الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فهم وبديهة

17 سبتمبر 2008 01:07
قيل إن الرشيد نظر من مستشرف على قصره فرأى ولده المأمون وهو صغير يكتب على حائط فدعا الرشيد خادمه وأمره أن ينطلق حتى ينظر ما يكتب المأمون على ألا يتنبه له المأمون، فتوجه الخادم خلسة فرآه كتب بيتاً من الشعر ووقف يتفكر فحفظ البيت وعاد إلى الرشيد فأخبره بالبيت وهو: قل لابن حمزة ما ترى ·في زيرياج محكمة والزيرياج نوع من الطعام، فقال الرشيد لخادمه إذهب إلى المأمون واسأله عما يكتب فسيقول لك إني كتبت بيتاً ومتحير في التتميم، فتصنع التفكر ثم قل له فتمم فقل: قال ابن حمزة يا بني هزلت مجترئاً فمه ففعل ذلك الخادم فتفكر المأمون ثم قال له: لولا أنك مأمور ما نجوت من يدي! فلما علم الرشيد هذا الجواب عجب· وابن حمزة هو علي الكسائي عالم اللغة المعروف كان أستاذ المأمون والأمين، وعرض عليه الأمر وقال له كيف علم المأمون أن الخادم مأمور؟ قال من قوله ''هزلت مجترئاً فمه'' إذ لا يستطيع الخادم أن يخاطبه بهذه اللهجة إلا إن كان مأموراً بقول ذلك ممن يملك أن يقوله للمأمون! كل يوم هو في شأن أمر الحجاج بإحضار رجل من السجن، فلما حضر أمر بضرب عنقه فقال: أيها الأمير أخرني إلى غد، قال: وأي فرج لك في تأخير يوم واحد؟ ثم أمر برده إلى السجن فسمعه الحجاج في السجن يقول: عسى فرج يأتي به الله إنه له كل يوم في خليقته أمر فقال الحجاج: والله ما أخذه إلا من كتاب الله وهو قوله تعالى: ''كل يوم هو في شأن'' (الرحمن - الآية 29) وأمر بإطلاقه· اغضض من بصرك قال الحجاج لأعرابي يوماً على سماطه: ارفق بنفسك فقال: وانت يا حجاج اغضض من بصرك· وقال معاوية لرجل على مائدته: خذ الشعرة من لقمتك· فقال: وإنك تراعيني مراعاة من يرى الشعرة في لقمتي، لا أكلت لك طعاماً أبداً · قرابة وعداوة وضع معاوية بين يدي الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما دجاجة ففكها· فقال معاوية: هل بينك وبين أمها عداوة؟ فقال الحسن: فهل بينك وبين أمها قرابة؟ معاكسة حضر أعرابي على مائدة بعض الخلفاء فقدم جدي مشويا فجعل الأعرابي يسرع في أكله منه· فقال له الخليفة: أراك تأكله بحرد كأن أمه نطحتك· فقال: أراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©