الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موجة غضب بين المثقفين في الخليج بسبب تصريحات يوسف زيدان المسيئة

موجة غضب بين المثقفين في الخليج بسبب تصريحات يوسف زيدان المسيئة
18 أغسطس 2016 18:16

لمشاهدة الصور اضغط هنا..

أثارت آراء الدكتور يوسف زيدان التي أدلى بها خلال ندوة أقيمت ضمن مهرجان «ثويزا» في مدينة طنجة المغربية قبل أيام جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية الخليجية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها المغردون على نحو واسع. وفي تغريدة له، لفت سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى ضرورة الرد على زيدان، وقال معقباً على ما أدلى به الدكتور عيد اليحيى: «عيد اليحيى يرد على يوسف زيدان: كلامك كلام جهلة». وكان الدكتور عيد اليحيى مقدم برنامج «على خطى العربية» قد رد على افتراءات يوسف زيدان عبر برنامج «تفاعلكم» المذاع على قناة «العربية» قائلاً: «الجزيرة العربية مصدر اللغة العربية، فكيف ليس بها علماء للغة العربية؟.. الإمام علي (رضي الله عنه) أبو اللغة العربية وصاحب النحو، وأبو الأسود الدؤلي هو عربي وهو الذي نحا النحو بأمر من الإمام علي بن أبي طالب، ثم الأصمعي.. ثم من جاء بعدهم من الموالي، مثل سيبويه وابن جني.. كلهم من الجزيرة العربية، ومن منهم ليس من الجزيرة فقد تعلموا فيها». وأضاف اليحيى: «كفى للغة العربية فخراً أن يدخل فيها من غير العرب، ثم يكون عالماً بها، لذلك اللغة العربية هي أم اللغات». وأكد أن علماء الغرب «يرون أن جميع الهجرات السامية خرجت من الجزيرة العربية، وليس بعد انهيار سد مأرب كما زعم زيدان». وأشار إلى أن سد مأرب كان «حديثاً»، وليس «قديماً»، وهذا يوضح جهلاً كبيراً وفقراً في المعلومات. ووجه اليحيى رسالة لزيدان قائلاً: «الجزيرة العربية خرجت منها أعظم اللغات المكتوبة وأكثر الحضارات». وتوالت ردود المغردين على «تويتر»، أو «فيسبوك» لتدحض افتراءات يوسف زيدان على هذه المنطقة التي يكفيها شرفاً وفخراً أن نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – نشأ وعاش على أرضها، وهو أفصح العرب، فيما استذكر آخرون مواقف زيدان المشككة في قضايا تاريخية ودينية عديدة، ووصفوه بأنه مزور التاريخ، وسارق الروايات. وطالب مثقفون سعوديون وخليجيون بضرورة استبعاد زيدان من الفعاليات الثقافية في دول الخليج وعدم دعوته، فيما أبدى آخرون دهشتهم، ووصفوا زيدان بالعنجهية، وبأنه غير محايد. من جهتها سعت «الاتحاد» إلى التعرف إلى آراء متخصصين ومثقفين حول هذه التصريحات، حيث أعرب حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عن أسفه الشديد تجاه الآراء التي صرح بها مؤخراً يوسف زيدان حول حضارة شبه الجزيرة العربية، ووصفها بأنها «عنصرية» و«مرتجَلة» و«غير مسؤولة». وقال الصايغ: لسنا في وارد الدفاع عن الحقيقة، لأنها ناصعة إلى الدرجة التي يصبح معها أي إنكار أو تشويه نوعاً من العمى أو الجهل أو سوء النية المبيّت والذي لا يجدي معه أي حوار، لكننا بحاجة إلى أن نتوقف عند ظاهرة مرضية أخذت تستشري على نحو ما في الوسط الثقافي العربي، وتُحدث نوعاً من البلبلة الخطرة في ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى الحكمة والتبصر. وهذه الظاهرة أدنى ما توصف