خولة علي (دبي)
ينظم مركز النور للتأهيل والتدريب بدبي، العديد من الورش الحرفية الذي يقف خلفها المعاق منكباً على عمله، ومتشبثاً برغبته في إثبات قدراته، ومستعرضاً براعته وحرفيته العالية من خلال منتجات تتميز بدقتها وجودتها حتى غدت تنافس منتجات الأسواق. وكانت الورش أشبه بخلية نحل، كل فرد فيها أتقن دوره وعمله وفق منظومة خاصة تسير عليه الحرفة، حتى بدأ العمل بالنسبة لهم مهمة يقومون بها بطريقة ديناميكية لم تخل من التجديد والإبداع التي تنطق به أعمالهم ومنتجاتهم المتنوعة.
تقول اسفانا الخطيب المديرة التنفيذية لمركز النور لتدريب وتأهيل الأطفال المعاقين، إن أهمية عملية التأهيل تكمن في تطوير قدرات المعاق وما تلعبه المراكز التأهيلية والتدريبية بصورة دائمة في احتضان هذه الفئة، وتعليمهم بعض الأسس والمبادئ المهمة في العملية الإنتاجية التي بلا شك ستنعكس على نفسيتهم بطريقة إيجابية وتكرس فيهم روح العمل.
وتضيف: هُناك الكثير من البرامج التي تسهم بشكل أو بآخر في التغلب على مجمل المصاعب التي قد يصادفه المعاق في حياته. فالعمل يجعل منه فرداً منتجاً ينطوي عليه الكثير من المسؤوليات في التعامل مع ما يتمتع به من مقومات مهنية في العطاء والمثابرة على العمل والإنتاج. وهذا ما يتوَّقع منه المحيطون به.
وكان لابد من جعل هذا المعاق فرداً فاعلاً في المجتمع يمتلك مقومات تجعله قادراً على الإنتاج والمشاركة في الحياة المجتمعية والاقتصادية على وجه الخصوص.
وتؤكد قائلة إن التأهيل المهني يحظى بأهمية قصوى بالنسبة إلينا، كما أننا على ثقة تامة بأن التأهيل المهني يساعد الطالب على الاستقلالية والتسلح بالمهارات الحياتية، وفي ذات الوقت يساهم في تعزيز مهاراته والاعتماد على النفس، ما يساعده في الحصول على عمل.
موضحة الخطيب أن مركز النور لتدريب وتأهيل الأطفال المعاقين يوفر تدريباً مهنياً مميزاً للطلبة الدارسين، وذلك من خلال برامج عدة منها، أعمال النجارة، والحياكة، والرسم، والمخبوزات، وصياغة المجوهرات، والطباعة، ويتم إدراج أي من الطلبة في التخصص الذي يرغب به ويميل إليه. وبالنسبة إلينا في مركز النور، فإننا نجتهد لتقديم خدمات تدريب مهني موسعة للطلبة لصقل مواهبهم وتأهيلهم للتواصل مع المجتمع. وعلى صعيد آخر، فهناك عدد من الطلبة ممن يؤدون أداءً جيداً ويتفوقون في تخصصات معينة، ما يساعدهم في الحصول على وظائف في قطاعات متنوعة، فهم بذلك استطاعوا أن يخرجوا من نطاق المركز بخبرة وحرفية متميزة.
وترى الخطيب، أننا نسعى لتقديم خدمات تدريب متنوعة ومتكاملة لكافة الملتحقين في برنامج التأهيل الذي نود من خلاله إيجاد بيئة خصبة للمعاق يستطيع أن يساهم بجهده وقدرته في تطوير ذاته وإتقان مهارة وحرفة تكون بمثابة نقطة تحول في حياته إلى الأفضل وبداية جديدة لمستقبل مضمون ومشرف. فالمعاق بحاجة إلى من يأخذ بيده ليتلمس طريقه من خلال عملية تأهيله والانطلاق به قدما نحو هدف يعكس في نهاية الأمر الدور الذي يجب أن يلعبه كل معاق وهو الإسهام في تنمية وخدمة المجتمع باعتباره جزءاً لا يتجزأ منه.
موضحة: يوجد لدينا خمس مراحل بالمركز، منها وحدة الرعاية الخاصة، التي تحتضن الأطفال من عمر أربع سنوات لثمانية عشر عاماً، وبها قدر كبير من التحديات، لأنها تضم الأطفال المصابين باضطرابات سلوكية، وإعاقات بدنية تتطلب نوعاً معيناً من التعامل. أما عن وحدة التوظيف، فإنها تؤهل اليافعين للانخراط في المجتمع والحصول على وظيفة تناسب قدراتهم.
وحول عملية التسويق تقول الخطيب: عادة ما يتم تسويق هذه المنتجات الذي يعود ريعها للمركز في عدد من المعارض التي يتم تنظيمها على مستوى الدولة.
عدد اليوم
