السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دفن شارون في مزرعته تحت حماية القبة الحديدية

دفن شارون في مزرعته تحت حماية القبة الحديدية
14 يناير 2014 14:56
عبدالرحيم الريماوي (غزة) - دفن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الذي اشتهر بلقب “جزار بيروت” أمس في مقبرة بمزرعته جنوب إسرائيل تحت حماية القبة الحديدية وتهديدات إسرائيلية بيوم سيئ لكل من يطلق الصواريخ. وخلال كلمات التأبين أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشارون “المقاتل” مشددا على دوره خاصة خلال أكتوبر 1973 و”حربه ضد الإرهاب”. وتعهد “بالدفاع بحزم عن مبادئ” سلفه بشأن أمن إسرائيل. وأشاد زئيف هيفير المسؤول في مجلس المستوطنات بشارون على أنه “مدبر” الاستيطان الإسرائيلي، رغم الانسحاب من غزة في 2005 وإخراج 8 آلاف مستوطن من القطاع. وقال هيفير إن شارون الذي يوصف “بالبلدوزر” علم “أبناء إسرائيل القتال ثم الاستيطان”، مؤكدا أنه “كان أبانا في كل ما يتعلق ببناء المستوطنات”. وتوفي شارون السبت الماضي عن 85 عاما في مستشفى خارج تل أبيب بعد أن أمضى 8 أعوام في غيبوبة بعد إصابته بسكتة دماغية، في منتصف حملة إعادة انتخابه، التي كان يتوقع أن يفوز فيها. وكان من بين المشاركين في الجنازة جو بايدن نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، فيما لم توفد غالبية الدول ممثلين على مستوى رفيع. وأعلن مكتب نائب الرئيس الأميركي أن بايدن سيجري محادثات مع الزعماء الإسرائيليين خلال زيارة لإسرائيل على رأس وفد أميركي للمشاركة في تشييع جنازة شارون. وقال نواب أميركيون كبار مسافرون مع بايدن إن اجتماع بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون فرصة لتعزيز جهود السلام في الشرق الأوسط. وقالت النائبة ديبي واسرمان شولتز التي كانت على طائرة بايدن إن الزيارة تعتمد على نتائج الدبلوماسية المكوكية لوزير الخارجية جون كيري. وأضافت شولتز “وفي كل مرة توجد فيها فرصة للتقدم وتكون الولايات المتحدة في وضع لمساعدة إسرائيل في قضية صياغة حل يقوم على أساس دولتين ووضع اللمسات الأخيرة عليه ننتهز هذه الفرصة. وهذا ليس استثناء”. وينظر لنائب الرئيس الأميركي منذ فترة طويلة على أنه أقوى أصدقاء إسرائيل في واشنطن. وتعد تلك أول زيارة يقوم بها إلى إسرائيل منذ مارس 2010 عندما أحرجه إعلان مفاجئ عن مشروع كبير لتوسيع مستوطنات في القدس الشرقية ما أثار خلافا دبلوماسيا مع إدارة أوباما. ووصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إسرائيل مساء أمس الأول في زيارة من المقرر أن يعقد خلالها محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وكان من المقرر أن يجتمع شتاينماير خلال زيارته بنتنياهو وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكن موعد لقاء نتنياهو تغير عقب وفاة شارون يوم السبت الماضي. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت مطلع الأسبوع الجاري أن شتاينماير التقى وزير الخارجية جون كيري في لندن لفترة وجيزة “لمناقشة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وأقيمت جنازة شارون وسط إجراءات أمنية مشددة، وحلق عدد أكبر من الطائرات بدون طيار التي تراقب قطاع غزة بشكل دائم لرصد التحضير لإطلاق صواريخ نحو جنوب إسرائيل، حسبما قالت الإذاعة الإسرائيلية. وكان مصدر أمني إسرائيلي قال أمس الأول إنه تم نقل رسالة لسلطات غزة مفادها منع إطلاق أي صواريخ أثناء الجنازة، لأنه “سيكون الاثنين يومًا سيئًا جدًا لأي شخص يختبر صبر إسرائيل”. وتمت إعادة نشر القبة الحديدية لحماية مزرعة شارون، التي أصيبت بصواريخ فلسطينية في السابق. وأرسل الجيش وأجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية أمس الأول تعزيزات ورفعت مستوى الإنذار تحسبا لاحتمال إطلاق صواريخ. وسقطت 4 قذائف صاروخية أمس على النقب الغربي جنوب إسرائيل. وفي ساعات الصباح، سقطت قذيفتان على النقب جنوب إسرائيل، من دون وقوع إصابات أو أضرار، وذلك قبل ساعات من مراسم تشييع الجنازة. وبعد انتهاء مراسم دفن شارون، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط قذيفتي هاون في جنوب إسرائيل لم يتسببا في أضرار أو ضحايا. وقالت متحدثة باسم الجيش إن “قذيفتين سقطتا في منطقة غير مأهولة من قطاع شاعر هانيجيف”، بينما قال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد إنهما استهدفتا مدينة سديروت القريبة من المزرعة التي دفن فيها شارون. وردت إسرائيل بشن سلسلة غارات جوية مساء أمس على أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وقصفت طائرات مروحية بصاروخين هدفين في دير البلح وسط قطاع غزة، في الوقت الذي نفذت فيه غارتين على هدفين في مخيم النصيرات. كما قصفت طائرات الاحتلال موقعاً في بيت لاهيا شمال القطاع، ويتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وحلقت طائرات عسكرية عديدة في سماء القطاع أمس. وبدأ شارون مسيرته في الأربعينيات ضمن عصابات الهاجاناه الصهيونية، وشارك في معظم حروب إسرائيل مع الدول العربية. واشتهر بأنه مهندس الاستيطان المكثف في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومخطط الحرب على لبنان في عام 1982، وحصل على لقب “جزار بيروت” بعد مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وتأسفت منظمة هيومن رايتس ووتش لذهاب شارون إلى القبر قبل أن يمثل أمام القضاء لدوره في مجازر صبرا وشاتيلا، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©