الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم يدخل عصر الزلازل الضخمة في المستقبل القريب

العالم يدخل عصر الزلازل الضخمة في المستقبل القريب
23 ابريل 2011 20:48
ضرب عدد من الزلازل المدمرة مناطق مختلفة من أنحاء كوكب الأرض في السنوات الأخيرة الماضية. لم يكمل العالم العقد الأول من ألفيته الثالثة حتى انصعقت اليابان وهايتي ودول آسيوية بزلازل مدمرة ومتتابعة أحالت بين عشية وضحاها مدناً وحواضر عامرةً إلى أراض يباب خراب وكبدتها خسائر في البشر والشجر وحتى الحجر، وبثت في سكان البقاع التي حولها ذعراً شديداً وترقباً دائماً خشية أن تلحقهم “غضبة الأرض”. تسلسل هذه الزلازل وتتابعها جعل بعض علماء الجيولوجيا يتنبؤون بأن الآتي قد يكون أكثر قتامةً وسواداً، وأن العالم قد يكون مقبلاً على زلازل كارثية ضخمة في المستقبل القريب. لكن العقبة الكأداء التي تقف في طريق تأكيدهم لفرضية “عصر الزلازل الضخمة” أو نفيها هو شح البيانات. قامت ثلاثة فرق بحث بتمشيط أحد عشر عقداً (111 سنة) من سجلات الزلازل التي ضربت كوكب الأرض بُغية معرفة ما إذا كان سكان الكوكب الأزرق معرضين في القريب المنظور إلى زلازل عملاقة لا تبقي ولا تذر. البعض قال نعم، نحن كذلك! وآخرون أبدوا تحفظهم وقالوا قد يكون في الأمر تهويل وتضخيم، فعمر السجل التاريخي للزلازل السابقة قصير، وعدد الزلازل الضخمة التي ضربت الأرض خلال 111 سنةً الماضية لا يتجاوز 14 زلزالاً! وهو ما لا يُسعف علماء الزلازل بالخلوص إلى نتائج يقينية حول نوع الأنشطة الزلزالية المستقبلية لكوكب الأرض. زلازل عنقودية عملاقة كشف باحثان عن وجود عناقيد جيولوجية أطلقوا عليها "زلازل عملاقة"، أي الهزات الأرضية التي يتجاوز مقياسها على سلم ريختر 9 درجات. إحدى هذه العناقيد شمل ثلاثة زلازل من هذا النوع وقعت خلال الفترة ما بين 1952 و1964، من بينها الزلزال الذي ضرب الشيلي سنة 1960 والذي بلغت درجته 9,5 ووُصف بالزلزال الأكثر تدميراً في تاريخ كوكب الأرض المُسجل. وخلال الفترة الممتدة ما بين 1950 و1965 وقع زلزال ضخم وعنقودي آخر بقوة 8,6 إلى جانب زلازل أخرى أعنف، يقول تشارلز بوفي وديفيد بوركينز، عالما زلازل ومشاركان في التقرير الجيولوجي الأميركي بمدينة جولدن في ولاية كولورادو. تكهن هذان الباحثان بأن الزلزال الذي ضرب البيرو بقوة 8,4 درجة على سلم ريشتر سنة 2001 كان بدايةً لحقبة جديدة من سلسلة متتابعة من الزلازل الضخمة التي يشهدها كوكبنا حالياً. قيامة أرضية يقول بوفي متحدثاً إلى موقع "آور أُمَيْزين بلانيت دوت كوم": “لا يتعلق الأمر البتة بيوم قيامة على الأرض، ولا أعتقد أن الزلازل الضخمة ستحدث على مدار فترة طويلة من الزمن، لكننا نقول يبدو أننا نشهد نشاط سلسلة عنقودية من الزلازل التي تفوق قوتها المعدلات الطبيعية الاعتيادية. لا أعرف كم قد يستغرق نشاط هذه السلسلة العنقودية. وإذا لم يتعرض كوكبنا لزلزال ضخم خلال السنوات العشر أو الاثنتي عشرة القادمة، فقد أقول آنذاك فقط أننا نوجد خارج هذه السلسلة العنقودية". ومن الجانب الآخر، قد يكون اشتداد موجة الزلازل الضخمة مؤشراً يعكس فقط تقلبات واهتزازات عشوائية في الأنماط الأرضية للنشاط الزلزالي. فقد أظهرت دراسة إحصائية أنجزها الباحث أندرو مايكل في مدينة مينلو بارك بولاية كاليفونيا أن هذا النمط