السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحيزوم 1

الحيزوم 1
17 سبتمبر 2008 01:06
تأملت في الحيزوم، الذي فعله في الحرب بالعوامل مجزوم، وإذا هو المطهم المطهر، الذي عليه من الحسن ثوب مشهر، ينتفع به من الفرسان المنتفع إنما سمي· بالحيزوم لرفعته لأن الحيزوم المرتفع، أو سمي به لشدة الحزم، فما بلغ غيره حزمه من سائر الخيول ذوات العزائم والعزم، حافره أحفر، وغرته نجم أسفر، فإنه الأغر المحجل، الذي هلاك العدو به معجل، قد زاد على الخيل بركة ويمنا، ذو غرة مستطيلة محجل الثلاث مطلق اليد اليمنى، سرى بحسن أوصافه الركب، لما أشبه من خيل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ''السكب'' لا شك أنه في حلبة السباق مقدم، تخدمه الجياد ويروق تحجيله فهو على كلتا الحالين المخدم، رتبته شامخة، وغرته سادخة، ما هو بها إلا ذو النور في الخيل، كأنما دعا له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: اللهم نور له فسطع نور بين عينيه كما دعا لطفيل، فهو أرثم أقرح، يزهو بحسنه ويمرح، لم تنجب مثله الإناث، كأن النهار لكثرية دوسه له في مسيره قد لصق بقوائمه الثلاث· أو كأنه لكثرة لعبه في أرض من الكافور اليقق، خضبت قوائمه من غباره وأما سائر جسده فمن الشفق، نهدا يسلي الوامق عن النهد، سابح الحضيض سواء عنده هو والوهد· ما هو إلا الضامر الشرجب، والكريم الأصيل العريق الأنجب· أسد برز فهداه، وجميل يتيه بالحسن تيه الغادة فكأنها نهداه، كل جواد عنده كسد، وكل مطهم يذوب له من الحسد، إذا بدا فعن شكل الظبي وإذا بطش فعن فعل الأسد، ما أوضح غرته وما أبهى، وما أكثر سيره إلى الغزو إذا أراح عنه الغير خيله وأبهى، إن أقبل ظن من نظره أنه لا كفل، وإن أدبر اعتقد بأنه بغير عنق لما غاب عنه وأفل، استبد بالتيه والفخر، وتفرد بحسن الحواس حتى إنه ليسمع دبيب النمل على الصخر، فلا يبرح ولا يزال، ينصب له عنقاً كعنق الغزال، ويرفع له أذنين كقلمي الذهب، ويلتفت عن طلية يحسبها الرائي قطعة من اللهب، فهو (أبر من الحمامة) و(أبصر من زرقاء اليمامة)، و(أسمع من السمع والفيل)، فهو لسماعه بالتحذير من غدر الأعداء كفيل، يقاد في موكبه، فيزاحم نسمات الجو بمنكبه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©