به أنها تهريج يراد به لفت النظر بأي طريقة من الطرق، ولو جاء ذلك على حساب الحق والحقيقة، ولو كان ثمنه التضحية بروح الأخوة التي تربط بين شعوب أمتنا العربية، وهي آخر ما تبقى لنا في زمن التشرذم والضعف وانهيار القيم. وأضاف الصايغ: ما نحتاج إليه هو التحلي بحس المسؤولية في البحث والتحليل وقراءة التاريخ، وعدم الانجرار وراء المغالطات التي تم الترويج لها من قبل أنظمة وتيارات وقوى تخوض شعوبنا الآن أشرس معاركها ضدها، لا سيما ما يتصل منها بنظرية الهوامش والمراكز التي تجاوزها الزمن، وكانت تعبيراً بغيضاً عن نزعات استعمارية عنصرية لم تجلب سوى الويلات والكوارث. ودعا الصايغ إلى ضرورة التصدي لأي قضية تتعلق بالتاريخ في إطار علمي منهجي محكم، وضمن قواعد رصينة من التحليل، لا عبر تصريحات أو آراء مرتجلة بغرض إثارة الإعجاب أو لفت النظر، وقال: نعتقد أنه قد حان الوقت كي يتجاوز بعض المثقفين العرب مرحلة الارتجال إلى مرحلة البحث، وأن يدركوا أن مسؤولياتهم تتخطى طموحاتهم الشخصية الضيقة لتصبح مسؤولية سياسية واجتماعية وأخلاقية، لا سيما في هذه المرحلة التي نبحث فيها عما يجمع لا عما يفرق، دون أن نضحي بالحقيقة، والحقيقة في موضوعنا ثابتة وفوق كل الشبهات. وأكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن ما ذكره زيدان من عواصم عربية هي حواضر فعلاً، وموضع اعتزاز، لكن لا يصح تجاوز أدوار تاريخية فاعلة ومؤثرة بالسوية نفسها لحواضر الجزيرة العربية والخليج العربي، وقد كان بعضها مهبط الوحي ومركز الإشعاع والتنوير على مدى القرون. وقال الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب: الثقافة تعتمد على التنوع، وأظن أن دعوات الصفاء العرقي والبحث عن ماضي الحضارة في أي عرق تشبه دعوات التشدد، حتى التجارب العلمية في علوم الجينات والحمض النووي تثبت استحالة نقاء الأعراق. استغرب كيف يقع يوسف زيدان في هذه المشكلة، فهذه نظرة عنصرية ولا تتوافق مع تميز كتُبه، وموقفه هذا يشبه مواقف المستشرقين الذين كانوا يمثلون ثقافتهم فينظرون إلى المنطقة من المركزية الأوروبية ويعبرون عنها. وبهذا المنطق الذي تحدث عنه زيدان ستواجه معظم الثقافات تحديات كبرى. لقد كان ادوارد سعيد يقول: «هيهات أن تكون الثقافة وحدانية موحدة أو مستقلة ذاتيًا». وأضاف د.علي بن تميم: إن الثقافات العرقية لا تستطيع الصمود، والتحيزات العرقية لا تصنع إلا الصراعات والموت، لافتاً إلى أن ضحك الجمهور في الندوة يعبر عن استغرابه واستهجانه لما قال زيدان، فضلاً عن الاستعلاء الواضح في كلامه وارتباكه حين سألته إحدى الحاضرات عن الفراهيدي. أما عن علماء اللغة الذين جاؤوا من المنطقة فيشار إلى ابن دريد، والكندي وهو أول فيلسوف عربي، وابن رشد. وتابع د. علي بن تميم: اعتقد أن العرب أنفسهم لم يقولوا بالعرق وصفاء الثقافة، وهم يعترفون بالتنوع، كما أن اللغة العربية احتفت بالقادمين من كل مكان من روم وأحباش وغيرهم، حتى أن الزمخشري لاحظ ذلك في القرآن ووصفه بأنه متعدد الألسن، والألسنية لا تعزو نفسها إلى جوهر واحد مثل اللاتينية، والعرب لم يكتفوا بالمصدر الواحد لأنهم يدركون أنهم جاؤوا في لحظة انهار فيها برج بابل. وزاد الدكتور علي بن تميم: زيدان موهوم، فحتى الثقافة المصرية نفسها استقبلت شوقي وبيرم والخضر شيخ الأزهر