الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصحفيون.. وصدمات المهنة

الصحفيون.. وصدمات المهنة
18 أغسطس 2016 00:10
مثل رجال الإسعاف والشرطة وفرق الإنقاذ ، يجد كثير من الصحفيين أنفسهم فجأة في موقع أحداث مأساوية، مثيرة للألم والحزن، وهو ما قد يسبب لهم صدمة عصبية ونفسية خطيرة. وفي الحقيقة لابد أن يهتم رؤساء ومديرو التحرير بالظروف التي يعمل فيها محرروهم وما قد يتعرضون له أثناء التغطيات الصحفية التي يقومون بها. وعليهم أن يتنبهوا لتأثير المآسي التي يتعاملون معها على أحوالهم النفسية. يقول دكتور مارتن كوهين، أخصائي علم النفس السريري في مدينة تامبا بولاية فلوريدا إن الصحفيين «يواجهون نفس المخاطر التي يواجهها أول المستجيبين، وهو التعرض لصدمة». ويعمل كوهين مع المتخصصين في خدمات الطوارئ، ومن بينهم مسؤولو إنفاذ القانون، ورجال الإطفاء والعاملون في المجال الطبي. ويتعين على رؤساء غرف الأخبار (صالات التحرير)، لا سيما هؤلاء في المدن التي يضربها إرهابيون، أن يدركوا أن الصحفيين ليسوا بمأمن من الصدمة حتى أثناء قيامهم بعملهم في تغطية الأخبار. ويرى الدكتور كوهين أن «الصحفيين هم ضحايا ثانويون محتملون بسبب طبيعة عملهم»، ويمكن أن يعاني الصحفيون شكلاً من أشكال متلازمة إجهاد ما بعد الصدمة بعد قيامهم بتغطية مأساة أو أزمة. يقول كوهين «إن إدراك التعرض لمأساة هو أمر صادم. ويكون قلبك معرضاً للخطر حتى وإن كنت تنظر من خلال عدسات». وقد أجرى بوب ستيل من معهد«بوينتر» للإعلام حوارا مع دكتور كوهين عن فترة ما بعد الإرهاب، بالنسبة للصحفيين الذين قاموا بتغطية أحداث من هذا النوع .. وفيما يلي نص الحوار كما نشره موقع المعهد: بوب ستيل: ما هي المخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطية قصة تتعلق بضحايا الإرهاب على سبيل المثال؟ دكتور كوهين: إن مجرد التعرض لصدمة شخص آخر يمكن في حد ذاته أن يشكل صدمة. وهناك مجموعة كاملة من الأعراض، الجسدية والمعرفية والعاطفية، التي تؤثر على جزء كبير من الناس الذين يتعرضون لشيء مؤلم. ستيل: ما هي بعض هذه الأعراض؟ كوهين: ردود فعل جسدية مثل الإرهاق وردود الفعل المبالغ فيها ومجموعة كاملة من المشاكل الصحية مثل الصداع وأمراض الجهاز الهضمي والقشعريرة والدوار. وكلما كنت قريباً من منطقة التأثير المباشر للحدث، زاد تأثرك. وكلما كان التعرض أكبر، زادت احتمالات ظهور أعراض. ستيل: ما الذي ينبغي للمحررين ومديري التحرير في مدينة نيويورك وواشنطن على وجه التحديد أن يفعلوه للتأكد من أن موظفيهم يتعاملون بشكل مناسب مع الصدمة؟ كوهين: إعطاء الأشخاص الإذن بأن يكون لديهم هذه المجموعة من ردود الفعل العاطفية والجسدية والمعرفية وأن يكون لديهم فرصة للحديث عنها عند عودتهم من الميدان. ومن رأيي أن نوصي بنوع رسمي من استخلاص المعلومات، ولكن إذا لم يكن هذا متاحاً فعلى الأقل أن تكون هناك فرصة للجلوس والتحدث مع شخص ما لكي نمحو من صدورهم وعقولهم ما تعرضوا له. ستيل: هل ينبغي القيام بهذه الجهود في أقرب وقت؟ كوهين: يجب القيام بهذه الجهود فوراً إذا كان الأشخاص يشعرون بأعراض فورية مثل الأرق والكوابيس. وفي العادة يكتشفون في اليوم التالي أنهم يجدون صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات. أو أنهم يبدأون في الشعور بالذنب أو الحساسية المفرطة والعجز والغضب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©