الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوميديا الحارة الشامية تعود للشاشة والمشاهد من خلال «شاميات»

كوميديا الحارة الشامية تعود للشاشة والمشاهد من خلال «شاميات»
27 يونيو 2010 21:21
كانت الحارة الشامية حاضرة بكثافة في أعمال الدراما السورية الأولى، ولذلك كانت انطلاقة الكوميديا السورية من الحارة الشامية، وتحديداً من خلال أعمال نهاد قلعي ودريد لحام في بداية تأسيس التلفزيون في سوريا. إلا أن الكوميديا السورية ابتعدت عن أجواء الحارة الشامية فيما بعد لعقود طويلة، وانحصرت أعمال هذه البيئة في إطار التراجيديا فقط. لكن الفنان فادي غازي يعلن عن مفاجأة جميلة لهذا العام، وهي عودة كوميديا الحارة الشامية في مسلسله الجديد «شاميات»، حيث سنشاهد شخوص الحارة نفسها كالعكيد والفران وبائع الخضار والحلاق والعطار وغيرهم، في إطار كوميدي طريف، يجمع خفة الظل وجدية الطرح. ويستعيد فادي في هذا المسلسل شخوص كوميديا الحارة الشامية في الستينيات والسبعينيات، حيث سيشارك في العمل الفنانة القديرة نجاح حفيظ التي اشتهرت في أعمال دريد ونهاد بشخصية «فطوم حيص بيص»، وكذلك الفنان القدير ياسين بقوش «ياسينو»، والفنان القدير صباح عبيد الذي لعب شخصية «الساطور الأحمر» في مسلسل «وادي المسك». كما يشارك في العمل عدد كبير من نجوم الكوميديا والدراما السورية، منهم، أندريه سكاف وجرجس جبارة وعبير شمس الدين وروعة ياسين وجيني إسبر ومحمد خير الجراح وليليا الأطرش وسوسن ميخائيل وراكان تحسين بك ومديحة كنيفاتي وربى المأمون، وهو من إنتاج شركة «رنا برودكشن». حكم شعبية يتألف العمل الجديد من ثلاثين حلقة، مدة كل منها نصف ساعة، وتتضمن الحلقة مجموعة من «الاسكتشات» القصيرة، لا تتجاوز مدة كل منها دقيقتين، تنتهي بطرفة، ترسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، ولكن «شاميات» لا يهدف إلى الإضحاك لمجرد الإضحاك، وإنما يرسل من خلال لوحاته رسائل قصيرة إلى المشاهد، تتضمن عبرة أو حكمة ما. هذا ما يقوله المعد والمخرج والممثل فادي غازي، الذي سبق له أن قدم عدة تجارب بهذا الشكل الدرامي، منها مسلسله «كل شي ماشي» والمؤلف من جزأين، وكذلك مسلسل «فذلكة عربية» ويضيف: العمل يعتمد على فكرة تلفزة النكتة المتداولة، والتي استندت إليها في أعمالي السابقة، بهدف تقديم جرعة من الضحك للمشاهد، في الوقت الذي ننتقد فيه بعض السلوكيات الخاطئة، ونسلط الضوء على بعض الهموم الاجتماعية، ولكن هذه المرة ضمن أجواء البيئة الشامية تحديداً. والنكتة المتداولة كما هو معروف تنبع من مشكلات الناس وحياتهم اليومية، وتعبر عن الحكمة الشعبية على بساط الضحك. موضحاً: اعتمدنا بشكل أساسي على الكم الكبير من النكات المجموعة في كتب أو التي تحفظها الذاكرة الشعبية، وكذلك على بعض القصص والمواقف المستمدة من الحياة الحقيقية، مع مراعاة أن النكات ليست جميعها صالحة للتحويل إلى مشهد بصري، فهذا الأمر صعب للغاية أحياناً، وقد تغلبت على هذه الصعوبة في بعض اللوحات بحلول إخراجية مبتكرة. ويرى فادي أن المواطن العربي يحتاج إلى فسحة من المرح البريء، بين الأعمال الاجتماعية التي تتناول هموم الواقع الاجتماعي ومشكلاته. وهو يتجه إلى البيئة الشامية في عمله الجديد، لأن هذه