القديم وكلهم قادمون من ثقافات أخرى، ثم إن كلام زيدان ينقلب على ما أسسته الثقافة المصرية، وما يطرحه فيه مغامرة لأن الثقافة ليست صافية. الثقافة العربية لم تقل إنها ولدت ثقافة صافية في عرقها، وما طرحه لا يمثل سؤالاً في الثقافة العربية أساساً. كل التقاليد العربية التي أسست قديمًا احتفت بالمكونات الغريبة وهضمتها وجعلتها جزءًا من ثقافتها، ومن شواهد ذلك التأثير المتبادل بين الثقافة الفارسية والعربية. وأردف د. علي بن تميم: يبقى أن مفهوم الجزيرة العربية واسع، وربما رآه زيدان من منطلق الجنسية، وهي فكرة حائرة ومحيرة، فالمنطقة جغرافيًا تضم الخليج واليمن والعراق، وكان أبو الطيب المتنبي يحتفي بالجزء البدوي في الثقافة العربية لأنه الأكثر قوة فكريًا، ويرى أن الحضارة فيها جزء مصنوع في حين أن البداوة فيها الفطرة والقوة. وإذا توقفنا عند سيبويه سنجد أنه مع مجايليه عندما انتقلوا إلى المنطقة العربية انتقلوا من ثقافة ترفضهم أصلًا، وكان انتقالهم إعجابا بالثقافة العربية وكان أيضاً فرارًا من العرقية الفارسية التي دمرتهم، فوجدوا أن العربية هاضمة لهم وغير عرقية انطلاقاً من القول عن العصبية:«اتركوها فهي منتنة». وعند سيبويه تحديدا علينا أن نفرق بين البنوة بالانتماء البيولوجي وبين تبني الثقافة، فأن تتبنى ثقافة أخرى هو الأهم، نتحدث عن تبني عالم كبير للثقافة العربية التي لا ينتمي إليها، في حين أن الكثير من أبناء الثقافات يتنكرون لعرقهم مثلما فعل زيدان، وهؤلاء يشكلون مشكلة، تبني ثقافة بشكل عام أهم من الانتماء العرقي لها، وهذا هو ما يصنع التغيير والتحول. وختم د. علي بن تميم قائلاً: على يوسف زيدان أن يمتلك الشجاعة ليحدد ما الذي يريد قوله ويناقش الموضوع، فثقافة شبه الجزيرة العربية لم تمنع من الاحتفاء بزيدان الذي استضيف في عدة مدن هنا، وكتب عنه من يسميهم (سرّاق إبل)، في إشارة إلى أنهم لم يكونوا عنصريين واحتفوا بإبداعه. إن ثقافة الجزيرة العربية ليست ثقافة عرق، وهذا ما يجعلها قوية ومستمرة وأسهمت في إخراج أصوات أقليات حافظت على التنوع بين الألوان والعرق والنوع من ذكورة وأنوثة، كما أنها حافظت على المدونات الدينية القديمة ولم تتلف الإلماحات الوثنية فيها. والحديث عن الصفاء العرقي طرح ليس له قيمة وهو انقلاب على التطور الفكري الذي أحدثته الثقافة الكونية التي ينتمي فيها الإنسان إلى عدة ثقافات. في الوقت نفسه وصفت الكاتبة والناقدة السعودية د. أسماء صالح الزهراني تصريحات زيدان بأنها متناقضة، ويبرز ذلك من خلال زعمه بخلو جزيرة العرب -تحديداً نجد- من الحضارات، في الوقت الذي كان يُلحّ في فترة سابقة على أن المسجد الأقصى هو في «جعرانة» حول الطائف، لا في فلسطين. وما المسجد الأقصى إلا لازمة أعظم الحضارات التي كانت مهد رسالات سماوية، فكيف تخلو «نجد» من الحضارات وهي جوار الأقصى وممر إليه؟! وجاء زعمه بخلوّ جزيرة العرب محددا المملكة العربية السعودية من الحضارات ردًا على متحدّث ذكّره بالفراهيدي، حين كان يتحدى أن يوجد عالِم لغةٍ واحد جاء من هذه المنطقة، ثم جرّه الحماس لأن يسلخها من عروبتها، مدّعياً أن العرب جاؤوا من اليمن حصرًا، ولم يوجدوا قبل ذلك في أي مكان غيرها. وهو بذلك يهدم في كلمتين – مناقضاً ما قاله حول كون الحجاز موقعاً للأقصى - منظومةً