العنقودي اختفى في السابق بمجرد الأخذ بعين الاعتبار الاهتزازات الارتدادية للزلازل الضخمة. وفي هذا الصدد، أخبر مايكل موقع "آور أُمَيْزين بلانيت دوت كوم" قائلاً: إن الدرس الأهم الذي يمكننا استخلاصه هو أن هذه "الاعتباطية" الظاهرية لا تعني أن الزلازل موزعة على فترات منتظمة، بل تدل بالأحرى على أن هذه العمليات الاعتباطية تُؤدي إلى نشوء تشكلات عنقودية ظاهرة، ومن المهم طبعاً القيام بدراسة دقيقة لمعرفة ما إذا كانت هذه العناقيد الجيولوجية الظاهرة أو أوقات خمود نشاطها يذهب ما وراء توقعاتنا من عملية اعتباطية بسيطة. وتشير النتائج التي توصلت إليها إلى الآن أن هذا التعنقد الظاهري متوافق مع عملية النشاط الاعتباطي". وفي حال افترضنا أن هذه العناقيد الجيولوجية الظاهرة تنشأ بمحض الصدفة، فإنه يستعصي على علماء الزلازل الجزم بمدى احتمال تعرض كوكبنا إلى زلازل ضخمة في القريب العاجل. “فهذه السلسلة الأخيرة من الزلازل الضخمة المتتابعة يمكن شرحها بأنها تقلبات جيولوجية اعتباطية لا تحمل طياتها أية خصائص تنبئية عما سيليها مستقبلاً" يقول مايكل، مضيفاً أن التوقعات العالمية بشأن الزلازل والدمار الذي تخلفه ينبغي أن تستخدم السجل التاريخي الأطول ما أمكن لحقبة جيولوجية معينة بدل التركيز على الماضي القريب من الحوادث الزلزالية. بيانات شحيحة يقول إيستر "لا نتعرض لزلازل تفوق قوتها 9 درجات على سلم ريشتر إلا بضع مرات كل قرن، ومن حُسن الحظ أن هذه الزلازل نادرة الحدوث حول العالم. فمثلاً، لم يتجاوز عدد الزلازل التي ضربت العالم بقوة 8,5 درجة خلال فترة 111 سنة الماضية أكثر من 14 زلزالاً". ويتفق مايكل مع طرح زميله إيستر، إذ يرى أن "القيد الرئيس هو عدم توفرنا على بيانات كافية. فلا يمكننا القول إن الزلازل العنقودية لا توجد. بل يمكننا القول فقط إن المعلومات الموجودة لا تسمح لنا برفض الفرضية القائلة باعتباطية البيانات. فإذا كانت هناك بيانات أكثر، فإن نتائج ما نقوم به من دراسات كانت ستكون حتماً مختلفةً، لكن هذا سيتطلب عقوداً إضافيةً ليتحقق". سجل طويل الأمد قام عالم الزلازل ريتشارد إيستر في معهد نيومكسيكو للتعدين والتكنولوجيا بمعية زملاء له بجمع السجلات التاريخية التي تؤرخ للزلازل التي ضربت كوكب الأرض وقارنوها بالمُكتشفات الحديثة، وذلك بهدف إنشاء سجل طويل الأمد بالحجم التراكمي للزلازل حول العالم. ووجدوا أن معدلات الزلازل الكبرى التي تعرضت لها الأرض خلال الفترة من 1907 وحتى1950 والفترة 1967 إلى 2004 كانت منخفضةً نسبياً. غير أنهم وجدوا في الوقت ذاته أن الزلازل الضخمة زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة من 1950 إلى1967، ثم عاودت الارتفاع مجدداً ابتداءً من سنة 2004، وتظهر ذلك جلياً في الزلزال المدمر الذي ضرب إندونيسيا بقوة 9,1 و 9,3 على سلم ريختر والذي نتج عنه تسونامي. وعلى الرغم من هذا، يقول إيستر، فإن هذه النتيجة لا تختلف كثيراً من الناحية الإحصائية عن نظرية النشاط الاعتباطي. ويضيف إيستر “قد يكون التقدم الحاصل بخصوص فهم ما إذا كانت هناك حقب يمكن الاصطلاح عليها “عصور الزلازل الكبرى” من عدمه بطيئاً نوعاً ما نظراً لأننا لا نتعرض كثيراً لهذه الزلازل الكبرى”. عن "كريستيان ساينس مونيتور" ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©