي في نهاية الورشة إلى الأخطاء التي يجب ألا يقع فيها الناقد المحترف، مثل الرفض النوعي، والتوقعات المفرطة، وتأثير العوامل الخارجية، والتصورات المسبقة والتأثر بالرأي العام، وقال إن المعضلة الرئيسية التي تواجه الناقد السينمائي تنبع من طبيعة الفيلم نفسه حيث تستمر مشاهده في سياق حركي متتابع، دون منحنا فرصة للتفكير فيما رأيناه، وإذا ما تم توقيفه فهو بهذا لم يعد فيلما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©