تاريخية علمية، أثبتها القرآن الكريم والكتب السماوية قبل أن يثبتها العلم الحديث، تاريخاً وآثاراً، حول كون جزيرة العرب مهد الحضارات الأعظم، والأقدم، والمكان الذي لم ينقطع عن السياق الحضاري في تاريخه الطويل، عاد وثمود وطسم وجديس ودلمون والفاو ليست إلا نماذج لحضارات متصلة لم تنقطع، يضيق عن ذكرها مقال. وكلها حضارات عربية ازدهرت وصدّرت ثقافاتها إلى العالم قبل أن تقوم حضارة سبأ في اليمن، وقبل أن تبني سد مأرب العظيم، وذلك يهدم تشكيكه في عروبة شعب هذه البلاد وزعمه أن العرب خرجوا من اليمن. وزعم الدكتور يوسف زيدان أن جزيرة العرب لم تخرج عالماً واحداً للغة العربية، وأصغر دارس لتاريخ اللغة يعلم أن تدوين علوم اللغة وابتكارها جرى على أيدي علماء من قلب الجزيرة العربية، فواضع النحو أبو الأسود الدؤلي وعرّابه علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وواضع العروض الخليل ابن أحمد الفراهيدي، وهو ذاته واضع المعجم. وحين تقرّر تدوين اللغة وحفظ مفرداتها وأساليبها وتراكيبها وُضع للمصادر اللغوية -معجماً ونحواً وتصريفاً- حدّان زمني ومكاني، وارتبط الحد الزمني باكتمال بنية اللغة العربية، في العصر الجاهلي الذي تُوِّج بنزول القرآن الكريم، ثم بفترة تسبق تهلهل اللسان العربي، بعد دخول أمم شتى في الإسلام. أما الحدّ المكاني فكان مبنيّاً على البعد عن أماكن الاختلاط بالعجم، ما يرشّح بادية نجد والحجاز، إذ لا يحتجّ إلاّ بكلام الفُصحاء الموثوق بعربيّتهم الّذين لم تفسُد سليقتهم، وضُبِط ذلك بألاّ يؤخذ إلاّ بكلام القبائل الّتي سكنت قلب جزيرة العرب، وردّوا كلام القبائل الّتي على السّواحل أو بجوار الأعاجم، فقرّر العلماء كما في «الألفاظ والحروف» و«المزهر» و«الاقتراح» للسّيوطيّ أنّه يؤخذ عن قريش وهم أجود العرب، وتميم، وقيس، وأسد، فعليهم اعتمد العرب في فهم الغريب والإعراب والتّصريف، ثمّ هذيل، وبعض كنانة، وبعض الطّائيّين، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم. وفي الختام، تقف شواهد مدائن صالح العظيمة، وإرم ذات العماد المخبأة في رمال الربع الخالي، وبقايا مملكة كندة في قلب نجد، التي أشغلت علماء الآثار، وتصطف كل مخطوطات اللغة والمعلقات العشر ساخرة من هذه الأقوال. ومن القاهرة، أكد الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ والحضارة، أن يوسف زيدان يتحدث في غير تخصصه، فهو يحمل دكتوراه في الفلسفة ولا علاقة له بالتاريخ أو الحضارة، فلا يوجد شعب في العالم من دون حضارة، وأشار إلى أن الحضارة القديمة في الجزيرة العربية هي مجتمع القبائل التي عاشت في هذه المنطقة. وأضاف: الجزيرة العربية هي حضارة سبأ القديمة في اليمن، والحفريات الأثرية القديمة وجدت في اليمن مومياوات محنطة على طريقة مصر الفرعونية القديمة، فالمنطقة العربية كانت تشهد حضارة البادية لأن الناس الذين يعيشون في الصحراء كانوا يواجهون التحديات ويتعاملون معها. وأضاف الدسوقي، أن زيدان بهذا التصريح يتطلع للشهرة فهو ينفي الثابت في التاريخ الإسلامي والعربي القديم، فالقاعدة تقول: لا يوجد شعب من دون تاريخ أو حضارة لأن الحضارة أصلاً معناها التعامل مع الطبيعة التي يوجد فيها الإنسان، ويبتكر الوسائل التي تساعده على التغلب على المصاعب وهذا كان موجوداً في شبه الجزيرة العربية