الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمر بالمعروف

17 سبتمبر 2008 00:57
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعون فلا يستجيب لكم) رواه حذيفة رضي الله تعالى عنه، والترمذي وحسنه الألباني، وقال في حديث آخر (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم وأحمد والأئمة الأربعة· وكذلك قوله (إذا هابت أمتي أن يقولوا للظالم أنت ظالم فتودع منهم) رواه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه· تتناول هذه الأحاديث جملة من اللآلئ المحمدية شرحها الدكتور السيد محمد نوح في كتابه: ''توجيهات نبوية على الطريق''، فقال: إن هذه الأحاديث تشتمل على نصائح ووصايا، تجعل المجتمع بكل طبقاته يستقيم على جادة الصواب ولا يفرط في شرع الله، ويلزم النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذه الأحاديث الأمة بالضرب على يد الظالم والقضاء على الفساد· ويضيف أنه ينبغي على المؤمن الذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه الله تعالى وإعزاز الدين ولا يكون لحمية في نفسه، فإن قصد به وجه الله وفّقه الله لذلك، وإن كان حمية لنفسه خذله الله تعالى، كما في قصة العابد الذي هم بقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله ولقيه إبليس فتخاصم معه· وقال الشيخ طه عبدالله العفيفي في كتابه: ''من وصايا الرسول (صلى الله عليه وسلم)'': أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصى أبا ذر بخصال كثيرة فكان من ضمن هذه الوصايا (ألاَّ يخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن أقول الحق ولو كان مُرّاً)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا يحقرن أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله وكيف يحقرن أحدنا نفسه؟ قال يرى أن لله عليه مقالاً ثم يقول فيه فيقول الله عز وجل يوم القيامة: ما منعك أن تقول كذا وكذا فيقول خشيت الناس فيقول فإياي كنت أحق أن يخشى) رواه ابن ماجه· ولعظم تلك المسؤولية في الإسلام، اجتهد السلف الصالح في رعاية تلك الأمانة وطلباً لرضاه وإبراء لأنفسهم من كتمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانحسر الفساد، وقصر الباطل، وقضي على الغش والخداع، وتكوّن مجتمع الفضيلة الذي يتسع للضعفاء قبل الأقوياء وللفقراء قبل الأغنياء، وبرز في هذا المجتمع كل ذي خلق عظيم، ولقد بلغ من جرأة سلفنا الصالح ما جعلهم يجاهرون أقوى ولاة الدولة الإسلامية دفاعاً عن شريعة الله في أرضه· يقول مجدي السيد إبراهيم في كتابه: ''الأولياء·· الحافظ ابن أبي الدنيا'' عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (أفضل الجهاد كله كلمة حق عند سلطان جائر أو أمير جائر)، بل إن الحديث الذي هو موضوعنا قد روي برواية أخرى تقضي على كل شبهة لهؤلاء المداهنين على حساب الشريعة، فقد أسندت الرواية إلى النعمان بلفظ آخر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (مثل المداهن في حقوق الله تعالى والواقع فيها والقائم عليها كمثل ثلاثة رجال كانوا في سفينة فاقتسموا منازلهم وصار لأحدهم أعلاها ولأحدهم أوسطها ولأحدهم أسفلها، فبينما هم كذلك إذا أخذ أحدهم القدوم فقالوا له ما تريد؟ قال أخرق مكاني خرقاً فيكون الماء أقرب إليَّ ويكون فيها مخلاتي ومهراق دمائي فقال بعضهم اتركوه أبعده الله يخرق في حقه ما شاء، وقال بعضهم لا تدعوه يخرقها فيهلكنا ويهلك نفسه، فإن أخذوا على يديه نجا ونجوا وإن هم لم يأخذوا على يديه هلكوا وهلك)· محمد إسماعيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©