ستاركريم، وكالات (طهران)
أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أيه» مايك بومبيو، أمس، أن إيران موجودة في كل مكان في الشرق الأوسط، وأن نفوذها الذي وصفه بالهائل يفوق بكثير ما كان عليه قبل سبع سنوات. فيما استمر الجدل بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والحرس الثوري بسبب رفض الرئيس تدخل الحرس في الأنشطة الاقتصادية لحكومته، وسط مخاوف من الإطاحة بروحاني أو اغتياله.
وقال بومبيو أمس «سواء نظرنا إلى تأثيرها على الحكومة في بغداد، أو القوة المتزايدة لـ(حزب الله) ولبنان، وعملها مع الحوثيين والشيعة العراقيين الذين يقاتلون على الحدود في سوريا، وبالتأكيد القوات الشيعية المنخرطة في القتال في سوريا، فإيران في كل مكان بالشرق الأوسط».
وأضاف: «كانت السنوات السبع الماضية كارثية، مما سمح للإيرانيين بالتوسع في جميع أنحاء هذه المنطقة». ووصف إيران بأنها «أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»، وأنها تمثل «تحدياً» طويل الأمد، كما وصف «داعش» بأنه يمثل «خطراً» هائلاً على الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، تواصلت حالات الجدل القائمة بين الرئيس الإيراني والحرس الثوري. وفسر مراقبون غياب روحاني عن جلسة الحكومة الأسبوعية أمس، إلى الخلاف مع الحرس. وكان نائب إصلاحي حذر من تكرار حادثة اغتيال رئيس القضاء الأسبق محمد بهشتي، مع روحاني، وقال النائب محمود صادقي أمس: «إن بهشتي اغتيل مع مجموعة من النواب إثر انفجار مبني البرلمان عام1981، وكان المتشددون يتهمون بهشتي بالانفتاح على أميركا وأوروبا».
وفي السياق ذاته، اتهمت وكالة (فارس)، المقربة من الحرس الثوري أمس، روحاني بالتنصل عن تعهداته للحرس فيما يتعلق بالمشاريع الحكومية الاقتصادية. وكانت شركات أوروبية قد رفضت الاستثمار في الحقول النفطية والغازية جنوب إيران، بسبب وجود شركات تابعة للحرس.
وصرح مستشار الرئاسة الإيرانية جمال الدين أشنا، بأن هناك جدلاً قائماً في الداخل الإيراني يتعلق بتفسير (المادة 44)، التي تسمح بإشراك القطاع الخاص في الاستثمار بمشاريع الحكومة، وليس قطاع العسكر، ويرفض (الحرس) تلك التفسيرات.
وتتعرض حكومة روحاني إلى أزمة اقتصادية، بسبب نقص في السيولة النقدية، وقطع العلاقات التجارية مع الدول الغربية. وكشفت صحيفة شهروند (المواطن) الإيرانية تزايد حالات الفقر في إيران، بحيث وصلت إلى 30 مليون إيراني، بسبب ارتفاع التضخم، وازدياد حالات البطالة، وتراجع العملة الإيرانية مقابل العملة الأجنبية.
ويعتقد خبراء إيرانيون أن تداعيات تدهور العلاقة بين روحاني والحرس قد تؤدي إلى نتائج وخيمة، خاصة أن الرئيس تعهد بالسير علي نهج هاشمي رفسنجاني الرئيس الأسبق الذي عاش سنوات القطيعة مع الحرس حتى مماته.
إلى جانب ذلك، مازال الأمن الإيراني يتعرض إلى ضربات مفاجئة من قبل المعارضة في الداخل، فقد أعلنت إيران، أمس، اغتيال ضابط في الحرس الثوري، يدعي مصطفى فردوسي مع أفراد أسرته، على يد تنظيم «حزب العمال» الإيراني بمحافظة أذربيجان. كما هاجمت جماعات مجهولة المسافرين بمحافظة مازندران شمال إيران، بهدف الاستيلاء على ممتلكاتهم.
ويعتقد خبراء إيرانيون بأن هذه الحوادث تعكس الدرجات العالية للفوضي الأمنية، مؤكدين أن إيران بدلاً من السيطرة على الأمن الداخلي، تقوم باستعراض العضلات مع أميركا.