على عكس ما يدعي زيدان. وأشار الدكتور عاصم إلى أن الجزيرة العربية كانت بها مراكز حضارية إلى جانب القاهرة وفاس وبغداد ودمشق، فالحجاز كان يمثل مركزاً كبيراً للحضارة في قلب الجزيرة العربية، والمواطن في هذه المنطقة كان يقيم حضارته، ويعرف الزراعة في تلك الفترة، وحتى «نجد» التي تقع في منطقة صحراوية قاحلة فيها حضارة قديمة، ومواطنوها كانوا يعرفون كيف يعيشون وينتجون، ووصف الدكتور عاصم تصريحات زيدان بالخطأ الكبير والتطاول على الثوابت فلا يوجد شعب في العالم من دون حضارة. وأشار الدكتور علي صبح أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر، إلى أن الحضارة العربية قديماً كانت تخضع للبيئة في العصر الجاهلي التي يعيش فيها العرب، وكانت تعيش على نظام حكم القبائل، وكان لهذا النظام أسس حضارية يتعامل بها الفرد مع القبيلة، والفرد يذوب في القبيلة بحيث تكون القبيلة كل شيء والفرد خلية في هذا الكيان، يدافع عنها ويعلي من شأنها أمام القبائل الأخرى والحضارات المحيطة، وأضاف، فعندما رمى كسرى العرب وسبهم بأنهم رعاع أنكر المنذر ابن النعمان عليه قوله وأرسل إليه وفداً من حكماء العرب وقام أحدهم وخطب أمام كسرى ليبين له قيمة حضارة العرب، فالحضارات القديمة الفارسية والرومانية اعترفت بحضارة وعلوم ولغة العرب قديماً. ولفت الدكتور صبح إلى أن العرب كانت لهم حضارتهم التي تتناسب مع بيئتهم الصحراوية، وكانت توجد مراكز حضارية في شبه الجزيرة العربية، و3 أسواق أدبية وحضارية تقام كل عام منها: عكاظ والمربد، وهناك سوق آخر كان يعرض في شمال الجزيرة العربية، فكان العرب لهم أسواق أدبية وعلمية ومعرفية وحضارية تقام كل عام، وأشار إلى أنه يجب على من يهاجم حضارة العرب أن لا ينسى حضارة سبأ والملكة بلقيس في اليمن فكانت حضارة قديمة وعريقة. وأوضح الدكتور علي صبح أن الجزيرة العربية خرج منها رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي أسس جميع الحضارات الحديثة حيث كانت حضارة الإسلام رافد قوي لكل الحضارات الأوروبية. وأشار الشيخ عادل أبو العباس من علماء الأزهر الشريف، إلى أنه إذا كان الدكتور يوسف زيدان باتجاهاته المعروفة في الفترة الأخيرة ومواقفه غير العلمية من التراث والحضارة العربية والإسلامية ومحاولة تشويهه للحضارة العربية بدأ من الجاهلية ومروراً بالتاريخ الإسلامي، فإن أبلغ رد عليه من علماء الحضارة الأوروبية نفسها الذين كتبوا عن الحضارة العربية القديمة أمثال سيديو وغوستاف لوبون وغيرهما الذين عملوا على تأريخ حضارة العرب، فإذا كان زيدان يتجاهل مثل هذه الكتابات فإن عدداً ضخماً من المنصفين الأوروبيين الذين كتبوا عن حضارة العرب قبل الإسلام، ثم مَنهَجَ الإسلام حضارة العرب وجعلها حضارة يعترف بفضلها القاصي والداني، ولا يؤثر فيها كلام زيدان وأمثاله من التنكريين لحضارة العرب والمسلمين. وأوضح، لقد قامت معارك متعددة مع يوسف زيدان حول قضايا القدس وفي قضايا إسلامية المعرفة وقد رد عليه الدكتور عماره وبين أخطاءه العلمية والمنهجية وكشف عن فضائحه في مثل هذا الاتجاه. وإذا كان يوسف زيدان يتجاهل حضارة العرب ويقول إنه لم يقرأ عن هذه الحضارة فإن هذا ادعاء، والدعاوى ما لم تقم عليها بينات فأصحابها أدعياء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©