القاهرة (الاتحاد)
«يوميات نائب في الأرياف».. من الأفلام المهمة التي أنتجتها المؤسسة المصرية العامة للسينما، واحتل رقم 69 في قائمة أفضل مئة فيلم في السينما المصرية.
والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب الراحل توفيق الحكيم، وهي تحتشد بالرؤى المختلفة التي تنتشر في أعماله، حيث ناقشت عدة أفكار شديدة الأهمية، حاول الفيلم الاحتفاظ بها، والتزم السيناريو بطابع الرواية القائم على كتابة اليوميات التي كتبها المؤلف بقلم وكيل النيابة أثناء عمله في الريف في الثلاثينيات من القرن الماضي، واعتمد السرد السينمائي على وجود الشخصية الأساسية، وهي النائب التي جسدها أحمد عبد الحليم. ودارت الأحداث عام 1930، حيث يصاب الفلاح «قمر الدولة» بطلق ناري، وينطق باسم «ريم» أخت زوجته قبل أن يسلم الروح، وتصبح «ريم» هي المتهمة ويقبض عليها. وشارك في بطولة الفيلم الذي عرض في 24 فبراير 1969 إلى جانب أحمد عبد الحليم كل من توفيق الدقن، وأحمد الجزيري، وعبد الغني النجدي، وعايدة عبد العزيز، وشفيق نور الدين، وحسن مصطفى، ونبيلة السيد، وعبد السلام محمد، وعبد العظيم عبد الحق، وراوية عاشور، ومحمد مرشد، وكتب السيناريو والحوار ألفريد فرج، وتوفيق صالح الذي قام بإخراجه.
وقال الباحث والمؤلف أسامة فهمي الحاصل على رسالة ماجستير عن «خصائص العلاقة بين الطرح الفكري والشكل الفني في أفلام المخرج توفيق صالح»، إن الفيلم أوضح تطوراً نوعياً في التكنيك الإخراجي، وفي اختياره لأحجام اللقطات ونوعيتها، وأن صالح اعتمد على محاولة صياغة بنية سينمائية تقوم أساساً على إقامة علاقة تأمل وتفكير من جانب المشاهد لما يشاهده على الشاشة بإيقاع خاص، حتى تؤدي بالمتلقي إلى عدم الاندماج، بل تدفعه إلى التأني في المشاهدة والتأمل والتفكير وإدخال تجربته الخاصة داخل النص المعروض لإعادة تفسير الصورة، وأشار إلى أن السرد اعتمد على اللقطة أو المشهد في الأساس مع الاقتصاد في التقطيع بلقطات مختلفة الأحجام داخل الكادر، حتى لا يشتت انتباه المتفرج، خصوصاً أن حركة الممثل دالة على إضفاء طابع واقعي ساخر، واعتمد أيضاً على سياسة اللقطة المتوسطة التي تسمح بإبراز الحوار.
عدد اليوم
