الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة في مصر لا تزال تشكو من جراحها

23 ابريل 2011 21:13
شعر مينا جورج، الذي كان يعمل موظفاً في فندق، بسعادة غامرة حين أطاحت انتفاضة شعبية برئيس مصر لكن منذ أن توقف توافد السائحين بدأت هذه الفرحة تتراجع أمام الخوف واليأس. وفقد جورج وظيفته في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر ولجأ الى الاقتراض من أصدقائه لمواجهة نفقات المعيشة. وقال جورج (33 عاما): “الثورة عظيمة لكنها مؤلمة، واجه العديد من أصدقائي أوقاتاً عصيبة مع تسريحنا من العمل بسبب ضعف النشاط”. ومن أهرامات الجيزة الى منتجعات البحر الاحمر تراجعت أعداد السياح وهو ما وجه ضربة موجعة الى ملايين المصريين الذين يعتمدون في كسب قوتهم على ما ينفقه نحو 14 مليون سائح كانوا يزورون البلاد. وفي ذروة الانتفاضة الشعبية، التي استمرت 18 يوماً، أصدرت السفارات تحذيرات من السفر وألغت العديد من شركات السياحة رحلاتها وهو ما جعل القطاع الذي يعد مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية يواجه أزمة. وبعد مرور شهرين انحسرت حالة الفوضى إلى حد بعيد وعادت معظم قوات الشرطة بعد ان كانت هجرت مواقعها أثناء الاحتجاجات وتراجعت التحذيرات من السفر. لكن أعداد السائحين لم تعد حتى الآن إلى معدلاتها السابقة وتوقع وزير السياحة المصري انخفاض إيرادات القطاع في 2011 بنسبة 25% مقارنة مع العام السابق. وقال عمر محمد سعيد (59 عاماً) الذي يملك متجراً لبيع المشغولات النحاسية في خان الخليلي السوق الرئيسية في القاهرة الإسلامية “بالكاد أستطيع أن أتذكر دخول سائح واحد الى المتجر مؤخراً”. وكان سعيد يعاني بالفعل قبل الانتفاضة لأن عدد السائحين الغربيين تراجع بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. وقال إن أعلى دخل حققه في يوم واحد منذ الاحتجاجات هو ألف جنيه (168 دولارا) وأضاف أنه طلب من العاملين لديه تقليل أيام العمل لكي يتمكن من دفع أجورهم. ويقول أحمد سلامة، الذي يمتلك متجراً للهدايا التذكارية في القاهرة يوفر سبل العيش لأربع أسر، إنه يكافح لإطعام زوجته وأولاده الثلاثة من دخله الضعيف. ويضيف سلامة (36 عاماً): “لم أبع شيئاً منذ قيام الثورة، طول اليوم أجلس في المحل وأشاهد التلفزيون”. وعند أهرامات الجيزة،أشهر معلم سياحي في البلاد والذي يحرص الزائرون للقاهرة على مشاهدته، يندر وجود سائحين غربيين رغم أن شهر أبريل هو أحد الأشهر السياحية الرئيسية. وفي ظل قلة العملاء المحتملين يبدو أن الباعة الجائلين والمرشدين السياحيين غير المرخصين الذين ينتشرون في المعالم الشهيرة في مصر يركزون على أموال السائحين. وقالت مجموعة من السياح الالمان والفرنسيين، زاروا الأهرامات مؤخراً، إن شرطة السياحة اكتفت بالمشاهدة حين تتبعتهم مجموعة من الباعة حول المكان وهم يتنافسون على جذب اهتمامهم. وقال سائح ألماني يدعى اليكس “دفع أحدهم بعلبة من الشراب الى يدي وطلب مني أن أدفع ثمنها”. ومع اقتراب الصيف الحار يأمل مسؤولو السياحة في حدوث انتعاشة بدءاً من سبتمبر. لكن العميد محمد المقاطي الأمين العام المساعد للأمن السياحي بالجامعة العربية قال إن هذا مرهون بالوضع الأمني. وانحسرت الاضطرابات السياسية لكن لا يزال بالإمكان رؤية مركبات الجيش في بعض الشوارع وتحذر السفارات مواطنيها الآن من تزايد السرقة بالإكراه وأعمال السطو والابتزاز في مصر. وفي شرم الشيخ التي شهدت بالكاد نفحة من الاحتجاجات التي هزت العاصمة ومدنا أخرى في مصر يجلس تجار الهدايا التذكارية متجهمين أمام متاجر خاوية على جانبي ممشى خليج نعمة الذي أصبح شبه مهجور وفي السوق القديم. ولا تزال الإجراءات الامنية مشددة في أنشط منتجع مصري على البحر الاحمر منذ وقوع سلسلة تفجيرات في 2005 أودت بحياة أكثر من 80 شخصاً معظمهم مصريون. ويقوم أفراد من الشرطة وحراس أمن بدوريات في المنتجعات ويستخدمون أجهزة كشف المعادن وأجهزة لأشعة إكس على غرار تلك الموجودة في المطارات لتفتيش الوافدين.
المصدر: رويترز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©