البيئة محببة للمشاهد العربي. ويقول إنه لا يمس بهذه البيئة، بل يبرز من خلالها القيم الأصيلة التي يتميز بها أهلها كالكرم والشهامة والمروءة، ويعتمد في تلفزة نكاته وطرائفه على المواقف والشخصيات الظريفة. نجوم وشخصيات الفنان أندريه سكاف من المشاركين الدائمين في أعمال المخرج غازي، لأنه يؤمن بأن اللوحات الضاحكة، هي أقصر طريق إلى قلوب وعقول المشاهدين، وهو يلعب في هذا العمل شخصية «أبو عبدو»، ويقول إن رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين ليس بالأمر السهل، وتحويل الطرفة الشعبية إلى لوحة درامية، يحتاج إلى كثير من العفوية والتلقائية في الأداء، فهناك أناس موهوبون في رواية النكتة، وآخرون يروونها على مسامع الآخرين فيفسدونها. والأمر نفسه ينطبق على الأداء التمثيلي في «شاميات»، فهو يتطلب حساً كوميدياً عالياً، ينسجم مع أسلوب إخراجي ذكي. وهذا ما نأمل الوصول إليه من خلال عملنا معاً كأسرة فنية متفاهمة، تسودها أجواء التعاون. أما الفنانة مديحة كنيفاتي فتلعب دور زوجة «عكيد» الحارة في العمل، وتجد أنه من الممتع الجمع بين الكوميديا وأجواء الحارة الشامية في مسلسل واحد، وهي سعيدة بالشخصية التي تؤديها، لأنها جديدة عليها تماماً، وتتمنى أن تترك من خلالها بصمة مهمة، وتحظى بإعجاب المشاهدين. وتعتقد مديحة أن العمل سيحظى بشعبية بين الناس، لأنه يحمل فكرة جديدة وطريفة. وتقول الفنانة القديرة نجاح حفيظ إن أجواء الألفة والتعاون التي تسود العمل مريحة، وتفسح المجال للفنان لتطوير الشخصية التي يؤديها، وهي سعيدة جداً بالعودة إلى أجواء كوميديا الحارة الشامية التي انطلقت منها في أعمال نهاد قلعي ودريد لحام. وإن كان هناك اختلاف كبير في الطرح، ففي تلك الأعمال كانت تلعب دوراً واحداً على مدى حلقات المسلسل، وضمن قصة مترابطة، بينما هنا ينقسم العمل إلى لوحات قصيرة جداً، تعتمد على المفارقة الساخرة، والنكتة الظريفة. وتعبر نجاح عن متعتها بالمشاركة في «شاميات» لما يسوده من مرح. أما الفنان المخضرم صباح عبيد، فيقول إن الكوميديا من أصعب الفنون، لأن هناك خيطاً رفيعاً بين السخرية والتهريج، وكذلك بين رسم البسمة على وجوه المشاهدين، والوقوع في فخ الابتذال، وهو ما يجعلنا في هذا العمل حريصين جداً على تقديم النكتة بطريقة لطيفة وهادفة تحترم عقل المشاهد. تساؤلات؟ يبدو أن النجاح الذي حققه الفنان فادي غازي في أعماله السابقة التي تعتمد على النكتة المتداولة، قد أغراه بمتابعة التجربة، وهو يضيف إليها هذه المرة بعداً جديداً هو الحارة الشامية، وبالتالي فهو يدعمها بعنصر نجاح آخر، نظراً لجاذبية البيئة الشامية للمشاهد العربي عموماً. وإذا كان استثمار النجاح مشروعاً، فإنه يحمل في طياته مغامرة، لأن التجارب تثبت أن استمرار النجاح في الأجزاء الجديدة، ليس مضموناً دائماً. رغم أن فادي يؤكد أنه يقدم في هذا العمل أسلوباً إخراجياً متطوراً عن أعماله السابقة، ويعتمد على تلقائية الممثل أمام الكاميرا، مما يعطي الأداء حساً عفوياً وصادقاً، ويجعله قريباً من الجمهور. فهل سينجح «شاميات» في تلوين الكوميديا السورية بأجواء البيئة الشامية مجدداً؟. هذا ما سيجيب عنه المشاهد رمضان المقبل.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©